صرت أكره نفسي بسبب تنمر زميلاتي عليّ

أنا فتاة جامعية، قبل الجامعة وفي الطور الثانوي كنت أتعرض لانتقادات عديدة ولاذعة من طرف زميلاتي في الدراسة، ما جعلني أفضل أن أكون وحيدة على أن أختلط بهم وأسمع كلامهم الجارح، تحصل على البكالوريا، والحمد سجلت في التخصص الذي اخترت، لكن شاءت الأقدار أن أجد نفسي في نفس الجامعة مع زميلات الثانوية، ما يعني أن تنمرهم لم يتنهي، فحتى في الجامعة لم أسلم من شرهم ومعاملتهم لي بطريقة سلبية.

صرت أكره نفسي بسبب تنمر زميلاتي عليّ

صديقيني سيدتي عن قلت لك أنني عشت خمس سنوات وكأنني في كابوس حقيقي، لولا الهدف الذي كان نصب عيني لكنت استسلمت من السنة الأولى، فعلى مر كل هذه السنين وأنا أعاني، بالرغم من أخلاقي وتفوقي في الدراسة، لكن صبري طال، والقوة التي كانت لديّ تلاشت، أـصبحت أشعر أنني ضعيفة جدا، لدرجة أنني صرت أكره نفسي ولا أطيقها، أنا اليوم على أبواب التخرج، لكن دون بهجة، ولست متحمسة لما بعد التخرج، لأني أشعر أنني أينما توجهت سأجدهم أمامي.

سيدتي أنا لا أتوقف عن التفكير في نفس الموضوع ليلا نهارا، دخلت في حالة اكتئاب شديدة، حتى وزني زاد لأنني صرت كثيرة الأكل بسبب الغضب والتفكير الزائد، أريد أن أنسى ولكن لا استطيع، فقدت الثقة في نفسي وأشعر أني أسوء إنسانة على الكون، وكل هذا أعيشه في صمت بيني وبين نفسي لم أبح لأحد بعذابي خوفا من أن لا يفهموني، فما الحل أفيدوني قبل أن تنفلت الأمور من يدي؟

رحاب من الغرب

 الـــــــــــــــــــــــــــــــــرد:

وعليكم السلام ورحمة الله حبيبتي، إن أكبر خطأ وقعت فيه حبيبتي هو تكتمك على القضية منذ أن كنت في الثانوي، فلو أنك وقتها صارحت عائلتك بالأمر لكان لهم رد فعل، ولكانوا لتنمرهن حدا، لهذا أول ما عليك فعله هو تأخذي برأي والدتك وأن تفتحي لها قلبك ومؤكد أنها ستخفف عنك بلمستها الحنون، ودعمها القوي، حتى أنت ستشعرين أنك أزحت عنك عبئ ثقيلا وتجدين طريقك بسرعة، لكن أبدا الوقت ليس متأخر لتعودي أفضل وأحسن من الأول.

صرت أكره نفسي

حبيبتي رحاب عادة الناس تشاهد الظاهر ولا تعرف داخلك الطيب، وقد يكون دافع تنمرهن هو الغيرة كونك متفوقة في الدراسة، هذا إن كان ما تشعرين به حقيقة، لأنه يمكن أن تكون حالتك نتيجة حساسيتك الزائدة، أو ربما سوء تصرفك في أحيانا أخرى، لهذا قفي مع نفسك وقفة محاسبة لا وقفة مستسلمة، وغيري ما يمكن تغييره في الحدود المعقولة، ولا ترتدي دوما ثوب الضحية وتلقي بخيوط أحزانك على ملاحظات غيرك، فلو أنك حقا ضعيفة ما كنت نجحت في الدراسة، وما كنت لتتخرجي من التخصص الذي تحبين، ثم اعلمي أنك مقبلة بإذن الله على خوض الحياة المهنية، التي تحتاج منك التجلد بالتحدي والقوة لمواجه الكثير من العقبات.

صرت أكره نفسي بسبب تنمر زميلاتي عليّ

عزيزتي، اجعلي لك طريق واضح تسلكينه في الحياة، وأعتقد انك انطلقي فيه، واصلي المسير بخطوات ثابتة غير أبهة بما يقوله الغير عنك، المهم أن يكون ضميرك مرتاح، وأن تحافظي على عفتك وشرفك، تخلصي من كل هذه الأفكار السلبية، أما مسألة وزنك فالحلول كثيرة، فقط قليل من القوة وسوف تستعيدين لياقتك البدنية، والفكرية والنفسية.