شواء الذرة: تجارة موسمية تستهوي الجزائريين

تتنامى تجارة الذرة الصفراء صيفا كعادتها كل عام، حيث يُقبل الجزائريون بنهم شديد على شراء الذرات المشوية التي تدرّ أرباحا طائلة على من يتخذونها مهنة موسمية.

في مقام نموذجي، ينتشر بيع الذرة على حواف طرقات ولاية تيبازة (90 كلم غرب العاصمة)، وتعدّ الذرات المشوية من أكثر الأنشطة الموسمية التي يستغلها الشباب والأطفال في مختلف دروب وأحياء المدينة الأثرية العتيقة، لما تتيحه هذه التجارة من أرباح نظرا للتهافت الكبير عليها من قبل العائلات وسائر السياح.

وفي زيارة قادت مندوبة “النهار أون لاين” إلى تيبازة، لاحظنا أنّ غالبية “أبطال” هذه التجارة من فئة الشباب البطال، والأطفال الباحثين عن تحقيق مكاسب مادية لتوفير متطلبات العطلة الصيفية، والادخار لما هو قادم، وينتشر هؤلاء على حواف الطرقات، ويضحون براحتهم تحت أشعة الشمس الحارقة منذ الصباح الباكر إلى غاية ساعات متأخرة من الليل.

شواء خاص يغري العائلات  

اقتربنا من الشابين “محمد” و”أسامة” في العقد الثاني من العمر، بعدما لاحظنا طوابير من السيارات وبعض العائلات التي كانت في انتظار انتهائهما من طهي الذرة، فأكّد لنا “محمد” أنّ بيع الذرة يكثر في فصل الصيف بحكم التواجد الكبير للعائلات والمصطافين، خاصة وأنّ الطريق الذي يتمركز به يعتبر محورا رابطا بين مدينتي شرشال وتيبازة اللتين تستقطبان أعدادا كبيرة من السياح والمتجولين.

وأضاف “أسامة” أنّ الذرة المشوية هي أكلة تلقى رواجا في فترة الصيف، وتغري الجزائريين من مختلف المشارب والجهات برائحتها الزكية، وذكر محدثنا أنّ زبائنه تستهويهم طريقة شوي الذرات الصفراء على الجمر، بعدما يتم جلبها من الحقول المجاورة.

أسلوب فعّال لكسر البطالة والآفات الاجتماعية 

ساعد بيع الذرات المشوية، الشباب والأطفال لكسب قوتهم بعيدا عن شبح البطالة، ومحاذير الآفات الاجتماعية. 

وحسب ما استقيناه من الباعة، فإنّهم يراهنون على شواء الذرات على الجمر، وما يتولد عن ذلك من روائح زكية لجلب الزبائن، ويتراوح سعر الحبة الواحدة من 50 إلى 100 دينار، غير أنّ الزبائن يفضلون شواء الذرة ثم وضعها في الماء والملح، ما يعطيها نكهة خاصة.

وأجمع أفراد عدة عائلات، كانوا بصدد اقتناء الذرات المشوية، على أنهم يتناولونها لاحتوائها على الكثير من الفوائد الغذائية، فهي تساعد على الهضم، وتقي الإنسان من الإسهال، كما تفتح الشهية.