طماطــم ممزوجــة بـــ«البــتراف» تبــاع للجزائــريــين

الكميات قادمة من الصين وتم اكتشافها بعد بلاغ جهات رفضت كشف هويتها
نتائج التحقيقات تؤكد أن المتعاملين متورطون في قضايا سابقة
الجزائر استوردت 25 ألف طن بـ21 مليون دولار في 10 أشهر
مصدر حكومي: «نحن على علم بالقضية وسنحاسب المتعاملين المتورطين»
توصلت نتائج التحقيقات التي تم فتحها حول استيراد الطماطم ثلاثية التركيز من الخارج عن تورط متعاملين اقتصاديين في تهريب العملة الصعبة، بعدما ثبت أن الكميات التي كانت تدخل الجزائر مغشوشة وممزوجة بمنتوج الشمندر .تحصلت «النهار» على معلومات من مصادر رسمية لها دراية تامة بملف استيراد الطماطم ذات التركيز الثلاثي من الخارج، والتي غالبا ما يتم استيرادها من دولة الصين والموجهة إلى مصانع التحويل من أجل استغلالها في إنتاج الطماطم المعلبة قبل تسويقها للمستهلك النهائي، تؤكد في مجملها تورط متعاملين اقتصاديين كبار وعددهم ثلاثة في تحويل مبالغ مالية معتبرة إلى الخارج، من أجل استيراد كميات مغشوشة أثبتت التحاليل بأنها ممزوجة بمنتوج الشمندر.وأوضحت مصادر «النهار» أن هؤلاء المتعاملين قبل اكتشاف خيوط فضيحتهم، شهر أكتوبر الماضي من السنة الجارية، كانوا قد تمكنوا في وقت سابق من إدخال كميات مختلفة من هذا المنتوج المغشوش، وتم تحويله إلى مصانعهم على أساس أنه «طماطم ثلاثية التركيز»، غير أن تفطن السلطات للقضية بعد بلوغها تقارير وأخبار من أشخاص رفضوا الإفصاح عن هويتهم، جعلها تقوم بوضع المتعاملين الثلاثة تحت النظر إلى غاية إدخال الكميات التي كانوا قد تقدموا بطلبياتها شهر أكتوبر بإجمالي يقدر بـ900 ألف دولار، في وقت أكدت الأخبار التي سرّبت للسلطات بأن الكميات هذه لن تكون عبارة عن طماطم ثلاثية التركيز وإنما مغشوشة وممزوجة بمنتوج الشمندر، وهو ما اعتبرته مصادر «النهار» بمثابة تحايل صادر عن متعاملين يحظون بثقة ودعم كبيرين.وتكشف آخر الأرقام الرسمية التي تحصلت عليها «النهار» عن استيراد الجزائر ما قيمته 21 مليونا و300 ألف دولار من الطماطم ثلاثية التركيز، خلال الأشهر العشرة الأولى من السنة الجارية، لإدخال 25 ألفا و324 طن، فيما قدرت قيمة استيراد هذه الكمية بـ9 آلاف و631 طن من الطماطم «ثنائية التركيز» بـ12 مليونا و700 ألف دولار.
وزارة الفلاحة: «نحن على علم بالقضية وسنحاسب المتعاملين المتورطين»
أكد مصدر رسمي من وزارة الفلاحة في تصريح خص به «النهار»، صحة المعلومات التي تحصلنا عليها وقال: «نحن على علم بالقضية والتحقيق مازال جاريا، ولن نتسامح مع هؤلاء المتعاملين الذين تحايلوا على الجزائر».