عاش ما كسب مات ما خلا

يعد الزعيم الروحي لحزب الأفافاس والمعارضة الجزائرية، من الرجال القلائل الذين صنعوا التاريخ منذ اندلاع الثورة التحريرية الكبرى، وهو الذي تنطبق عليه بحق مقولة «عاش ما كسب مات ما خلا»، فلم يسع يوما حسب العارفين به، لتكوين مجد خاص به، وإنما دافع عن عدالة القضية الجزائرية والثورة التحريرية إلى جانب رفقائه ممن حملوا السلاح ضد أكبر قوة استعمارية في ذلك الوقت. ولم يحد «الدا الحسين» عن مبادئه بعد الاستقلال، وإنما بقي مدافعا عن فكرة الديمقراطية، فكان أول من أسس حزبا معارضا في الجزائر سنة 1963 بمنطقة القبائل، ليلتحق بعدها بمعارك حرب الرمال لحماية حدود الجزائر الغربية، قبل أن ينفى إلى بلاد الغربة في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين من دون أن يترك شيئا ماديا هنا بالجزائر يمكن القول إنه كان يسعى من خلاله لبناء مجد لنفسه، فيكون بذلك حقيقة «مات ما كسب عاش ما خلا»، لأن الرجل عاش في بلاد الغربى ولم ينعم بالاستقلال الذي صنعه رفقة ثلة من رجالات الجزائر.