طبع وصولات استلام الرسائل ببريد الجزائر على صفحات من المصحف الشريف

استغلت مؤسسة بريد الجزائر، أوراق المصاحف المطبوعة من جهة واحدة، لاستنساخ وصولات استلام الرسائل المتوفرة على مستوى مكاتبها ومراكزها البريدية، بغرض تسليمها للمواطنين الذين يطلبون خدمات البريد السريع لإيصال رسائلهم، حيث اتضح أن هذه الوصولات طبعت عليها في الجهة المقابلة آيات من سور القرآن الكريم.وكشف، أمس، موظفو المؤسسة الذين دخل إضرابهم يومه الثاني عشر عن هذه الفضيحة، أين كان معظمهم يحمل نسخا من هذه الوصولات منددين بما آلت إليه المؤسسة، ومستنكرين هذا الفعل الذي اعتبروه جرما في حق المصحف الشريف، بالنظر إلى مآل هذه الوصولات خاصة من قبل المواطنين الذين لا يعرفون القراءة، وكل من لم يتسن له رؤية ما طبع على الجهة الأخرى لذلك الوصل.ويبدو من خلال الفعل الذي أقدمت عليه المطبعة المشرفة على طباعة وثائق مؤسسة البريد، أنها لم تجد سوى أوراق المصاحف لإعادة استغلالها في إعادة طباعة وصولات تسليم واستلام الرسائل السريعة، حسبما ظهر على الوصولات التي كان يحملها الموظفين خلال إضرابهم، حيث عبروا عن سخطهم لهذا الفعل الذي أرجعوه للمدير العام لمؤسسة البريد. وتجدر الإشارة إلى أن طباعة المصاحف لم تخل من الفضائح خلال السنوات الأخيرة، بداية من استيراد المصاحف الناقصة من قبل عدة دول عربية، أين كانت تحوي سورا وآيات ناقصة، وتعهدت الوزارة حينها بمعالجة القضية ومنع أي دار نشر من إدخال مصاحفها إلى الجزائر في حال ثبت تورّطها في القضية وعدم التدقيق في مصاحفها قبل الطباعة. في سياق ذي صلة، ظهرت أيضا ظاهرة غريبة حتى على مستوى المساجد لا تليق بقدسية المصحف الشريف، من خلال تمزيق أوراقه أو حرقها على مستوى المساجد والأسواق، وهي الظاهرة التي هزّت المجتمع الجزائري المعروف بتحفظه حول هذه المسائل ومدى تقديسه للمصحف الشريف، لتأتي هذه القضية التي تعدّ فضيحة على المستوى الرسمي، أشرفت عليها مطبعة معتمدة لصالح مؤسسة عمومية من أكبر المؤسسات المصرفية في الجزائر دون أن تكلّف نفسها التدقيق في هذه الوثائق، لتدخل هذه العملية بذلك ضمن عديد الأحداث المنكرة التي تسببت خلال السنوات الأخيرة في المساس بالقرآن الكريم والمصحف الشريف.