سعيدة نغزة: «تكوين خريجي مراكز التكوين المهني أحسن مـــن أصحـــاب الشهـــادات الجامعيـــة»

قالت إن مردودهم في العمل يفوق طلاب الجامعات بـ 50 من المئة..
المتخرجون الجدد لا يملكون تكوينا للتأقلم مع مناصب الشغل.
تكشف رئيسة كونفيدرالية أرباب العمل، سعيدة نغزة، من خلال الحوار الذي أجرته معها النهار، أن مردود خريجي مراكز التكوين المهني يعد أفضل بكثير من خريجي الجامعات، مشيرة إلى أن العمال الجدد يسعون للظفر بمنصب عمل في القطاع العام بحثا عن الراحة.
باعتبارك ربة عمل ورئيسة كونفيدرالية أرباب العمل، ما هي أكثر الوظائف طلبا في سوق العمل وفقا للمعطيات الجديدة، وإذا كان من الممكن تصنفيها حسب قطاع النشاط، فلاحة وتجارة ..وغيرها، مع تبرير سبب التوظيف في قطاع أكثر من آخر؟
في الجزائر لما نقول سوق العمل فهو يشمل الوظيف العمومي والقطاع الخاص ومعظم طالبي العمل يفضلون القطاع العام على الخاص، لأنه في معتقدهم يضمن منصب عمل دائم وتأمين وتقاعد مريح حتى وإن كان الأجر متوسطا، أما البعض الآخر فيبحث عن الأريحية التامة أي الدخل الممتاز، وهذا نجده في القطاع الخاص كالشركات البترولية ومؤسسات الخدمات الخاصة بالدولة كالتأمينات، وهنا فرص العمل أو حظوظ العمل قليلة.
كما أن القطاع الخاص هو الأقل جذبا لليد العاملة في الجزائر، وهنا نلاحظ أنه في بادئ الأمر تكون رغبة في العمل لكنها لا تدوم بين العمال، فالعامل يكون حاضرا جسديا وينتظر الفرصة للخروج للعمل في الوظيف العمومي، فعلى سبيل المثال أصادف الكثير من العمال يطلبون تصريحا للمشاركة في مسابقة توظيف في القطاع العام بعد أشهر من توظيفي لهم، وأنا لا أمنعهم فهم أحرار، رغم أنهم مؤمّنون ولهم أجر متعاقد عليه أحسن من أجر الوظيف العمومي، وهذا راجع لمبدأ البحث عن الراحة والتهرب من العمل، وهنا نلاحظ تناقضا كبيرا، ففي الدول الأخرى نجد العامل يخاف من تسريحه من العمل ويعمل بجد حتى لا يخسر منصب عمله، وأرباب العمل لا يأبهون إلا بالمردود، بينما في الجزائر يحدث العكس، فصاحب المؤسسة يدلل العمال إلى أقصى حد حتى لا يخسرهم، إلا أنه ما نلاحظه على أرض الواقع، أن العامل يغادر منصب عمله، وهنا تبدأ رحلة البحث عن منصب عمل جديد، وهذا نجده خاصة في قطاع الفلاحة.
هل ترين أن المتخرجين الجدد يملكون من التكوين الجامعي ما يكفي لمواجهة سوق العمل؟
أبدا، المتخرجون الجدد لا يملكون تكوينا، بالنسبة لنا كأرباب عمل فنحن من نكونهم لأشهر حتى يتأقلموا مع مناصب الشغل، وأنا دائما أجد المتخرجين من معاهد ومراكز التكوين المهني أفضل بكثير، فهم يتفوقون على طلاب الجامعات بـ 50 من المئة في مردود عملهم.
هل الجزائريون يحسنون صياغة السيرة الذاتية، وما هي أسباب رفض توظيف أرباب العمل للإطارات الشابة وتفضيل المتقاعدين؟
نوعا ما، هناك من يحسن صياغة كتابة السيرة الذاتية، أما البقية فهي نسخ ولصق من مواقع الأنترنت والمنتديات، مع تغيير الاسم فقط، وأود أن أوضح أن أرباب العمل يخسرون وقتا كبيرا في تكوين وتدريب العمال ومدة تأقلمهم، أما المتقاعد فله خبرة في مجال العمل ولا نخسر وقتا معه، فهو يبدأ يومه مباشرة، أما الموظفون حديثا فنحن نقوم بتدريبهم وتأهيلهم وهذا بالطبع يستلزم وقتا، لكن بالنسبة لي أفضل دوما إعطاء فرصة للشباب لأن عطائهم يكون دائم، عكس المتقاعد فهو إن استمر فلا يمكنه العمل أكثر من 4 سنوات إضافية، والشباب مع الوقت يتمرنون، وعندي قناعة أنه يجب احتواء الشباب.
حسب التخصصات المدروسة في الجامعات، من هم الطلبة الأكثر حظا في الظفر بمنصب عمل بعد التخرج؟
لا يمكن أن أحدد بسهولة في القطاع الخاص، مع اختلاف مردود كل مؤسسة، لكن المتعارف عليه هو أن المتخرجين من كليات الاقتصاد والتسيير والمحاسبة، بالإضافة إلى طلبة القانون ومهندسي الإعلام وكل مايتعلق بالمقاولات.