عشرات المؤسسات الشبانية المصغرة مهددة بالإفلاس

الشبان بولاية عنابة، من المستفيدين من قروض ”ANSEJ”، لإنشاء مؤسسات مصغرة في قطاعات الخدمات، الأشغال اليدوية والفلاحة، مشاكل كبيرة في تجسيد مشاريعهم، إذ تحول حلم إنشاء مؤسساتهم المصغرة للإفلات من البطالة إلى كابوس مرعب، بعد أن تعذر عليهم مباشرة نشاطاتهم بشكل عادي، بسبب الفوضى السائدة لدى المصالح المكلفة بمتابعة مشاريعهم وتوفير العتاد اللازم لهذه المؤسسات،

حيث اشتكى عشرات الشبان من نوعية الآلات والعتاد المسلم لهم، إثر حصولهم على القروض البنكية، وقد اكتشفوا أن أغلبه غير مطابق للمقاييس ولا يصلح للاستعمال إما لعدم ملاءمته للنشاط، أو لأن العتاد مستورد من بلدان أوروبا الشرقية سابقا ولا يتوفر على قطع غيار والتي استحال على الشبان العثور عليها حتى في السوق السوداء، وهو ما حدث مع شبان مهندسين في الفلاحة بادروا إلى إنشاء مؤسسة مصغرة في المجال الفلاحي، وبعد عناء دام أكثر من سنتين من الانتظار والبيروقراطية، تحصلوا على آلة فلاحية بقيمة 400 مليون سنتيم، لم يتمكنوا من استعمالها بشكل سليم بسبب الأعطاب التي كانت تصيبها، لكونها مستوردة من بلغاريا ولا تتوفر السوق المحلية على قطع غيار لها، في الوقت الذي شرعت فيه البنوك بعنابة بإرسال اعتذارات للشبان بغرض تنبيههم إلى تأخرهم عن دفع أقساط القروض التي تحصلوا عليها، علما أن أغلبهم لم يتمكن من بدء نشاطاته بعد، ويوجدون في وضعية مالية صعبة، وكانت مجموعة من الشبان المهندسين في الفلاحة، من الذين أنشؤوا مؤسسات مصغرة، قد راسلوا خلال الأسابيع الماضية مديرية المصالح الفلاحية بعنابة،

وأكد البعض منهم أنهم تنقلوا شخصيا لمقابلة المسؤولين على مستوى مديرية المصالح الفلاحية لإبلاغهم بانشغالاتهم ومشاكلهم التي يواجهونها في إطار ممارسة نشاطاتهم، بحكم أن المشاريع التي اختاروا الخوض فيها بإنشاء مؤسسات مصغرة كانت كلها في إطار المخطط الوطني للتنمية الفلاحية ”P. N. D. A”، إلا أن مساعيهم كلها لم تجد نفعا.