إعــــلانات

عاملة نظافة تُشرف على توليد امرأة بمستشفى خميس مليانة

عاملة نظافة تُشرف على توليد امرأة بمستشفى خميس مليانة

 والدا الضحية طلبا من وكيل الجمهورية منحهم نسخة من التقرير الشرعي للتشريح من دون جدوى

 لا تزال مصلحة التوليد على مستوى المؤسسة العمومية الاستشفائية في خميس مليانة بولاية عين الدفلى، تعيش على وقع الفضائح، حيث لقيت رضيعة حديث الولادة مصرعها، بعد أن شربت كميات من ماء التوليد، بسبب رفض القابلات المتواجدات في المصلحة العناية بالأم، وسط انشغالهن بتبادل أطراف الحديث في مكتب مغلق، وهو الأمر الذي اضطر عاملة التنظيف إلى توليدها .وحسب وثائق تحصلت عليها «النهار» إلى جانب ما روته الأم «م.ن» لـ «النهار»، البالغة من العمر 24 سنة، فإن هذه الأخيرة دخلت المستشفى صبيحة 16 جوان الماضي، وبالتحديد على الساعة العاشرة صباحا، بعد أن انتابتها آلام المخاض، حيث كانت تتواجد ثلاث قابلات بالمصلحة، والتي أكدت لها إحداهن أن ساعة الولادة لم تحن بعد، إلا أنه بعد ساعتين اشتدت عليها الآلام، وكانت تصرخ من أجل مساعدتها، حيث جاءتها قابلة أخرى، وعنفتها لفظيا، وطلبت منها ألا تصرخ من جديد، قائلة إن ولادتها ستكون في الليل.

 مصلحة خالية من الأطباء والقابلات مشغولات بـ «الڤصرة»

وقالت الأم إن الآلام لم تتوقف، وشرع الطفل في الخروج، وما من أحد استجاب لها، إلا عاملة التنظيف التي لم تتمكن من تركها لوحدها، وجاءت لمساعدتها، حيث توسلت القابلات من أجل مساعدة المريضة، إلا أنهن رفضن ذلك، وبقين في مكتبهن يتبادلن أطراف الحديث، فما كان من عاملة التنظيف سوى أن شرعت في عملية التوليد، ونقلتها إلى غرفة التوليد حيث كانت قابلة متربصة ساعدتها في الولادة، وفي هذا الشأن قالت «م.ن»: «كنت وحدي، إلى أن جاءت عاملة التنظيف، وقامت بمساعدتي رفقة قابلة متربصة، على الرغم من أن القابلات موجودات، لكنهن رفضن رفضا قاطعا العناية بي، وولّدتني قابلة متربصة مع عاملة التنظيف، وأبصرت النور طفلتي سرور، التي كانت تبدو بصحة جيدة لكنها لم تكن كذلك».وأردفت قائلة: «لون جسد طفلتي كان أزرق، وشرعت في التقيؤ، فقيل لي أنها شربت ماء الولادة، وكل شيء سيكون على ما يرام، لكنني لم أكن مطمئنة، بعد الولادة توجهت إلى غرفتي، حيث قصدتني قابلة لم أرها من قبل، طالبة مني هاتفي النقال من أجل إجراء مكالمة، طلبت من خلالها من امرأة القدوم إلى المصلحة من أجل توليدها والعناية بها وأنها في انتظارها، فكان الأمر كذلك، وقدمت رفقة أمها، حيث حظيت بالعناية الجيدة ووضعت حملها، لكن بمقابل مالي قدمته والدة تلك المرأة مقابل العناية بابنتها، انتهزت الفرصة من أجل أن أسألها حول وضع ابنتي فقالت لي إنها خفيفة الوزن بحكم أنها كانت تزن 2 كليوغرام و500 غرام، لكنها على مايرام»، وواصلتوصل وقت العشاء وابتني لم ترضع من صدري، وعادت للتقيؤ مجددا، لم يكن هناك أي طبيب حاضر في الصباح، أو مناوب في المساء، ولم أجد أحدا للكشف على صغيرتي، بقيت على تلك الحال إلى الساعة الخامسة صباحا من يوم الإثنين، وازرق جسدها مجددا، وكانت تفتح فمها من أجل التنفس، فهرعت مسرعة في كافة المصلحة أبحث عن شخص يساعدني، لم أجد أحدا، كان الماء يخرج من أنف ابنتي، كنت أشعر أن شيئا بها، لكنني وجدت قابلة أخرى قالت لي إن الطفلة بخير.تقول والدة سرور إن طبيب الأطفال الذي كشف على ابنتها أكد أنها بخير، ووصف لها الفيتامينات من أجل مساعدتها على النمو، على الرغم من أنها أخطرته بكل ما حدث معها، لكن ما عساها تفعل، بعد ذلك خرجت من المستشفى، رفقة طفلتها التي كانت في حالة سيئة جدا، حيث عاودتها نفس الأعراض التي ظهرت عليها في المستشفى، فما كان منها سوى أن قرأت لها القرآن لكنها لم تعد تقوى على التنفس وهنا قام زوجها وحماتها بأخذها إلى المستشفى لكن الوقت كان قد فات وتوفيت طفلتها سرور نتيجة الإهمال واللامبالاة.بعد وفاة الرضيعة، قام والد الضحية برفع شكوى على مستوى مصالح الأمن الحضري الأول لخميس مليانة، من أجل كشف ملابسات الوفاة، وجاء في ترخيص الدفن الخاص بالرضيعة، الذي تحوز «النهار» على نسخة منه، أن الوفاة مشكوك فيها، وأن الطفلة خضعت للتشريح في 19 جوان الماضي، لتدفن الرضيعة سرور، في انتظار أن تأخذ العدالة مجراها.

 الطب الشرعي يؤكد وفاة الرضيعة سرور اختناقا

على صعيد ذي صلة، كشفت مصادر مطلعة، لـ«النهار» عن جوانب مما تضمنه تقرير الطبيب الشرعي، حيث أشار التقرير إلى أن وفاة الرضيعة سرور، كان ناجما عن تأخر الولادة، حيث شربت الرضيعة ماء الولادة، من دون أن يتم شفط المياه من قصباتها الهوائية، وهو ما يفسر ظهور اللون الأزرق على بشرتها واختناقها مرات متكررة، أدت في نهاية المطاف إلى وفاتها.من جهته، أكد والد الرضيعة أن الطبيبة الشرعية لم ترسل إلى حد الساعة تقرير الطب الشرعي إلى وكيل الجمهورية رغم أنه طلبه منها مرتين متتاليتين إلا أنه لم يتم الرد عليه.           

 

   

رابط دائم : https://nhar.tv/3Zh7a
إعــــلانات
إعــــلانات