طلبة يسعون إلى تحقيق مطالب بيداغوجية وآخرون يركضون وراء أطماع سياسية

منظمة الطلبة الديمقراطيين ندعو الرئاسة إلى محاورة طلبة التنسيقية لتفادي خروجهم إلى الشارع
الطاهر حجارالدروس تسير بشكل عادي ولن تكون سنة بيضاء
لا يزال طلبة الهندسة بجامعة باتنة وطلبة جراحة الأسنان و الصيدلة في إضراب مفتوح، معلنين عن جملة من المطالب ”البيداغوجية”، في حين تكتلت 6 تنسيقيات في تنظيم موحّد أطلقت عليه اسم ”تنسيقية التنسيقيات”، للمطالبة بتسوية مطالب ”بيداغوجية” في الظاهر لكنها ‘سياسية’ في الباطن.
وبعد مرور حوالي شهرين، لا يزال طلبة الهندسة في إضراب مفتوح، رافضين العودة إلى مقاعد الدراسة، أين أقدموا على غلق أبواب الجامعة، في حين لا يزال طلبة جراحة الأسنان والصيدلة، في احتجاج للمطالبة باستحداث ”شهادة دكتوراه في الصيدلة”، مع ضرورة فتح تخصصات جديدة خاصة في الكيمياء الصناعية، في الوقت الذي طالبوا بكلية خاصة بهم تسمى ”كلية الصيدلة”، رافضين الانتماء لكلية الطب، ورغم حركتهم الإحتجاجية المتواصلة، غير أنّ مطالبهم تظل بيداغوجية ولم تخرج عن نطاق الجامعة ومشاكلها. في الجهة المقابلة، نجد 6 تنسيقيات ويتعلق الأمر بالتنسيقية الوطنية المستقلة للطلبة الأحراٍر، التنسيقية الوطنية للأطباء المقيمين، التنسيقية الوطنية لجراحة الأسنان، التنسيقية الوطنية للمدارس العليا، التنسيقية الوطنية للصيادلة وكذا التنسيقية الوطنية المستقلة لطلبة الكفاءة المهنية للمحاماة، التي قرّرت التكتل في تنظيم موحّد أطلقت عليه اسم ”تنسيقية التنسيقيات”. غير أنّ الجدير بالذكر في هذا السياق؛ بأنّ مطالب التنسيقيات في الظاهر تبدو بيداغوجية تدافع عن حقوق الطالب وتدعو لدمقرطة الجامعة، غير أنّها في الباطن سياسية، وقد اتضح ذلك جليا خلال المسيرة التي حاولت تنظيمها تنسيقية الطلبة الأحرار، انطلاقا من ساحة البريد المركزي وصولا إلى غاية رئاسة الجمهورية في 2 ماي الجاري، بحيث تحول بعض الطلبة من ترديد شعارات بيداغوجية إلى ترديد شعارات سياسية بحتة، كالمطالبة ”بإسقاط النظام”، وهي شعارات معروفة بكونها شعارات مفضلة لمناضلي الأرسيدي التي تعودوا النطق بها خلال مسيرات السبت. وحسب المعلومات التي حصلت عليها ”النهار”، فإن ”تنسيقية التنسيقيات” اجتمعت الخميس الماضي بجامعة الجزائر٢ ”بوزريعة سابقا”، طلية يوم كامل، بحيث تم التطرق في اللقاء إلى المسيرة التي سيتم تنظميها في الأيام القليلة القادمة سيطلقون عليها اسم ‘مسيرة الصمود’ انطلاقا من ساحة البريد المركزي، وصولا إلى مقر رئاسة الجمهورية وقد تتغير الوجهة تجاه رئاسة الحكومة.
الطّاهر حجار: امتحانات السّداسي الثّاني ستنطلق الأسبوع المقبل
ومن جهته نفى الطاهر حجار، رئيس جامعة الجزائر 1 في تصريح لـ”النهار”، نفيا قاطعا بأن تكون هناك سنة بيضاء، مؤكدا بأنّ الدروس تسير بشكل عادي بالجامعة، باعتبار أن الكليات التابعة لها لم يدخل طلبتها في حركات احتجاجية، و عليه فليس هناك شيء اسمه استدراك للدروس. وأعلن المسؤول الأول عن الجامعة، أنّ امتحانات السداسي الثاني ستنظم بالكليات ابتداء من الأسبوع المقبل، وعليه فلن يكون هناك تمديد في السنة الدراسية -يضيف محدثنا- وأمّا رئيس المنظمة الوطنية للطلبة الديمقراطيين، عثمان باي لخضر، فقد دعا رئاسة الجمهورية إلى ضرورة فتح الحوار مع الطلبة المحتجين والداعين إلى تنظيم المسيرة، من خلال انتخاب أو تعيين ممثلين عن كل تنسيقية، بغية التوصل إلى حلول نهائية ترضي كافّة الأطراف، لتفادي خروج الطلبة إلى الشّارع. واستبعد المسؤول الأول عن المنظمة، إمكانية الذّهاب إلى سنة بيضاء، مؤكدا بأنّ طلبة المدارس العليا وطلبة الجامعات قد التحقوا بمقاعد الدّراسة، إلاّ طلبة الهندسة بجامعة باتنة الذين يرفضون استئناف الدروس، مصرين على إضرابهم المفتوح، أين أقدموا حتّى على غلق الجامعة.