عمّال أجانب يرفضون الالتحاق بمواقعهم.. وسوناطراك في طوارئ قصوى

شهدت الـ 48 ساعة الماضية، شركات الإنتاج وحقول الغاز والنفط وتكرير البترول وإنتاج الغاز المميّع، الأجنبية والمختلطة العاملة بالشراكة مع شركة سوناطراك، اضطرابات كبيرة عقب العملية الإرهابية التي استهدفت قاعدة الحياة تڤنتورين في إن أمناس، صباح الأربعاء الماضي، أعلنت خلالها بعض الشركات عن رفض التحاق إطاراتها وموظفيها بحقول النفط والغاز، فيما لجأت أخرى إلى مغادرة مواقعها والالتحاق بقواعد الحياة القريبة من الأنسجة العمرانية، على غرار حاسي مسعود وأدرار وعين صالح وإيليزي، بينما قرّرت شركات أجنبية أخرى سحب رعاياها، وهي الصورة التي انعكست في بعض مطارات الجنوب على غرار مطار كريم بلقاسم بمدينة حاسي مسعود في ورڤلة، إذ عرف هذا الأخير، أوّل أمس، حركة غير معهودة، عندما طار أكثر من 500 عامل أجنبي نحو العاصمة البريطانية لندن. وفي سياق متصل، علمت ”النهار” من مصادر موثوقة، أن مختلف اللجان الأمنية بالولايات الجنوبية، قد عقدت اجتماعات مطوّلة لأجل بحث الخطة الأمنية الطارئة الخاصة بها، وكشفت المصادر عن تفعيل مصالح الناحية العسكرية الرابعة، برنامج حماية أمنية بمركّبات الإنتاج، منه عملية إنشاء خنادق بعمق مترين وعرض 3 أمتار في محيط مراكز الإنتاج، مع التحضير لدراسة مخطط شامل لإعادة النظر في الخطة الأمنية الخاصة بالمواقع البترولية المتواجدة في المناطق الحدودية على خلفية ذات الاعتداء الإرهابي.
عمّال أجانب بمؤسسات نفطية بالجنوب يرفضون الالتحاق بمناصب عملهم ويهدّدون بالرحيل
رفض عدد كبير من العمّال الأجانب بمختلف الشركات البترولية بالجنوب، الالتحاق بمناصب عملهم بمختلف الورشات الخاصة بهم، ما سبب إعلان حالة طوارئ بإدارة سوناطراك، وأوضحت مصادر متطابقة، أن العمال والإطارات الأجنبية طالبت بضرورة إعادة مراجعة الإجراءات الأمنية الخاصة بالمواقع البترولية المتواجدين بها، فيما قامت مصالح الأمن بإعلان حالة تأهّب قصوى بمختلف الولايات الجنوبية، على خلفية احتمال قيام إرهابيين غير معروفين بعمليات إرهابية، بالموازاة مع العملية الإرهابية بتڤنتورين في عين أمناس.
نحو 600 عامل أجنبي يغادرون من مطار حاسي مسعود
سارعت الكثير من الشركات البترولية الأجنبية المتعاقدة مع شركة سوناطراك، التي تنشط في حقول البترول والغاز المنتشرة عبر الصحراء الجزائرية، إلى تحويل عمّالها إلى قواعد الحياة التي تقع داخل النسيج العمراني لمدينة حاسي مسعود، مباشرة بعد بلوغها خبر الاعتداء الإرهابي الذي استهدف قاعدة الحياة بتڤنتورين، حيث تخضع قواعد الحياة بمدينة حاسي مسعود لاحتياطات أمنية رفيعة المستوى، تجنّبا لأيّ اعتداء إجرامي محتمل، ولم يكتف العمال الأجانب بالدخول إلى قواعد الحياة، واليقظة التي يتحلّى بها أعوان الأمن المكلّفين بحراسة قواعد الحياة، الملتزمين بقواعد صارمة من أجل السماح بالدخول للمواقع التي تقع في محيط مدينة حاسي مسعود، حيث فضّل المئات من العمال الأجانب من مختلف الجنسيات، مغادرة الجزائر نحو بلدانهم، إذ قصد، أول أمس، المئات منهم مطار كريم بلقاسم بحاسي مسعود، أين غادروا الأراضي الجزائرية نحو لندن عبر رحلة انطلقت من حاسي مسعود.