سيضيع ابني بزواجه من فتاة أهلها أصحاب سوابق من خرجي السجون

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: معلمة متقاعدة منذ سنة، أسعدني كثيرا وأفرحني ابني البكر يوم صارحني، لقد فتح قلبه وأخبرني بكل ما يحتويه من مشاعر صادقة ورغبة عارمة من أجل الزواج على سنة الله ورسوله بفتاة أعجبته، ففضل أن يطرق البيت من بابه، فشعرت وأنا أتحدث إليه أنه بلغ مستوى النضج الذي يؤهله كي يصير زوجا وأبا، ولكن كل شيء انقلب رأسا على عقب، عندما أعلن عن صاحبة الحظ وذكر اسمها فكاد يغمى عليّ .
صدقوني أنني لم أبالغ، فإتمام هذا المشروع مع تلك الفتاة معناه القضاء على سمعتنا، لأنها ابنة عائلة مشبوهة، فإخوتها من خريجي السجون ولديها أخت شاعت قصتها في الحي، لأنها اختفت فترة من الزمن ورجعت ومعها ابن كان ثمرة الحرام، أي نعم أنا لا أعرف جيدا الفتاة التي أرادها ابني شريكة لحياته، لكن سمعة أهلها أعطتني كل الحق في رفض هذا المشروع جملة وتفصيلا.
فما كان من ابني سوى أن يرضخ لرغبتي، لأنه التمس رفضي القاطع، لكنه مقابل ذلك انغلق على نفسه ولم يعد يحدثنا، لقد حاولت معه كثيرا وعرضت عليه أكثر من شابة من اللواتي يتوفر فيهن الدين والخلق، فعلت ذلك حتى أنسيه تلك الفتاة، لكنه ظل رافضا، ما جعلني أعامله بالقسوة في بعض الأحيان وعصبية أحيانا أخرى، لأنني أخشى أن يضعني أمام الأمر الواقع فيتزوجها، ويرعبني أن أخسر ابني الذي علمته وربيته على الطاعة والاستقامة وكيفية اتخاذ القرار المناسب، ولكن يبدو أنني فشلت في هذه المهمة، فماذا أفعل أشيري علي سيدتي نور.
@ أم فارس/ عنابة
@@ الرد:
سيدتي الفاضلة يا معلمة الأجيال، والأكثر من ذلك مدرسة، لأنك أم، أرحب بك واسأل الله أن يعينني على مساعدتك أما بعد:
أولا عليك بالتخلص من القسوة عن طريق كسر هذا الجمود بينك وابنك، تعاملي معه بلطف وعطف، وعليك بإنهاء هذه العصبية، مع اعتماد أسلوب اللين وتطييب خاطره، فالله أمرنا بذلك في قوله «ادفع بالتي هي أحسن».
في هذه الفترة بالذات عليك إظهار الحب والاهتمام لابنك أكثر من أي وقت مضى، لأنه في أمس الحاجة إلى ذلك، حتى يتمكن من تجاوز أزمته وصدمته، وهنا أفتح قوسا كبيرا لأخبر أولياء الأمور بأنهم في مثل هذه الحالات يجب أن يكون دورهم توجيهيا وإرشاديا، أكثر من تقديم الأمر والضغط على الأبناء، كان عليك أن تبيني له مساوئ هذه الزيجة وعليه أن يقدر نتيجة ذلك بعقله إن كان راجحا.. وإلا الاستعانة بوالده.
ليس من الحكمة أن يقتصر دورك فقط على عرض فتيات لجلب انتباه ابنك، فكوني على أتم اليقين بأنه لن يرضى، وكأنه برفضه يرد لك الصاع صاعين، نعم لن يرضى وإن كانت العروس المختارة من طرفك أجمل بنات الدنيا، لأنه سلك معك سبيل الندّية ومعاملتك بالمثل.
سيدتي الفاضلة، قدّري أن ابنك يعيش انتكاسة عاطفية بعد رفضك لهذه الفتاة، لقد أنهيت حلمه وهذا ما يتبادر الى ذهنه، فهو الآن لا ينظر إليك كأم بل عائق حال من دون سعادته، فهو لا يدرك أبدا أنك أحسنت في إيقاف مشروع الزواج، بل يعتبره تطاولا منك على حقه الطبيعي والمشروع، الأفضل من كل هذا التقرب إلى الله بالدعاء، إسأليه أن يرد إليك ابنك ردا جميلا، وأن يعينه على السداد والرشاد، أن يرزقه زوجة صالحة تقر بها عينه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
@ ردت نور