سكان براقي يحاصرون زوخ وبدوي.. «من وقت الإرهاب مسؤول ما جانا»

وزير الداخلية قال إن الدولة لن تتخلى عن «الشنابط» و«المقاومين» 

حاصر عدد من المواطنين الغاضبين، أمس، موكب وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، نور الدين بدوي، ووالي العاصمة عبد القادر زوخ، خلال زيارة تفقدية لعدد من أحياء بلدية براقي، حيث حاول المحتجون اختراق الطوق الأمني لإيصال انشغالاتهم للمسؤولين، مؤكدين بأنهم منسيّون ولا أحد يتفقد أحوالهم رغم ما عانته براقي خلال العشرية السوداء خاصة «حي بن طلحة».

وقد طوّق أعوان الأمن الذين انتشروا بالزيين المدني والرسمي، أمس، كل المنافذ المؤدية لمقر بلدية براقي بالعاصمة، بعد دقائق من وصول وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ووالي العاصمة، عبد القادر زوخ، حيث استغل عشرات المواطنين فرصة تواجد الوفد الرسمي داخل مقر البلدية لنقل انشغالاتهم، وسرعان ما تحول المشهد الى ما يشبه عملية حصار، خصوصا أن قوات الأمن راحت تحاول منع المواطنين من دخول المقر الذي كان يتواجد به الوالي زوخ ووزير الداخلية، فيما راح المواطنون يصرون على مقابلة المسؤولين بأي طريقة.

وكادت الأمور أن تنزلق لولا تدخل مصالح الأمن التي منعت المحتجين الغاضبين من الوصول إلى الوفد واختراق الباب الحديدي، فيما تجمهرت النساء وقمن بالصراخ للفت انتباه الوزير، الذي تم إخراجه من مقر البلدية لتفادي الاحتكاك بالحشود. واشتكى المواطنون الذين تحدثت إليهم «النهار» بأنهم منسيون ولا يزورهم أحد من أجل معرفة انشغالاتهم، وأجمعوا على أنهم ذاقوا ويلات الإرهاب لكنهم اليوم منسيون من قبل السلطات.

من جهته، طمأن وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، نور الدين بدوي، المواطنين بالقول إن الدولة لن تتخلى عن كل من وقف إلى جانبها في الأوقات الصعبة، ولا سيما المقاومون وأفراد الحرس البلدي، وقال بدوي لدى تفقده للفرع البلدي لحي بن طلحة: «الدولة لن تتخلى أبدا عن كل من وقف إلى جانبها في الأوقات الصعبة، وأقصد هنا المقاومين وأفراد الحرس البلدي وسكان الأحياء التي عانت من ويلات الإرهاب وكل من حمل السلاح في وجه الإرهابيين، وهذا مبدأ أساسي نابع من تعليمات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للوقوف مع كل من وقف إلى جانب الجزائر في سنوات الإرهاب، والدولة في استماع دائم إلى انشغالات هذه الفئات التي تكن لها كل الاحترام والتقدير وتعمل على تجسيد طموحاتهم».

من جهة أخرى، أكد بدوي أن برنامج الإسكان والقضاء على الأحياء الهشة متواصل إلى غاية القضاء نهائيا على هذه الأحياء، مطمئنا الجزائريين بالقول: «نطمئن كل المواطنين بأن برنامج الإسكان والقضاء على الأحياء الهشة متواصل إلى غاية القضاء النهائي على هذه الأحياء، والبرامج السكنية الموجهة لهذه الأحياء ضخمة وتندرج في إطار برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وجزء من هذه البرامج يجري إنجازه وأخرى ستنجز قريبا».

كما كشف الوزير بأن الحكومة قررت تخصيص أكثر من 3200 حافلة للنقل المدرسي في المناطق النائية والبعيدة، بهدف تخفيف معاناة تنقل المتمدرسين، معترفا بوجود نقائص بخصوص المطاعم المدرسية، مشيرا إلى أنه سيتم توفير كل الإمكانيات من أجل تقديم وجبات ساخنة للمتمدرسين، خاصة منهم في الطور الابتدائي.