صاحب فكرة تحويل الجزائر إلى يابان إفريقيا» يسحق خبراء الرئاسيات

بلعيد كان من أتباع بن فليس في رئاسيات 2004 وفي 2014 من منافسيه
تمكن أصغر مرشح لرئاسيات 2014 والذي ترشح لأول مرة وسط منافسة عرفت خبراء هذا النوع من الاستحقاقات، عبد العزيز بلعيد، رئيس جبهة المستقبل «الطبيب والمحامي» من صنع المفاجأة والتي كانت شبيهة إلى حد بعيد بالمفاجأة التي ركز عليها طيلة 23 يوما من حملته الانتخابية حين أبدى استعداده الكامل لتحويل الجزائر إلى «يابان إفريقيا»، محدثا بذلك الصدمة لدى العديد من خصومه خاصة لويزة حنون المرأة الوحيدة وسط قائمة تتضمن خمس أسماء للعنصر الخشن بعدما تمكن من سحب المركز الثالث من تحت أقدامها ويعيد بذكرياتها إلى النتيجة التي حققتها في رئاسيات 2004 والتي شاركت فيها لأول مرة أين احتلت المركز الرابع بعد كل من عبد العزيز بوتفليقة علي بن فليس وسعيد سعدي. الإعلان الرسمي عن نتائج الاستحقاقات الرئاسية لسنة 2014 من طرف وزير الداخلية والجماعات المحلية ظهيرة أمس بفندق الأوراسي، أخلط أوراق «المرأة الحديدية» وجعلها تقرر في آخر لحظة تأجيل ندوتها الصحفية التي كانت منتظرة أمس الجمعة إلى غاية اليوم السبت بالمركز الدولي للصحافة حتى تعبر عن موقفها النهائي من الحدث، ومقابل ذلك تمكن منافسها الجديد من عقد ندوته الصحفية تعبيرا منه عن فرحته للنتيجة المحققة من طرفه، حيث أنه وبالرغم من مشاركته المتواضعة والأولى من نوعها في انتخابات بحجم الرئاسيات عرفت مشاركة واسعة لقائمة اسمية سبق لها وأن شاركت فيها لأكثر من مرة، إلا أن صاحب مشروع تحويل الجزائر إلى «يابان إفريقيا» تمكن من تحقيق نسبة فوز تزيد عن الثلاثة بالمائة بعد اكتسابه لـ340 ألف صوتا. نجاح عبد العزيز بلعيد، لم يكن من العدم وإنما كان بفضل تبنيه لبرنامج شبيه ببرنامج عبد العزيز بوتفليقة خاصة ما تعلق منه بتقليص الخدمة الوطنية للشباب إلى سنة واحدة وهو القرار الذي ركزت عليه حكومة الرئيس في برنامجها الانتخابي مع تميز صغير تمثل تأكيده على فتح الباب للخدمة الوطنية أمام العنصر النسوي وخاصة أمام خريجات الجامعات. بلعيد لم يتبن هذه النقطة فقط الخاصة ببرنامج عبد العزيز بوتفليقة، وإنما تبنى نقاطا أخرى عديدة، أبرزها إعادة النظر في التقسيم الإداري الجديد من أجل تقريب الإدارة من المواطن، قبل أن ينفرد ببرنامج اقتصادي والذي بدا غريبا أمام الناخبين، وهو تحويل الجزائر إلى «يابان إفريقيا» من أجل تحقيق قفزة نوعية في مجال التصنيع والعمل على إنشاء مصنع بكل بلدية من أجل القضاء على البطالة. عبد العزيز بلعيد الذي كان في صفوف الموالين لعلي بن فليس في رئاسيات 2004 وزج به في السجن بعدما تخلى علي على عبد العزيز بمجرد التأكد من هزيمته، فإن الجميع يشهد اليوم بأن رئيس جبهة المستقبل قاد حملة انتخابية نظيفة دون سب وشتم وتجريح واتهام الآخر، حيث تمكن من ملءأ القاعات التي احتضنت تجمعاته الشعبية بمختلف فئات المجتمع، بفضل برنامج يخدم مصلحة البلاد والعباد وهو البرنامج الذي أهله لاحتلال مرتبة ريادية لم يتحملها منافسيه، والذين تركهم يتألمون في صمت وحتى وإن تكلموا فإن كلامهم لا يخرج عن إطار انتقاد شرعية الانتخابات واتهام الإدارة بالتزوير، خاصة علي بن فليس الذي يتهم الإدارة بالتزوير دون أن يقدم الأدلة التي تثبت ذلك. جدير بالذكر، أن عبد العزيز بلعيد الذي كان في وقت سابق عضوا بارزا في الحزب العتيد «الأفلان» قبل أن يستقيل منه ويؤسس جبهة المستقبل في شهر أفريل من عام 2012، يتوفر على قاعدة شعبية يفتقدها العديد من منافسيه، قاعدة طلابية متينة ما تزال شاهدة إلى غاية اليوم على نضاله الطلابي، حيث ناضل في صفوف الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين «UNEA» بالجزائر وسيره لعدة سنوات، كما دافع عن الطلبة وظروف الدراسة والإقامة وأخذ عهدا أن تبقى تذكرة الإطعام الجامعي بـ 1.20 دج، وهي سارية المفعول إلى يومنا هذا بالمطاعم الجامعية، وبعيدا عن «UNEA»، ناضل عبد العزيز بلعيد في صفوف الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية «UNJA» منذ صغره وتقلد عدة مناصب، بما فيها رئاسة الاتحاد قبل أن يصبح إطارا دوليا في الاتحاد العالمي للشبيبة ويمثل الجزائر في مختلف ربوع العالم.