إعــــلانات

عبد الحق لعيايدة في لقاء مطول حول قصة أخطر تنظيم إرهابي

عبد الحق لعيايدة في لقاء مطول حول قصة أخطر تنظيم إرهابي

أجرى مؤسس

”الجماعة الإسلامية المسلحة” عبد الحق العيادة، الجمعة الماضي، حوار مع قناة ”العربية” تحدث فيه عن قصة اختطاف الرهبان الفرنسيين وتفاصيل عن هذا الاعتداء وتناول بالحديث أوضاع أخطر تنظيم إجرامي عرفته الجزائر منذ الاستقلال فرنسا حاولت التجسس علينا وهذه قصة ”الخيانة” على زيتوني و الجيش الجزائري لم يقتل الرهبان وباريس تحاول خلط الأوراق في الجزائر لكن الفرنسيون استغلوا رحيل والدة الرئيس بوتفليقة لاستفزازه وإثارة غضبه.

أجرى مؤسس ”الجماعة الإسلامية المسلحة” عبد الحق العيادة، الجمعة الماضي، حوار مع قناة ”العربية” تحدث فيه عن قصة اختطاف الرهبان الفرنسيين وتفاصيل عن هذا الاعتداء وتناول بالحديث أوضاع أخطر تنظيم إجرامي عرفته الجزائر منذ الاستقلال. وهذا نص الحوار كاملا مثلما أداره الزميل أحمد حرز الله رئيس مكتب قناة ”العربية” بالجزائر.

روايته لقصة اغتيال الرهبان السبعة

نتحدث عن تفاصيل القضية التي تشغل الرأي العام الجزائري الآن، وهي قضية اغتيال الرهبان السبعة عام 1997، والتي أعادت فرنسا والرئيس الفرنسي ساركوزي إحياءها مجددا، لو نعود إلى هذه القضية تحديدا. ذكرتم ربما للصحافة الجزائرية بأن لك ما تقول في هذه القضية. ماذا تعرف تحديدا عن هذه العملية؟

 فيما يخص قضية اغتيال الرهبان السبعة في عهدة جمال الزيتوني أمير سابق للجماعة الإسلامية المسلحة، أن قضية الرهبان يعني وللأسف الشديد أن تثار هذه الزوبعة من طرف أعلى سلطة في الدولة الفرنسية، وهو من طرف الرئيس نيكولا ساركوزي ووزيرة العدل الفرنسي إليوت ماري.

لماذا هذا التوقيت تحديدا؟ يعني ثلاثة عشر سنة تمر عن القضية هل الهدف هو مثلا اتهام الجيش الجزائري باغتيال الرهبان السبعة كما قالت الصحافة الجزائرية على الرغم من نفي العديد من الفرنسيين ومن أصدقاء الرهبان ذلك؟

– يعني في اعتقادي اتهام الجيش الجزائري هو يعلم بأن الجيش الجزائري ليس هو الذي ارتكب قتل الرهبان. ولكن في رأيي هو الفراغ السياسي والإفلاس الاقتصادي، وهناك مشاكل عديدة هي اللي تركت يعني السلطات الفرنسية تغيّر وجهة نظر شعبها، كما يقال لا بد من إتمام السياسة بطرق أخرى. لما وقعت فرنسا يعني في جدار أرادت أن تغيّر الاتجاه والشيء الذي وقع هو أن كبش الفداء هي الجزائر المستعمرة القديمة.

لو نعود ربما إلى القضية هذه التي أثيرت دونما سابق إنذار، هل لديك معطيات عن كيف تم اقتياد الرهبان السبعة؟ ولماذا قامت الجماعة الإسلامية آنذاك باختطافهم ومن ثم اغتيالهم؟

– يعني في قضية كيف تم اختطافهم؟ هناك روايتان: رواية تقول بأن الجماعة الإسلامية المسلحة كانت أعطت الأمان للرهبان لما كان الأخ عليه رحمة الله عطية السايح أميرا للمنطقة، ولكن بشروط، اشترط عليهم ألا يقوموا بالتبشير. فكان لهم ذلك. ولكن بعد وفاة عطية وتولى القيادة جمال زيتوني القيادة الوطنية، الرواية تقول بأن الجماعة الإسلامية المسلحة وجدوا الرهبان يبشرون الناس بالمسيحية، هذه رواية. أما الرواية الثانية تقول بأنهم وقعوا وجها لوجه مع الرهبان عن طريق القضاء والقدر فأتتهم الفكرة لاختطافهم والمطالبة بالمساجين وعلى رأسهم لعيايدة عبد الحق.

طالبوا بإطلاق سراحك مقابل اعتقالهم، ما علاقة آنذاك الأمير الوطني جمال زيتوني أمير الجماعة الإسلامية المسلحة؟

– يعني لا يخفى بأني لما كنت أميرا على الجماعة الإسلامية المسلحة وأنا من مؤسسيها أن الجماعة لم تسقط يعني تسقط عندهم اليأس من الإفراج عني، أو محاولة إخراجي من السجن، ولهذا كانوا دائما في كل ما تتاح لهم الفرصة يطالبون بي والدليل عن ذلك قضية الطائرة الفرنسية، طالبوا بي كذلك.

عندما تم سواء في طائرة الإرباس أو في اغتيال أو اختطاف الرهبان، هل تم الاتصال بك وأخبروك بأن الجماعة الإسلامية وقتئذ اختطفت الرهبان وطالبت مقايضة إطلاق سراحهم بإطلاق سراحك؟

– هذا شيء معروف بأن مثلا في قضية طائرة الإرباس أنا كنت حاضر في مطار هواري بومدين اتصلت بي السلطات الجزائرية وطلبوا مني أمورا. كذلك لما وقع اختطاف الرهبان السبعة جاؤوني الناس مكلفين من طرف السلطات الأمنية الجزائرية، وأخبروني بأن الجماعة الإسلامية المسلحة اختطفت السبع رهبان وهذا لا يخدم مسألة البلد حتى تتدخل بلد أجنبي في بلادنا، والقضية قضية الجزائر جزائرية، وكانت تصلني الأخبار عن طريق الإخوة المسجونين، وحتى عن طريق العائلة

هل أخبرت الجماعة أنت كنت ضد أو مع عملية الاختطاف؟

– أنا قناعتي أنا لا أقول أني ضد أو مع.. أنا قناعتي أني لا أختطفهم، لأن هذه القناعة من الباب الشرعي، إذا أعطيت إلى شخص الأمان لا يجوز لك شرعا يعني التراجع عن الأمان لأن الأمان هو أمان، حتى مراسل العدو إذا أرسل إليك لا يجوز لك حجزه ولا قتله، حتى وإن شتمك وأنت في عقر دارك.

الحديث أيضا أثاره بعض المحللين أو خبراء الشؤون الأمنية في البلاد بأن الجماعة الإسلامية المسلحة وقتئذ كانت لها علاقة بالسفارة الفرنسية، هناك تفاوض، هناك لقاء مباشر مع المسؤولين الفرنسيين ومن بينهم الجنرال الفرنسي أو الملحق العسكري الذي أثار القضية قضية اغتيال الرهبان السبعة وإلصاقها بأطراف في الجيش الجزائري؟

– نعم هذا شيء حقيقي ولا يستطيع أحد أن يخفيه بأن الجماعة الإسلامية المسلحة أوفدت أحد الإخوة وذهب إلى السفارة الفرنسية وتكلم مع الملحق العسكري وهو برتبة جنرال، وتفاوض معه داخل السفارة واتفقوا على أمور بأنه سوف يسعى للحصول على الأقل إخراجي من السجن، ولكن لما ذهب إلى الجماعة للجبال وقعت الخيانة.

 من؟

– خيانة من طرف السلطات الفرنسية، لأنهم لما أوفدوا وفدهم أراد أن يتجسس على الجماعة الإسلامية المسلحة، ولما تفطنت له يعني قاموا باغتيال الرهبان. القضية هذه يعني إذا أراد.. إذا تبصرنا ونظرنا بروية يعني والحقيقة تقال أن هناك يعني كانت خيانتان، خيانة مزدوجة، خيانة من طرف السلطات الفرنسية للسلطات الجزائرية، وإن كنا نحن في حرب معها، ولكن الخيانة هي خيانة، الخيانة الأولى هي خيانة الأعراف الدبلوماسية، من المفروض لا يستطيع أحد أو دولة أن تتدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى إلا بإيعاز من الدولة. والخيانة الثانية أنهم اتفقوا مع الجماعة على أمر، ولكن أرادوا أن يتجسسوا عليها فيعني كان مصير الرهبان هو القتل.

لكن لماذا أثيرت أو حاول البعض إلصاق التهمة بأطراف الجيش الجزائري؟ هذا الاتهام يخدم من في اعتقادك؟

– يعني يخدم أعداء الجزائر، يعني هذا هو الهدف. الهدف ربما أرادوا أن يثير قلاقل، ربما بالرئيس عبد العزيز بوتفليقه وبعض الجنرالات، ربما أرادوا أن يحيوا كلمة من يقتل من؟ يعني عندها عدة حمالة أوجه التهمة هذه، ولكن الحقيقة هي الحقيقة أنا لست أدافع عن أحد ولكن نحن نقول الحق ولا نخاف في الله لومة لائم. ارتكبت الجماعة الإسلامية المسلحة القتل في الرهبان، نحن نقول بأن الجماعة الإسلامية التي نفذت حكم الإعدام في الرهبان. لسنا يعني ندافع عن الجيش أو عن السياسيين أو على أحد.

فرنسا أرادت تعكير الجو السياسي الجزائري  أثرت قبل قليل مسألة ربما هناك أطراف داخلية أو خارجية تريد إزعاج الرئيس الحالي أو تريد ربما خلق مشكل بين الرئيس وبعض الأطراف في الجيش حين أثيرت هذه القضية، ماذا تقصد تحديدا من هذه المسألة؟

– يعني الذي أريد أن أقصد في هذه المسألة هو أنه يعني لا يخفى على الجميع أن الجزائر كانت مقبلة على الاحتفال بعيد استقلال خمسة جويلية. وبدأت يعني القلاقل ما بين ثلاثة وأربعة جويلية. كما يعلم العام والخاص يعني الشعب الجزائري والخارجي أن هناك كانت وفاة رئيس الجمهورية، وفاة والدته عليها رحمة الله وغفر الله لها وثبتها. وفي نفس الوقت كان الملك محمد السادس أرسل برسالة لرئيس الجمهورية يعني بمناسبة عيد الاستقلال ويطلب منه إعادة بعث قضية الاتحاد المغاربي. كما لا يخفى كذلك أن هناك في الجزائر كانت عدة مناقصات دولية في قضية التنقيب عن البترول، ولم تتحصل فرنسا على أية حصة.

وكذلك في الصحراء الغربية المستعمرة من طرف المغاربة، هناك شركات هولندية أو فنلندية الله أعلم بدأت التنقيب في بئرين من البترول، ولهذا أنا أظن أن السلطات الفرنسية أرادت أن تستبق بعض الأحداث كما لا يخفى كذلك على.. فالسلطات الجزائرية أنها عودتنا بأن في ٥ جويلية أو أول نوفمبر دائما تكون ترقيات للجيش الوطني الشعبي وبعض إحالات على التقاعد، ولهذا أنا أظن هناك ارتباطات ما بين هذه الأمور وخاصة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن والدته توفيت وله ارتباط كبير بأمه لعله أرادوا منه ألا يتحكم في أعصابه ويتصرف بتصرفات لا تليق بمقامه.

هي إذا تربط هذه بإثارة أو محاولة البعض بإثارة بعض الأشياء في محيط الرئيس وأيضا ربطت العلاقة بمصالح فرنسا تحديدا، تقصد أن فرنسا شعرت ربما بخسارتها في السوق الجزائرية. هذه النقطة تحديدا فأثارت هذه القضية؟

– بالتأكيد لأنه لا يخفى عليكم بأن فرنسا سراياها بدأت تنتهي، وهناك جيل جديد، وبدأت يعني الأجيال تنظر إلى عدة دول حتى في المجال سواء الاقتصادي أو الصناعي أو الثقافي أو العلمي بدأت الناس يعني تتوجه إلى عدة دول لإتمام دراساتها، ولم نبقَ يعني مربوطين بفرنسا، الكل يريد أن يتخرج من فرنسا، ولهذا بدأت يعني تشعر بنهايتها.

لكن حينما يقول ساركوزي ماذا تفهم حينما يقول الرئيس الفرنسي ساركوزي: أرادوا أن يعكروا الأجواء بيني وبين الرئيس بوتفليقة، وهو الذي أثار هذه القضية حينما قال إذا طلب مني أن أرفع السرية عن قضية اغتيال الرهبان السبعة سأرفعها؟

– يعني للأسف الشديد أصبح يدافع ويهاجم ويتخبط في نفس الوقت. هو الذي أثار يعني القضية.

كيف يريد شخص آخر أن يعني يفسد الود أو العلاقة بينه وبين الرئيس؟

هو الذي أثارها إلا إذا كان مستواه ضعيفا وأشار عليه شخص ولم يدري بما هو يعني يتكلمه، لأن القضية إذا أراد أن يرفع السرية على قضية الرهبان نحن نقول له: ارفع السرية وأرجع الأرشيف الجزائري يعني أرشيف الثورة الجزائرية واعترف بمجزرة ٨ ماي ٥٤، ومجزرة رقّان التجارب النووية التي أقيمت في صحراء الجزائر، رقّان، والتي لا تزال آثارها إلى يوم الناس، وعلى الأقل كذلك أن يرجع جثث الإخوة الأربعة الذين قتلوا في فرنسا في قضية الطائرة الايرباس، على الأقل يرجعهم يرجع أجسادهم إلى ذويهم حتى يدفنوا في مدافن إسلامية وفي الجزائر.

نعود إلى الجماعة الإسلامية المسلحة التي كنت أحد أمرائها أو مؤسسها. البعض يقول بأن الجماعة الإسلامية المسلحة على أنقاضها جاءت الجماعة السلفية للدعوة والقتال. هل هذا صحيح؟

– هي ما يخفاش بأن الجماعة الإسلامية المسلحة هي كانت أول جماعة أنشئت في الجزائر، ومن بعدها بدأت الأسماء تخرج في كل مرة تخرج مجموعة، كلما يعني وقع عدم الاتفاق أو التكامل بين الإخوة في الجبال، إلا وأنشؤوا جماعة لوحدهم. ولهذا كما لا يخفى حسن حطاب من مؤسسي الجماعة السلفية للدعوة والقتال كان في الجماعة الإسلامية المسلحة.

يعني هي امتداد لها؟

– أي. يعني نقول شي، امتداد ولكن أرادوا أن يغيروا الاسم، لأن الأمر ليس مرتبطا بأسماء، ولكن غيّروا الاسم لماذا؟ الله أعلم.

أنا أسألك ربما لأن هذه الجماعة هي امتداد للجماعة التي أسستموها. أنت كما تفضلت قبل قليل كنت ضد مقتل الرهبان، وقتل الأبرياء، في اعتقادك ما تقوم به هذه الجماعة كيف تراه يعني؟

– يعني أنا والله هناك أسئلة يعني لا أستطيع الخوض فيها. يعني أستسمحكم.

ليس لديك أي اتصال بهذه الجماعات؟

– ليس لي أي اتصال.

لامن قريب ولا من بعيد؟

– لا من قريب ولا من بعيد.

افتخار بتأسيس الجماعة الإسلامية المسلحة

لا نطيل عليك كثيرا، سؤال الأخير ربما وننهي هذا اللقاء الشيّق معك. الكل يعرف أنك من مؤسسي الجماعة الإسلامية المسلحة. باختصار كيف أنشئت ولماذا أنشئت؟

– يعني أنشئت في فترة وجيزة، وأنشئت الجماعة الإسلامية المسلحة للدفاع عن حقوق الشعب، الدفاع عن الشريعة الإسلامية، وإن الدين له رب يحميه. ولكن في نفس الوقت أنشئت من أجل الدفاع على حقوق الشعب التي صودرت في الانتخابات التشريعية لسنة 1991. لما بدؤوا يعني السلطات العسكرية والأمنية بالزج بكل متعاطي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ في السجون والقتل والمطاردة، أنشئت الجماعة الإسلامية المسلحة.

أنت فخور بأنك كنت أحد مؤسسيها؟

– نعم. أنا لست نادما من تأسيسها. أنا فخور بأنني أسست حزبا.. عفوا جماعة إسلامية مسلحة.

هل كانت أسماء ثقيلة تحت إمرتك؟

– يعني كل الإطارات اللي كانت في الجبهة الإسلامية للإنقاذ كانوا تحت إمارتي، من بينهم رابح كبير وأنور هدام الكل كانوا تحت إمارتي بعقد الإمارة.

رابط دائم : https://nhar.tv/vTPp5
إعــــلانات
إعــــلانات