إعــــلانات

سبعة عوامل أضعفت شوكة تنظيم ''القاعدة'' في الجزائر

سبعة عوامل أضعفت شوكة تنظيم ''القاعدة'' في الجزائر

تأتي سلسلة

العمليات الناجحة التي تقوم بها أجهزة الأمن المتخصصة في مكافحة الإرهاب، ضد خلايا وسرايا تنظيم ”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، في سياق عام تميز بسيطرة محكمة على أنشطة التنظيم الإرهابي الذي فشل منذ ديسمبر 2007، من العودة إلى العاصمة وتنفيذ العمليات الانتحارية    التي خطط لها ، ولاحظ خبراء في الشأن الأمني، أن سقوط رؤوس تنظيم ”القاعدة” في الجزائر الواحد تلوى الآخر، يعود إلى العديد من العوامل، أبرزها تدعيم فرق مكافحة الإرهاب بأدوات تقنية حديثة وإمكانيات مادية كبيرة، سخرت لغرض تقليص خطر الإرهابيين، حيث تمكنت هذه الفرق من الحصول على تقنيات حديثة في مجال رصد تحركات المسلحين بالأشعة تحت الحمراء ليلا، وحتى بمعدات رصد حراري تسمح بمعرفة تنقل الأشخاص وحتى الحيوانات، في المناطق التي يشتبه في كونها معقل من معاقل التنظيم الإرهابي ، كما أن الخبرة المكتسبة في مجال مكافحة الإرهاب من طرف إطارات جهاز الأمن، الجيش، الشرطة والدرك الوطني وحتى فرق الدفاع الذاتي، ساهم بشكل كبير في معرفة طبيعة تفكير الإرهابيين والطرق التي يعتمدونها في إلحاق الضرر بالمدنيين ، ولم يعد سرا اليوم أن أجهزة الأمن على معرفة تامة وكاملة بالمناطق التي يتواجد بها عناصر، وحتى قيادات ”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” وأماكن تمركزهم، وحتى المخابئ التي يعتمدونها والمسالك التي يتخذونها ملاذا آمنا بفضل ”التائبين” الذي أصبحوا على رأس الوحدات التابعة للجيش الوطني الشعبي، في عمليات محاصرة أو مطاردة ”خوارج” تنظيم ”الجماعة السلفية للدعوة والقتال”. وبسبب هذه المعرفة الكبيرة لمراكز تجمع الإرهابيين، قررت قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي، حشد العديد من القوات في إقليم ولاية تيزي وزو، التي تعتبر ولاية أساسية ومركز نشاط رئيسي، سواء لأهم كتائب تنظيم ”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، وهي إجمالا ”كتيبة النور”، ”كتيبة الأنصار”، ”كتيبة الفاروق”، إضافة إلى قيادة منطقة الوسط للتنظيم الإرهابي وأيضا وهذا الأهم القيادة الوطنية لتنظيم ”القاعدة”.وتنحصر هذه المجموعات في مناطق معروفة لدى أجهزة الأمن، تتميز بصعوبة التضاريس وكثرة القنابل التي أحيطت بالملاجئ الإرهابية. وتكون العملية التي انطلقت بوادي قرقور قبل أيام، والتي تستهدف قيادة ”كتيبة النور”، أولى هذه العمليات التي شرع فيها بأمر من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ضد البغاة من ”الخوارج”، الذين يرفضون الجنوح إلى السلم. ويعني هذا أن الإرادة الكبيرة للسلطات وحتى لأفراد الأمن المقحمين في عمليات مكافحة الإرهاب، بشأن ضرورة استئصال الإرهاب، أصبح الآن خيار إستراتيجيا، بعدما تبين أن قيادة تنظيم ”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” ترغب في توسيع عملياتها بشكل جنوني، بهدف تجنب تفككها خاصة بعد تلويح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بورقة العفو الشامل. كما سجل الخبراء في السنوات الأخيرة، تنسيق محكم ودقيق بين مختلف الأجهزة الأمنية المقحمة في عمليات مكافحة الإرهاب، بشأن المعلومات المتصلة بنشاط كل مجموعة والقدرة على تبادلها في وقت قياسي. وبدخول قيادات أساسية في ”القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي” خط المساعدة في توفير معلومات حساسة عن نشاط  قيادة التنظيم المسلح وعناصره، وهو ما ساهم بشكل كبير في إحباط كل الاعتداءات الإرهابية التي خططت لها قيادة التنظيم الإرهابي، كما ساهم ”التائبون” في توقيف العديد من قيادات ”القاعدة” أو القضاء عليهم ،و يفضل بعض هؤلاء ”التائبين” البقاء في الجبال ومساعدة السلطات في كل مرة بنشاط وتحرك المسلحين، بدل النزول والانشغال بهموم الدنيا، ويقول أحد أقارب ”تائب”، لا يزال ينشط في الجبال إنه ”في تجارة مع الله لحقن دماء المسلمين”، مشيرا إلى أنه ساهم بشكل كبير في تغلغل أجهزة الأمن إلى عمق التنظيم الإرهابي، قصد معرفة مخططاته الإجرامية لإحباطها قبل تنفيذها  .

رابط دائم : https://nhar.tv/85HY1
إعــــلانات
إعــــلانات