صفة الخجل ستجعلني أعيش في الحياة وحيدة

السلام عليكم ورحمة الله، سيدتي قراء الصفحة الكرام، إنها خطوة كبيرة مني أن أراسلكم اليوم، وأنا التي اعتدي الخجل حتى على المطالبة بحقوقي، فبالرغم من أنني في مقتبل العمل، وطالبة جامعية إلا أنني أشعر بالخجل والارتباك عند المشاركة في أي نقاش أو أي موضوع، لهذا صرت ألجأ للسكوت، وأكتفي بالاستماع دون فعالية، وأكون في أي جماعة الحاضرة الغائبة، وإن سألني أي شخص أو أراد إقحامي في الحديث أفقد الكلمات، وتحمر وجنتاي، وهذه الصفة تقلقني كثيرا، لأنني سأتخرج قريبا، ولابد أن يكون لي منصب عمل بإذن الله، فكيف سأثبت نفسي وكيف أندمج مع من حولي، فبما تنصحيني سيدتي؟

صفة الخجل ستجعلني أعيش في الحياة وحيدة

خولة من الوسط.

الجواب  

حبيبتي، يعتبر التواصل وإدارة أي حوار هي مشكل الكثير من الناس، فهناك من يخجل من إبداء الرأي ويفضل أن يكتمه في صدره، وهناك من له جرأة كبيرة أكثر من المعقول لدرجة أن يستحوذ على الكلمة في أي حوار حتى يصبح مملا ينفر منه الغير.

عزيزتي، التواصل الفعال هو حقا فن يحتاج كل منا تعلم آدابه، لأنه أول ما يحدد مصير علاقاتنا الاجتماعية، ويجعلها لطيفة في إن كنا نحن لطفاء، ولا يقتصر ذلك على الحديث المهذب فقط، بل على الأسلوب أيضا، وقدرة المرء على إدارة الحوار بشكل فعّال وهادف، وذلك من خلال الاستماع لوجهات نظر الآخرين وتقبّلها واحترامها وإن تعارضت مع آرائنا.

صفة الخجل ستجعلني أعيش وحيدة

عزيزتي، إن الكمال لله تعالى، فأنت وأنا كلنا لدينا نقص ما في شخصيتنا، لهذا فإن أول ما يجب أن تفعليه هو تحبي ذاتك كما أنت، ولا تعتقدي أن غيرك أحسن منك حاولي نهل المعرفة، وكسب مهارات جديدة، وتثقيف ذاتك، حتى تخوضين أي حوار بمعلومات أكيدة وثقة كبيرة، ولا عيب إن قلت “أنا لا أعرف”، وفي أي حوار انتقي ألفاظ مهذبة تعكس أخلاقك وثقافتك وشخصيتك، لكن لا داعي للخجل الذي يجعلك تتنازلين عن حقك في بناء علاقات جيدة، وهنا نتحدث عن الخجل من جانبه السلبي، لا عن الحياء الذي يجب أن يكون ردائك كل فتاة محترمة، وبالتوفيق إن شاء الله.