إعــــلانات

صرخة.. صمته وعزلته نغّصتا علينا حياتنا.. والهوّة في تزايد مع زوجي المتقاعد!

صرخة.. صمته وعزلته نغّصتا علينا حياتنا.. والهوّة في تزايد مع زوجي المتقاعد!

سيدتي، حمدت الله كثيرا أنني وجدت هذا الفضاء الذي من خلاله سأرمي بين يديك مشكلة قلبت حياتي رأسا على عقب.

ونغّصت عليّ صفو الأيام التي لطالما كانت جميلة، إلّا أنّها غدت موحشة مقفرة، مشكلتي تتعلق بزوجي.

الأمر لا يتعلق بالخيانة كما تتصورين، ولا بأمور تخصّ الجانب الحميمي بيننا.

بل هي اكتئاب حادّ بات يرافقه بعدما أحيل على التقاعد.

زوجي رجل طيّب ومسؤول، أفنى حياته في الإخلاص لعمله، ولقّن أبناءه أجمل المبادئ وأهمّها.

إنسان محبوب وصالح، لدرجة أنني ومنذ ارتبطت به كنت محل حسد من كل من يعرفني.

فزوجي من النوع النادر الذي يقدّر المرأة ويعرف الحفاظ على كرامتها، ومنذ أزيد من 30 سنة.

لم يحدث وأن داس لي على طرف وقد عرفت إلى جانبه أحلى الأوقات.

إلا أن ما هو عليه اليوم من صمت ورغبة في اعتزال الجميع، وضعني في حيرة من أمري.

أيعقل أن يتغيّر على هذا النّحو؟، أيعقل أن ينفصل عنّا نحن أسرته وأبناءه والكل تحت سقف واحد؟.

لقد حاولت مرارا وتكرارا أن أعرف سبب ملازمته لغرفته.

ولطالما اقتحمت عليه خلوته لأقطع عنه حبال تفكير ما تلبث أن تنتهي لتبدأ بعدها نوبة من الشرود الذهني.

 لطالما حسبت أنّه وبإحالته على التقاعد، سنحيا معا أجمل الأيام.

ومن أنه سيكون لنا متّسع من الوقت لنتذكّر طيب الذكريات التي جمعتنا ولنغوص في أعماق بعضنا البعض.

وتمضي الأيام متشابهة ومنذ أزيد من شهرين وأنا أقف موقف الحائرة الوجلة بشأن زوج أظنه على حافة الانهيار.

فالهوّة تتزايد يوما بعد يوم وأنا بحاجة إلى حلّ يمكنني من السيطرة على الوضع سيّدتي.

فما العمل لأنني في حالة لا أحسد عليها؟.

الحائرة “أم سماح” من العاصمة.

الرد:

تغفل العديد من الزوجات عن إحاطة الزوج برعاية وعناية خاصّتين، تحديدا في الفترة التي تلي إحالته على التقاعد.

حالة من الذهول والخذلان وعدم التقبّل للوضع يصاب بها من أفنى حياته تحت لواء الاجتهاد والعطاء.

ليجد نفسه في الأخير وبعدما استوفى سنوات الخدمة بين أربعة جدران.

ليس الوقت متأخّرا سيّدتي حتى تنتشلني زوجك مما هو فيه، وإن أكثر ما عليك فعله أن تستعيني بالأبناء .

حتى تكون النتائج فعلية ومرئية.

حيث أنه عليك أوّلا تخصيص وقت لهذا الزوج من خلاله عدم تركه وحيدا.

من خلال إشراكه في نشاطات تخصّ البيت وحتى خارجه، كحثّه على المساعدة في بعض الشؤون المنزلية من تنظيف وترتيب.

وحتى في أشغال صيانة التي لن تشعره بثقل الوقت،كمباريات كرة القدم أو حتى البرامج الحوارية التي تنمّي روح الحديث بينهم.

كل هذا من جهة، ومن جهة أخرى، تستطيعين جذب زوجك إليك من خلال دفعه على زيارة الأهل والأقارب.

أو حلقات للذكر وحفظ القرآن في المسجد،حتى يكون له أصدقاء جدد من سنّه ومتقاعدين مثله،له معهم نفس الاهتمامات والأمور المشتركة.

بذكاء وحنكة سيدتي يمكنك أن تنقلي زوجك من مرحلة اكتئاب حاد سقط في براثينه إلى اندماج جديد له في الحياة.

وتذكّري أن الأمر إن تطلب وقتا، فإنه من غير اللائق لك أن تتذمري وتبحثي عن نتائج سريعة.

ولتتأملي عظيم التضحيات وكبير العطاءات التي منحها لك زوجك ولأبنائكما على مرّ السنوات.

والتي لا يجب أن تذهب هباءً منثورا، فالاعتراف بالجميل من سبل بسط أواصر الحب والودّ.

رابط دائم : https://nhar.tv/cZWaC
إعــــلانات
إعــــلانات