عشرات الجرحى في حرب “الفيميجان” في داربي العميد وبلوزداد
اشتباكات بين الأنصار بالحجارة و“السينيال” فجرا قبل اللـقاء من أجـل المدرجات
تحوّل الداربي العاصمي أمس، بين شباب بلوزداد ومولودية العاصمة إلى حرب ضروس، سقط خلالها عشرات الجرحى من كلا الجانبين، قبل، أثناء وبعد المواجهة، حيث تم نقل أربعة مناصرين على جناح السرعة إلى المستشفى أحدهم أصيب على مستوى العين، فيما تمّت معالجة أربعة آخرين بمدرجات الملعب، إضافة إلى إصابات أخرى متفاوتة الخطورة، لتعود ظاهرة العنف من جديد إلى مدرجات الملاعب الجزائرية، التي شهدت هدنة قصيرة المدى صاحبت وفاة اللاعب الكاميروني ألبير إيبوسي مهاجم شبيبة القبائل، حيث شهدت الدقيقة 85 من عمر المباراة، إشعال أنصار العميد كمّا هائلا من الألعاب النارية ورشقوا بها أنصار بلوزداد الذين كانوا يقاسمونهم المدرج الثاني للملعب، وما كان على أنصار الشباب إلا ردّ «الفيميجان»، في سيناريو مشابه لما حدث الموسم الفارط بين أنصار بلوزداد وإتحاد العاصمة في الداربي الذي لعب بملعب بولوغين .هذا واستيقظ، أمس، سكان حي «لاريجي» الواقع بمحاذاة ملعب 20 أوت بالعناصر، الذي احتضن مواجهة الداربي العاصمي، بين شباب بلوزداد والجار مولودية الجزائر، على وقع مواجهات عنيفة بين أنصار الفريقين، استعملت فيها كل أنواع الألعاب النارية المحظورة على غرار «السينيال» و«الفيميجان» و«البوق»، إضافة إلى تراشق الأنصار فيما بينهم بالحجارة، وكانت البداية عند الفجر وفي الظلام الدامس، عندما التحق أنصار المولودية بملعب 20 أوت وقارب عددهم 300 مناصر، حيث أحدثوا هلعا شديدا قرب الملعب بأهازيجهم الممجّدة للعميد ومعقلهم «باب الوادي»، قبل أن يلتحق أنصار الشباب، لتنطلق المواجهات بين أنصار الفريقين، وما زاد الطينة بلّة هو «المقذوفات» التي ألقى بها سكان العمارة المجاورة للملعب «لي 14» على أنصار المولودية، ليختلط الحابل بالنابل، قبل أن تلتحق قوات الأمن الوطني وقوات مكافحة الشغب، بعد قرابة ساعة من المواجهات، التي لم تسفر عن أي إصابات خطيرة حسبما كشف عنه لـ«النهار» المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية الرائد فاروق عاشور، الذي أوضح في المقابل أن الحماية المدنية سجلت إصابة مناصرين في صفوف الشناوة بجروح خفيفة، ولكن داخل الملعب وليس خلال المواجهات.
حالة طوارئ في الرويسو، بيلكور وشاموناف وشلل على مستوى النقل والمحلات
بعد الأحداث التي جرت في الصبيحة، أعلنت حالة طوارئ بالأحياء المجاورة لحي العناصر، أين تم تطويق كل الطرق المؤدية إلى الملعب، حيث جندت المديرية العامة للأمن الوطني قرابة 10 آلاف شرطي لضمان سلامة السكان والمارّة واحتواء الوضع، كما تم إغلاق كل المحلات في أحياء بلوزداد والرويسو وحتى عند مدخل حي 1 ماي، وتوقفت الحركة في هذه الأحياء بشكل شبه كلي، خاصة على مستوى وسائل النقل، خوفا من انفلات الوضع، وتعرضها للتخريب من طرف أنصار الفريقين، لاسيما وأن عددا معتبرا منع من دخول الملعب خاصة من أنصار المولودية بسبب عدم اتساع الأماكن بعدما منحتها إدارة الشباب 500 تذكرة فقط وعددهم فاق الألف.
السلــطــــات أخــطـــأت بوضـــع الشنـــاوة وأبنـــاء لعقيبـــة في مــدرج واحد وعقوبات صـــــارمــــة في انتـــــظــــار المــولــــوديـــة
ولعل النقطة التي يجب الوقوف عندها في هذا الداربي، هو الخطأ الذي ارتكبته السلطات المعنية، بالسماح للأنصار بتقاسم المدرجات الثانية من ملعب 20 أوت مع نظرائهم من المولودية، وكان عليها أن تقبل بعرض العميد الذي طالبت إدارته في الاجتماع التقني بتخصيص الجزء اليساري للمدرج 1 الواقع ما بين المنصة الشرفية و«البولاييه» للشناوة، ولو فعلت لتجنبت تراشق الأنصار في المدرجات بالألعاب النارية، وأمام كل ما حدث فإن الرابطة الوطنية ستضرب بيد من حديد في حق المولودية المهددة بعقوبات صارمة، خاصة وأنها تلقت إنذارا من هيئة قرباج عقب أحداث الكلاسيكو أمام شبيبة القبائل، والتي ستحرم المولودية من أنصارها بسببها في الداربي المقبل أمام إتحاد الجزائر.
فتح تحقيق حول طريقة تسريب «الفيميجان» إلى المدرجات بحضور الشرطة العلمية
فتحت قوات الأمن الوطني تحقيقا على جناح السرعة تبحث من خلاله عن كيفية تمكن أنصار المولودية من تسريب ذاك الكم الهائل من الألعاب النارية إلى مدرجات ملعب 20 أوت، رغم التشديدات الأمنية التي صاحبت الداربي، مثلما أكده أمس مصدر أمني لـ«النهار»، كما حضرت الشرطة العلمية لمباشرة التحريات وأخذت صورا عديدة لمحيط الملعب والمدرجات.