إعــــلانات

شعب طيب مهووس بالسياسة.. وغلاء خرافي في المطاعم والفنادق

شعب طيب مهووس بالسياسة.. وغلاء خرافي في المطاعم والفنادق

يتساءل الجزائريون الذين يرغبون في تعقب

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}

أثر المنتخب الوطني في أنغولا، بشأن خصوصيات هذا البلد الذي سيقع على عاتقه شرف احتضان وفود ومناصري 16 تجمعهم كأس إفريقيا للأمم لمدة 23 يوما، ومدى قدرته على إنجاح الدورة على كافة المستويات، خاصة في ظل ما يقال عن شح البناءات التحتية وغياب مرافق الاستقبال بسبب الحرب الأهلية التي لم تبق ولم تذر، وقد فضلنا عبر هذا الاستطلاع القصير أن نضع من يريدون التنقل أو غيرهم في الصورة بشأن الدولة المضيفة أنغولا، ما لها وما عليها.

الإجراءات الأمنية مشددة جدا بسبب التخوف من التهريب

تعتبر الإجراءات الأمنية عند الدخول إلى أنغولا مشددة للغاية في المطارات قياسا مع ما يحدث في مطارات إفريقية أخرى، فعندما تحط الرحال بلواندا لا تستغرب عندما يتم سؤالك عن اسم الشخص الذي جئت عنده، ومدة إقامتك وأسئلة أخرى طويلة وعريضة إلى درجة أن الإنسان أحيانا يستغرب سبب كل هذا التضييق وحتى التشكيك في السبب الذي جاء به إلى أنغولا، وإن كان هذا الأمر من المرتقب أن لا يطرح بداية من الشهر القادم عندما تبدأ الوفود الرياضية والإعلامية وقوافل المناصرين في حط رحالها بأنغولا، ويعود سبب كل هذا التحفظ إلى خوف السلطات الأنغولية من بارونات التهريب، الذين استنزفوا ثورات البلاد وبددوها، لاسيما الذهب والألماس، إذ تعتبر أنغولا من الدول المصدرة لهما. وقد برزت ظاهرة تهريب هذه المواد بشكل أضر كثيرا بالاقتصاد ودعا السلطات الأمنية إلى التدخل بحزم وإصدار الكثير من المذكرات التي أرادت من ورائها حفظ خيرات البلاد، ويبقى على الزوار الجزائريين التعاون مع السلطات الأمنية التي تتعامل أحيانا بفضاضة زائدة من خلال تطبيق الأوامر وترك الأمور تأخذ مجراها، لاسيما على مستوى تفحص الحقائب وتفتيشها.

شعب يهوى المجاملات والابتسامة، متسامح ومسالم

مغادرة مطار لواندا ستسمح لك برؤية شعب قمة في التسامح، يعيش فقرا مدقعا ولكنه مؤمن ومقتنع، شعب منظم للغاية، متمدن ومتحضر، لم تؤثر فيه كل سنوات الحرب الأهلية، فبمجرد أن وضعت الحرب أوزارها حتى نفض الأنغوليون أيديهم وشرعوا في مرحلة إعادة البناء والتشييد من جديد، ورغم ما مر على أنغولا من أزمات، إلا أن هذا لم يفقد شعبها روحَه المرحة، فمعروف عن الشعب الأنغولي أنه شعب مبتسم على الدوام، يحيي الأجانب حيثما كانوا، بعبارة “بون ديوس” “صباح الخير” باللغة البرتغالية، كما أنه شعب هادئ الطباع، وتشير الإحصائيات إلى أن معدل الجريمة منخفض جدا في لواندا وغيرها من المدة، ما عدا السرقة التي تبقى منتشرة في كل بقاع العالم، وحتى بخصوص معدلات حوادث المرور فإنها تبقى من بين الأخفض في إفريقيا، باعتبار أن الأنغوليين يحترمون قوانين المرور، بطريقة ملفتة للانتباه قياسا بما يحدث حتى لا نبتعد كثيرا عن الدول التي تحيط بدولتهم.

شوارع راقية، مطاعم جميلة وفنادق كبيرة نبتت في ظرف قياسي

وبما أن الحرب الأهلية قد دمرت كل شيء، ولم تترك أخضرا ولا يابسا، فإن توقفها جعل كل تركيز الدولة على إعادة الإعمار وتجديد البنية التحتية، وفي ظرف يمكن وصفه بالقياسي صار يمكن مشاهدة شوارع راقية ومطاعم جميلة تقدم خدمات جيدة وفنادق كبيرة وفقا للطابع الإعماري البرتغالي الذي يرفض الأنغوليون التخلي عليه، بنايات ظهرت في ظرف سنوات قليلة وبدعم حكومي، حيث تشجع السلطات مثل هذه المشاريع وتعطي أصحابها الامتياز، علما أن دولة أنغولا تحصل على ملياري دولار من الصين كقرض سنوي لإعادة الإعمار والبناء من جديد، للتغلب على أضرار حرب الـ27 سنة التي لم تترك شيئا. ويروي البعض أن أنغولا قبل سنوات قليلة كانت عبارة عن خراب حقيقي ولم تعد الأمور إلى نصابها إلا بوفاة قائد حركة يونيتا المعارضة “جوناس سافيمبي” فيفري 2002 الذي يراه كثير من الأنغوليين السبب المباشر فيما لحق ببلادهم من خراب لأنه بوفاته استتب الأمن وعاد كل شيء إلى وضعه، وفي انتظار تحسن الظروف أكثر يقيم آلاف إن لم نقل ملايين من السكان في بنايات قصديرية تحيط بالعاصمة لواندا من كل جانب ويمكن رؤيتها في الطرق غير الرئيسية.

لهذا السبب يمكن رؤية كل الأجناس في أنغولا

وعلى الرغم من أن البلاد كانت تعيش على وقع حرب أهلية، ولم تستعد الهدوء إلا في السنوات الأخيرة، إلا أن هذا لم يمنع من رؤية كل الأجناس هناك، حيث يوجد صينيون ويابانيون، وأوربيون، برازيليون وعرب وأفارقة من مختلف الجنسيات، بعضهم يقيم هناك بصفة دائمة والبعض الآخر يأتي للعمل، وكثيرون من الذين يملكون استثمارات وشركات، هذا التنوع الكبير يرى كثيرون أن مرده سهولة العيش والتعايش مع الأنغوليين الذين يرحبون بالأجانب بمجرد أن يرونهم من بعيد بعباراتهم باللغة البرتغالية، كما يتلقى المستثمرون تسهيلات من الحكومة التي تمنحهم أحيانا امتيازات لا يتلقاها حتى المواطنون الأنغوليون، خاصة بالنسبة لشركات البناء والإعمار، كما يوجد كثير من الأجانب من امتهنوا التجارة، لا سيما العرب من خلال فتح مطاعم ومحلات للأكل السريع، حيث يوجد عدد هام من اللبنانيين وراء هذه التجارة، هؤلاء وغيرهم اختاروا أنغولا لسبب واحد، وهو أنه فيها يمكنهم تحصيل آلاف الدولارات بسرعة كبيرة سرعان ما ترسل إلى بلدانهم لتتحول إلى ثروات طائلة، ولو أن مشكلة هؤلاء تبقى في الأسعار المرتفعة جدا للكراء.

استقلال متأخر، فحرب أهلية خلَّفت شعبا مهووسا بالسياسة

من سوء حظ الأنغوليين أنهم من الشعوب التي نالت استقلالها متأخرة وتحديدا سنة 1975، متخلصين من التبعية البرتغالية ولم يكن هذا الأمر مؤشرا على بداية مرحلة جديدة من عمر البلاد لأنه سرعان ما دخلت بسب تجاذبات بعض الأطراف على السلطة في أتون حرب أهلية دامت 27 سنة كاملة، حيث تشير الإحصائيات أنها أوقعت نصف مليون قتيل، و100 ألف جريح، فضلا عن مليون نازح، وهي فاتورة ثقيلة دفعها بلد حصل على استقلاله حديثا، وعلى الرغم من أن السياسية هي التي أوقعت هذه المصائب على رؤوس الشعب المسكين إلا أن الأنغوليين يبقون من المهووسين بشؤونها، حيث تأخذ السياسة ونشاطات الأحزاب موقعا هاما من اهتمامات الصحف، وحتى التلفزيون المحلي، كما أن الشعب مقسم بين حزبين ويرفع البعض فوق سكناته راية حزب على حساب آخر مثلما يحدث عندنا بخصوص الفرق الكروية، وكأن الأنغوليين لم يكفهم ما أصابهم ليجهدوا أنفسهم بأمور السياسة ومشاكلها التي لم تجلبلهم سوى صداع الرأس، والغريب في الأمر أيضا أن الكثير من الساحات تحمل أسماء رجال سياسة وثوريين مثل شارع جمال عبد الناصر، ميدان هوشي منه، رواق تشي جيفارا وعلى ذكر هذا الأخير فكثيرون يرون أنه كان أحد المساهمين في تخلص بلادهم من المستعمر البرتغالي.

أسعار مجنونة لا يصدقها عاقل

نتيجة لقلة البناءات التحية، فإنه من الصعب جدا العثور على نزل وإن وجدته فعليك أن تدفع ما لا تدفعه لا في باريس ولا في روما ولا في لوس أنجلوس، تصوروا ليلة واحدة في نزل غير مصنف قد تكلف صاحبها 300 أورو، في حين ترتفع في فنادق مصنفة إلى 10000 أورو ليلة الواحدة، والأمر سيان بالنسبة للشقق المفروشة التي يبلغ سعر كرائها بين 7 آلاف و15 ألف أورو للشهر الواحد هذا إن وجدت، وهو ما يفرض على الجزائريين الذين سيقيمون في أنغولا خلال فترة المنافسة أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، كما أن الحجز مع وكالات أسفار وسياحة يبقى أفضل بكثير من المخاطرة بالتحول وحيدا، خاصة أن المرافق قليلة للغاية والأسعار من “نار”، ولا يتوقف الأمر عند الفنادق فحتى المطاعم أسعارها جد مرتفعة، فمثلا في مطعم الدار اللبناني تبلغ تكلفة صحن من الفول 16 دولارا أي 16 مرة ضعفا عن سعره الحقيقي، كما أن وجبة باللحم تزيد عن 100 دولار “6000 آلاف دينار جزائري”، وهو الأمر الذي يبقى في غير متناول 90 بالمئة من الشعب الأنغولي الذي يبلغ متوسط دخله 150 دولار أمريكي شهريا فما الحل يا ترى..

هكذا يتغلب الأنغوليون على جنون الأسعار!

لا زالت أسعار مواد البناء من إسمنت وحديد غالية جدا إلى درجة أن الأنغوليين يؤكدون أن ثمنها يضاهي المعدن النفيس “الذهب” لهذا السبب فإن الأغنياء فقط هم من تجدهم بصدد البناء حاليا، في حين من نجت منازلهم من آثار الحرب كانوا أكبر الفائزين ومن تهدمت منازلهم فيحصلون على قروض مرتفعة الفوائد من الحكومة لتشييد منازل جديدة، تقيهم شر اللجوء إلى الفنادق التي لا يقصدها إلا الأجانب، لأن الأنغوليين يقيمون في سكناتهم ويتناولون الأكل في بيوتهم وبهذه الطريقة يتغلبون على الغلاء غير العادي الذي حول من لواندا الى أغلى عاصمة في العالم منتزعة هذا الإمتياز من العاصمة اليابانية طوكيو، وبتلك الطريقة يمكن فقط الاحتيال على واقع وظروف معيشية في دولة ظلمت كثيرا لا سيما تاريخيا، الأنغوليون سيستغلون كأس إفريقيا ليقولوا للعالم أن بلادهم رغم الأزمات والمحن بخير وستقف على رجليها.

رابط دائم : https://nhar.tv/weoOQ
إعــــلانات
إعــــلانات