«عياش» يطيح بوالي المسيلة من منصبه!

الرئيس بوتفليقة أمضى مرسوما رئاسيا بإنهاء مهامه
الوالي المقال واجه انتقادات بعد تغيبه عن مأساة «عياش» وقيامه بزيارة عائلته بعد مرور 5 أيام كاملة
أنهى رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، مهام والي المسيلة، الحاج مقداد، حسبما أعلنه بيان أصدرته، مساء أمس، رئاسة الجمهورية.
ولم يكشف بيان رئاسة الجمهورية عن تفاصيل أوفى بشأن مرسوم الرئيس بوتفليقة إنهاء مهام والي المسيلة، ولا عن هوية من سيخلفه، عدا القول إن قرار إنهاء المهام كان وفقا لما تنص عليه أحكام المادة 92 من الدستور، التي تضبط صلاحيات رئيس الجمهورية فيما يتعلق بالتعيين وإنهاء المهام في الوظائف السامية.
ورغم أن بيان الرئاسة كان مقتضبا، ولم يتحدث عن أسباب عزل والي المسيلة، غير أنه بدا واضحا للعيان وللمراقبين، أن الدواعي ترتبط بقضية الشاب «عياش محجوبي» الذي ظل محتجزا داخل بئر إرتوازي طيلة 9 أيام كاملة.
وكان ما أجج غضب الشارع المحلي وعائلة الشاب الفقيد، هو أن الوالي لم يكلف نفسه عناء التنقل إلى موقع الحادثة، أو إلى منزل عائلته، كوجه من أوجه المؤازرة والتضامن، وفق ما يقتضيه منصبه وما تمليه عليه واجباته.
وفي اليوم الخامس من مأساة سقوط «عياش» الذي تحولت قضيته إلى قضية رأي عام وطني، التقطت عدسات كاميرات الصحافيين صورا ولقطات لوالي المسيلة «المقال».
وهو بصدد زيارة موقع سقوط الشاب الراحل، قبل أن يدخل في ملاسنات وجدال مع شقيقه «بلخير» الذي تحول بعد تلك الحادثة إلى شخصية أشهر من علم، بعد الشجاعة التي أبداها في وجه الوالي، وراح يحمّله مسؤولية أخلاقية كبيرة، بسبب لامبالاته بقصة شقيقه.
وقد تحولت قضية «بلخير - والي المسيلة» إلى قصة أخرى، على الرغم من إسدال الستار على قصة «عياش»، إثر انتشال جثته من البئر الإرتوازي، حيث أشعلت صور سربتها مصالح ولاية المسيلة من داخل مقر إقامة الوالي وهو بصدد ملاقاة واستقبال شقيق «عياش» الشاب العنيد الشجاع «بلخير محجوبي» والتحدث إليه، في لقاء وصفه مسربو تلك الصور بأنه كان للتصالح والتسامح.
بعد ذلك، عاود شقيق «عياش» الظهور مجددا، لكن هذه المرة عبر شاشة قناة «النهار»، لينتقد محاولات الوالي ومن معه استغلال صور لقائه به، مفندا في نفس الوقت أن يكون قد باع قضية شقيقه بمقابل أو من دونه.
وكان الأكثر إثارة في حديث «بلخير محجوبي» هو عندما قال عبر قناة «النهار» إن الوالي حاول تحميل المسؤولية كاملة لمدير الحماية المدنية، الذي قال عنه إنه لم يكن يمده بكامل المعطيات ويوصل الصورة كاملة له.
بعد ذلك، حاول والي المسيلة تكذيب تصريحات شقيق «عياش»، عندما راح يوجه رسالة «متأخرة» لمدير الحماية المدنية على مستوى ولاية المسيلة، يشكره فيها على البلاء الحسن الذي أبداه رفقة أعوانه في محنة الشاب «عياش».
وفُهم من تلك الرسالة، خصوصا وأنها جاءت متأخرة عن موعدها، لكونها صدرت بعد أكثر من أسبوع على انتشال جثمان الضحية «عياش»، أن كاتبها لم يكن يقصد توجيه الثناء والشكر لمن ضحوا بالراحة والصحة وخاطروا بحياتهم لإنقاد «عياش»، بل بهدف تكذيب ما قاله شقيق «عياش».