إعــــلانات

صرخة واستشارة.. رجل محبط منكسر يريد لخجله أن يندثر

صرخة واستشارة.. رجل محبط منكسر يريد لخجله أن يندثر

أنا شاب ثلاثيني، أحس بأنني لم أحيا من عمري الكثير، لأنني ضيّعت أجمل سنوات عمري في الخوف والتردد.

ولا أخفيك سيدتي أنني نشأت وسط أسرة كريمة، عاملني فيها والداي بكل حب وحنان، لا أتذكر أنني عنّفت أو زجرت.

إلا أنني أتذكر جيدا أن كل من يراني كان يصفني بالأبكم لأنني قليل الكلام.

أو بالغبي لأنني ومنذ نعومة أظافري لا أرد الإساءة عن نفسي ولا أطالب بما أراه من حقي.

لم أحيا كأترابي الحرية بالرغم من أن والداي منحاني واسع النظر في أن أحيا كما أريد.

لا رفيق حميم ولا صديق مقرب وكل من أبادلهم الكلام والحديث من أفراد عائلتي المقربين.

المحبط “ر-مليك” من بجاية

 الرد:

أتفق معك من لديك خجلا كان بسيطا، وأعتقد أن درجة الخوف التي لديك ليست مُغلّظة وشديدة.

وأرى أيضا أنّ لديك ما يُسمى بضعف تقدير الذات، أنت تظلم نفسك كثيرا بأنك ترى نفسك أقلَّ من الآخرين.

والناس في الدنيا سواسية، كما أنهم لا يتميزون – فيما بينهم- إلا بالتقوى، كما أنّ مآل الناس واحد في هذه الحياة.

فالإنسان يعيش ويتعلم أو لا يتعلم، يعمل أو لا يعمل، يتزوج أو لا يتزوج، تستمر به الحياة،وفي نهاية الأمر يموت.

هذه هي سمة الحياة البشرية، “كلكم لآدم،وآدم من تراب”،لكن من أجل ذلك، فالإنسان يجب أن يُجاهد ويُثابر لينفع نفسه وغيره.

وأن يحرص على ما ينفعه، وأن يستعين بالله ولا يعجز.

لا بد أن تُغيِّر من مفهومك حول نفسك، وتوجُّسك حول طبعك وكلام الناس عنك والذي وصفوك بالبلادة والغباء.

لقد كنت السبب الأول والأخير فيما تعانيه، حيث أن والداك، ما شاء الله، آمنا بك ومنحاك كل الحرية والتفتح.

ولو رأيا أنك قاصر أو من النوع الذي يجلب المشاكل لما وثقا فيك.

خسرت أخي عندما لم تمنح نفسك فرصة أن يكون لك صديق يبدد عنك الحيرة ويتقاسم معم الألم.

ولم تنل قسطك من اللعب واللهو مع أترابك، ولم تمنح نفسك أيضا فرصة أن تنمي أو تبرز مهاراتك.

وكأنما سجنت نفسك وعذبتها،وحتى تخرج من هذه الحالة المتعبة يجب الاندماج في المجتمع،الذي يجب أن يكون بالنسبة إليك رويدا رويدا.

وتتعود على الصلاة في المسجد كأول خطوة: فالصلاة في المسجد تعطيك الشعور بالأمان، وتجعلك تتواصل مع الناس اجتماعيا.

وابدأ بالصفوف الخلفية، إن كنت تخاف، ثم تقدّم في الصفوف رويدا رويدا، حتى تصل إلى الصف الأول.

وعليك بالنوم المبكر، فهذا الأخير يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ.

وعليك بممارسة الرياضة٬ خاصة الرياضة الجماعية، فإنها تعطيك الثقة في نفس.

والانخراط في جمعيات وأفواج تشجّع الحوار، إلى جانب حضور دورات تدريبية تعزز العمل الجماعي.

ولا بد أن تكون سبَّاقا في بعض الأمور، زيارة المرضى في المستشفيات، مشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم ومناسباتهم.

ولا تترك أجمل الأشياء تفوتك كما كنت في السابق واغتنم أجمل اللحظات التي لا تعوّض مع أهلك ومن يحبونك.

رابط دائم : https://nhar.tv/qILMS
إعــــلانات
إعــــلانات