إعــــلانات

سعدان كان مجندا للالتحاق بصفوف دعم جيوش مصر ضد إسرائيل

سعدان كان مجندا للالتحاق بصفوف دعم جيوش مصر ضد إسرائيل

ربما لن يصدق أحد ما سيقرأ في هذا المقال

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}

، لأنه حقا معجزة، فرابح سعدان مدرب الفريق الوطني لكرة القدم، كان مجندا في صفوف الجنود الجزائريين الاحتياطيين، بعد أن غادر رجالنا أرض الوطن متجهين إلى أرض الفراعنة، لمساندة الجيوش العربية ضد الكيان الصهيوني، وكان مرشحا للذهاب إلى مصر لمساندة الجيوش العربية رفقة إخوانه في حال استدعائه لدعم صفوف جنود مصر، سعدان الرجل المعجزة، الطيب، المحبوب، صاحب الأخلاق الحسنة، يتعرض اليوم لمختلف الشتائم والقدم والسب من قبل من كان سيحارب لأجلهم لأنه استطاع بحنكته أن يحمل فريقا من الشباب على هزم الفراعنة في عقر دارهم..

كان ذلك بتاريخ 15 جويلية 1967 حين تم استدعاء الطالب رابح سعدان ابن الاوراس الأشم، رفقة كل زملائه في الدراسة بقسم الثالثة ثانوي شعبة رياضيات، بثانوية حيحي مكي بقسنطينة، للالتحاق بصفوف الاحتياط، فالأقسام النهائية كانت تعد على الأصابع آنذاك وباتنة لم تكن تحوي أقساما نهائية، فاضطر الرجل إلى التنقل إلى قسنطينة للتمدرس، رابح كان داهية عصره، كان ”مخ” في قسمه، إمكانياته العلمية ممتازة، حصل على شهادة البكالوريا بتقدير، خجول جدا لدرجة وصفه مقربون منه أنه ”يخجل من خياله”… نعم لقد تم استدعاؤهم لتجنيدهم في صفوف الاحتياط تحسبا لأي طارئ لأن جنود الجيش الوطني الشعبي جندوا لمساعدة مصر آنذاك ومساندتها في الحرب ضد الكيان الصهيوني الذي حاول اغتصاب أراضيها، وبالفعل فقد التحق الناخب الوطني رفقة عدد من أصدقائه بالمدرسة الوطنية للقوات البحرية بتمنفوست بعين طاية، لقد كان مع الهاشمي بوعندل الذي يشغل حاليا منصب مستشار لدى وزير الموارد المائية، والمدعو علي شلغوم وهو طبيب حاليا، إضافة إلى شاب آخر من ولاية باتنة، كانوا قريبين جدا من بعضهم فقد التحقوا بتمنفوست في يوم واحد وينحدرون من منطقة واحدة..

سعدان تجنّد في صفوف الاحتياط وعمره 19 سنة

وفي هذا الشأن، يروي السيد بوعندل صديق سعدان بالأمس، أنه وفي اليوم الأول من الالتحاق بالتجنيد تعرف على سعدان.. سعدان كان معروفا لأنه كان لاعبا ممتازا ضمن صفوف مولودية قسنطينة،كان ذلك منذ 45 سنة.. لقد تم حلق شعورهم جميعا بمجرد التحاقهم بمدرسة القوات البحرية، فمر اليوم كله في الضحك فكل واحد كان يسخر من الآخر، لقد تغيرت أشكالهم فهم شباب في مقتبل العمر، يقول بوعندل أنا شخصيا التقيت بأحد أصدقائي اقترب مني وقال لي ”بوعندل لا تقل لي.. هذا أنت”، فأجبت نعم أنا بوعندل بشحمه ولحمه… يضحك.. لقد حلقوا شعري تغير شكلي نهائيا…سعدان كان عمره آنذاك 19 سنة، كان سعيدا جدا بوجوده في المدرسة، ”كنا وطنيين حد النخاع، كنا مستعدين لتقديم أي شيء للوطن، حتى التجنيد في سن مبكرة لمساعدة الشقيقة مصر كان أمرا يسعدنا، لم نكن نفكر في شيء سوى في تقديم الأفضل للوطن”، لقد تم تجنيد كل الشباب بهدف تقوية صفوف الجيش المصري ضد الكيان الصهيوني، لم يكن أي ليمانع أي منهم لو تم استدعاؤه لمحاربة الصهاينة، فالسيد بوعندل يقول أن سعدان وكل الشباب كانوا متحمسين وأظهروا رغبتهم في دعم صفوف الجيش الوطني، بما أن الخدمة الوطنية لم تكن آنذاك مدرجة ضمن القانون الساري المفعول، فالجزائر كانت  في بداية الإستقلال، وترتيب البيت كان في في مراحله الأولى. وبالتالي اضطرت الجزائر لتجنيد الطلبة كاحتياطيين لاستدعائهم في الطوارئ.

الكرة لم تكن تفارق ”رابح” رغم أننا كنا في نظام عسكري

لقد عشنا أياما جميلة جدا كانت حياة ملؤها الحب والتعاون بين الجميع، التقينا في ظروف صعبة ولكن الأيام كانت جميلة، حياة الثكنة أشبه بكثير بمدرسة داخلية، بنظام عسكري، سعدان كان خجولا جدا، وهادئا، وحيويا في نفس الوقت، الكل كان يحبه ويكن له الاحترام، لأنه كان لاعبا ممتازا ومعروفا، ولأنه كان اجتماعيا بطبعه وخلق جوا مرحا بطيبته وإنسانيته، كنا أربعة أنا ”الهاشمي”، هو سعدان، شلغوم، والرابع لا أذكر اسمه، كنا فريقا واحدا نقضي اليوم مع بعضنا، نستيقظ على الساعة الرابعة صباحا للقيام بتمارين رياضية، سعدان كان همه الوحيد مداعبة الكرة، كان يعشقها كثيرا لا يفارقها مطلقا فمداعبتها كانت بشكل يومي، وبعد الرياضة نتناول فطور الصباح، ثم نتوجه مباشرة إلى ساحة العلم، وبعدها إلى الدروس النظرية التي نزاولها حتى المساء، ومن ثمة يتوجه كل منا للقيام ببعض هواياته، وككل يوم يلتحق سعدان بالكرة التي يداعبها لساعات.. كانت حياة عسكرية حقيقية، وجميلة، لم يكن لدينا أي مانع للالتحاق بمصر، فالوطنية كانت قوية وزادت حدتها مع تطور العمر.. علاقتنا أصحبت أقوى لأننا كنا أبناء منطقة واحدة وبعدنا عن عائلاتنا جعلنا نحب بعضنا أكثر ويقترب كل منا من الآخر..

الناخب الوطني كان سباحا من الطراز الأول

ويضيف السيد بوعندل الذي كان يستذكر ما مر به رفقة سعدان طيلة 45 يوما لحظة بلحظة، غير أن طول المدة التي مرت على الذكرى جعلت الذكريات تتقلص، يقول ”قضينا 45 يوما مع بعضنا، من تاريخ 15 جويلية وإلى غاية 31 أوت، حديثنا في معظمه كان عن كرة القدم، عن الفرق والأندية، فسعدان لعب في القسم الوطني الأول، لعب لـ ”الموك” في عهد زفزاف، سفيان وعبد النوري، ثم التحق بالأبيار فبالبليدة، ودرّس في المعهد العالي التقني للرياضة… في الحقيقة أنا كنت أستعد للسفر إلى لندن لقضاء عطلتي، غير أنني ولدى وصولي إلى المصالح القنصلية أخبروني بأنني ممنوع من الخروج لأن الجزائر كانت بحاجة إلينا وكان علي أن أكون ضمن الجنود الاحتياطيين، بعد أن التحق رجال الجيش الوطني بمصر لمحاربة العدو الإسرائيلي الغاشم، وبالفعل فقد التحقت بمدرسة القوات البحرية بتمنفوست، وهناك كان لقائي بسعدان… لقد تعلمنا استعمال الأسلحة تركيبها وتفكيكها، في غضون 45 يوما، كنا نتدرب على أيدي ضباط ذوو مستوى، كلهم حصلوا على شهاداتهم من الخارج، كنا في بعض الأحيان نلتحق بالبحر للسباحة، سعدان كان يجيد السباحة كثيرا، غير أنه كان يحب الكرة أكثر… قضينا أياما رائعة أنا شخصيا لن أنساها..

سعدان وزملاؤه نقلوا ”بومدين” على متن قارب وسعد بذلك كثيرا

أذكر يوما أن الرئيس هواري بومدين زارنا في المدرسة، أثنى علينا كثيرا، وقال لنا بأننا رجال المستقبل، كنا صغارا، لقد اصطحبناه رفقة زملائي بمن فيهم سعدان على متن قارب لقد سعد كثيرا وشكرنا على الجهد الذي نقوم به، في الحقيقة هو جاء لدعمنا معنويا ورفع معنوياتنا، على الرغم من أننا لم نكن نعاني من أي نقص فالإمكانات التي كانت موفرة لنا آنذاك لا يمكن وصفها.. ومضت الأيام وتوطدت العلاقة بيننا، وجاءت لحظة الفراق التي لم تجمعنا لحد الساعة.. أنا أحيي فيه شجاعته وأشكره على كل ما قدمه للجزائر، فقد أسعد 36 مليون جزائري، بتمكينه الفريق الوطني من اجتياز عتبة المونديال بعد غياب دام أكثر من 24 سنة، أتمنى أن ألقاه”… السيد بوعندل قام منذ ثلاثة أيام، بترتيب درج له فعثر على صور ووثائق قديمة، وبين تلك الصور وجد الرجل صورة تعود إلى 45 سنة، إلى أيام العسكرية نعم هي صورة له رفقة كل من الشيخ رابح سعدان، ورفيقيه الآخرين، سعدان كان طويل القامة ممتلئ الجسم ببنية قوية… ”أنا أنوي إرسال الصورة له، فالأيام التي قضيناها لا تنسى، ثم إن ما قدمه للجزائر يجعلني أفتخر به وبصحبتي له رغم قصر المدة إنه حقا رجل قدم للجزائر هدية كبيرة، إنه رجل متواضع جدا ومحبوب لا يمكن أن يعرفه أحد ولا يحبه،لأنه يتميز بأخلاق ممتازة

رابط دائم : https://nhar.tv/CNsJ3
إعــــلانات
إعــــلانات