إعــــلانات

شاب يقتل خطيبته يوم زواجه بها بواسطة تورنفيس ويهشم رأسها

شاب يقتل خطيبته يوم زواجه بها بواسطة تورنفيس ويهشم رأسها

الجاني سلم

نفسه فجر اليوم الموالي معترفا بارتكابه الجريمة بمجرد سماعنا لخبر مفاده أنّ شابا قتل خطيبته بواسطة آلة حادة، ولأن التجارب السابقة أثبتت لنا أنّ حصول رجال الإعلام على معلومات من مصادر رسمية بولاية باتنة تعد من المحرمات، ولكي نتقصى الحقيقة بأنفسنا حتى لا ننساق وراء المعلومات الخاطئة، حضّرنا ما يلزمنا واتجهنا إلى مستشفى علي النمر بمروانة الذي قيل لنا أنه استقبل جثة الضحية.

هناك سألنا بعض معارفنا عن الموضوع، فعلمنا أنّ الضحية هي شابة من بلدية قصر بلزمة بدائرة مروانة تدعى ”س. ب”، تبلغ من العمر 35 سنة، كانت متواجدة بمصلحة حفظ الجثث مهشمة الرأس بصخرة ومثقوبة الجنب بواسطة مفكك  براغي في جريمة نكراء كان زوجها بطلا لها. فاتجهنا بعدها مباشرة إلى بلدية قصر بلزمة ومن ثمة على متن السيارة الخاصة برئيس بلدية قصر بلزمة اتجهنا إلى مسرح الجريمة، عبر مسافة حوالي 5 كلم ونصف، وكان مرافقنا الشيخ والمجاهد ابن بلدية قصر بلزمة يتحدث عن جرائم القتل المنتشرة بكثرة في دائرة مروانة خلال السنوات الأخيرة، والتي رأى أنّ الطريق الوحيد الذي يمكن عند انتهاجه التقليل منها هو الردع القوي من خلال الأحكام التي تصدرها في حق المجرمين والقتلة، حتى تكون هناك ثقة عالية بين المواطن والعدالة حسب رأيه. ونحن نتجاذب أطراف الحديث لمحنا من بعيد سيارة مركونة في سفح جبل مسعودة بدوار أولاد مهنة التابع في جزئه الذي وقعت به الجريمة لبلدية قصر بلزمة، وفي جزئه الآخر   لبلدية وادي الماء الحدودية، وصلنا إلى نهاية ذلك المسلك الترابي فاضطررنا إلى المشي على أقدامنا عبر مسافة حوالي 100 متر وسط فضاء واسع بعيد عن التجمعات السكانية والبيت الأقرب منه بعيد بأكثر من كيلوترين، وهي المسافة التي قطعها الجاني بسيارته رفقة خطيبته رغم أنها عبارة عن قطعة أرض لم يمر على حصدها أياما كثيرة… وصلنا إلى السيارة التي وقعت بداخلها الجريمة من نوع”هوندا”، وألقينا إطلالة بداخلها فوجدنا الذباب متجمع بكثرة على الجهة الخلفية والأمامية لظهر مقعد السائق الذي كان مليئا بالدماء وقطعة تشبه اللّحم بيضاء اللون تبدو وكأنها من مخ الضحية عالقة على جانب المقعد.

هكذا ارتكبت الجريمة التي اهتز لها سكان دائرة مروانة

بحسب وضعية الجثة داخل السيارة حسب شهادة بعض الذين رأوها قبل نقلها من طرف مصالح الحماية المدنية، فإنّ الجاني يبدو أنه كان قد تحدث مع زوجته في البداية بما لم يكن يوحي بأنّه سيقتلها، بالنظر إلى أن الجثة وجدت في مقعد السائق، ما يعني أنهما تبادلا المقعدين في هدوء تام، لكن ولأسباب مازالت مجهولة ومن المنتظر أن يصرح بها الجاني أمام مصالح الدرك الوطني، قام أولا القاتل المفترض المدعو ”ب. أ”، البالغ من العمر 35 سنة، بتوجيه طعنة بواسطة مفكك البراغي كان داخل السيارة على مستوى الجنب الأيسر للضحية محدثا ثقبا عميقا، قبل أن ينزل ويحظر معه حجرة متوسطة الحجم قام بواسطتها بتهشيم رأس زوجته، قبل أن يقوم بخنقها بواسطة خمارها، وبعد التأكد من وفاتها ترك الجاني زوجته جثة هامدة داخل سيارته وتنقل راجلا عبر مسافة حوالي 15 كلم إلى مقر الدرك الوطني لبلدية وادي الماء في حدود الساعة الخامسة ونصف من صبيحة اليوم الموالي للجريمة، مسلما نفسه ومعترفا بارتكابه للجريمة.

الجريمة ارتكبت يوم عقد القران بين الجاني والضحية

وبحسب رئيس بلدية قصر بلزمة فإنّ الجاني والضحية كانا قد عقدا قرانهما في حدود الساعة العاشرة صباحا من يوم الأربعاء الذي ارتكبت فيه الجريمة بحضور الوليين والشهود. وبحسب مصادر أخرى، فإنّ القاتل طلب من أهل الضحية السماح لهذه الأخيرة بمرافقته للتجول قليلا باعتبار أنها أصبحت زوجته شرعا وقانونا، فكان له ذلك، ومنذ حوالي الحادية عشر صباحا اختفيا عن الأنظار إلى غاية ساعات المساء، حيث بدأ الشك يتسرب في نفوس أهل الطرفين إلى غاية فجر اليوم الموالي عندما سلم الجاني نفسه لمصالح الدرك الوطني معترفا بالجرم الذي ارتكبه، ولأن الجريمة كانت في نفس يوم عقد القران كان وطؤها قويا على نفوس سكان دائرة مروانة بالكامل، خاصة وأن صدمة إبادة عائلة بأكملها ببلدية مروانة لم تمض عليها ثمانية أيام بعد.

في ظل غياب ثقافة التعامل مع رجال الإعلام… الإشاعة ترعب المواطنين

ولأنّ كل الجهات التي يخول لها القانون حق التصريح والإدلاء بالمعلومات لوسائل الإعلام العمومية والخاصة حول ما يحدث في إقليم ولاية باتنة من أحداث مختلفة، أوصدت كامل أبوابها في وجه الصحافة المحلية التي يمكن لها تنوير الرأي العام بالمعلومات الصحيحة والدقيقة حول مختلف القضايا التي تثير اهتمام المواطن، فقد وجدت الإشاعة الفضاء الواسع والرحب لتنتشر بسرعة كبيرة بشكل أدخل الرعب وسط المواطنين الذين أصبحوا يسمعون عن جرائم قتل وهمية يومية، حيث وفي هذا الصدد تلقت ”النهار” عشرات المكالمات الهاتفية خلال 48 ساعة الأخيرة، يحاول أصحابها معرفة حقيقة الأخبار الزائفة التي تصلهم من وقت إلى آخر، فنهار أمس، كان مليئا بمثل هذه الإشاعات المروجة، وحديث عن رجل ذبح زوجته وأخته ببلدية عين جاسر، وشاب آخر قتل صديقه بحي علي النمر لأنه وجده رفقة أخته، وطفل قتل شابا بثماني طعنات خنجر بحي 800 مسكن بوسط مدينة مروانة، وإشاعة أخرى مفادها أنّ أحد البدو الرحل قد عثر عليه مذبوحا داخل خيمته بإحدى قرى بلدية قصر بلزمة. هذه الإشاعات وأخرى وجدت المجال واسعا لانتشارها بسرعة وبسهولة، خاصة بعد الجريمتين الأخيرتين، المذكورة أعلاه والتي شهدتها مدينة مروانة الأسبوع الماضي، وما ساعد على انتشارها أكثر هو الخناق المفروض على رجال الإعلام بباتنة، الذين كان بإمكانهم أن يلعبوا الدور الأساسي في نقل المعلومات الصحيحة ونشرها للمواطن، بما يضع حدا لمثل هذه الإشاعات التي حولت حياة سكان دائرة مروانة إلى جحيم منذ أسبوع. ففي هذا الصدد، قال أحد المهاجرين الذي قضى 25 سنة من عمره عاملا بفرنسا، أنّ الدول المتحضرة ومباشرة عقب وقوع جريمة مهما كان حجمها تقوم باستدعاء وسائل الإعلام في حينها وتقوم بمنح ما هو متوفر من معلومات بطريقة متحكم فيها لا تؤثر على سرية التحقيق من جهة. ومن جهة أخرى، تطمئن المواطن وتعطيه الحق في معرفة ما يدور من حوله من أحداث بالسرعة المطلوبة، حتى يضع بذلك حدا للإشاعة ومروجيها، عكس ما يحدث عندنا من تكتم مبالغ فيه أكثر من اللزوم بكثير.

رابط دائم : https://nhar.tv/0skMH
إعــــلانات
إعــــلانات