غلاء المهور سبب العنوسة في الجزائر

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” أقل النساء مهرا أكثرهن بركة” معنى الحديث في كلماته
أصبح،اليوم في الجزائر، الحديث عن الزواج شيء ثقيل على كتف الشاب الجزائري،خاصة في ظل إرتفاع نسبة البطالة وغلاء المعيشة وعدم توفر السكن.كل هذه الصعاب يقابلها المشكل العويص وهو غلاء المهور التي تعد واحدة من الظواهر المنتشرة في بلادنا، وتؤثر تأثيرا سلبا على الفرد والأسرة والمجتمع، مما جعل الشاب الجزائري يعزف عن الزواج وبهذا تزداد نسبة العنوسة.
التفكير في الزواج وإتمام نصف الدين مقترن بهموم كثيرة لانهاية لها، لأن الآباء اليوم أصبحوا يساومون المهر وكأنهم داخلون على مشروع العمر، يضعون مقاييس ومعايير مقننة ترتبط بوضع الفتاة ومستواها التعليمي وطبيعة وظيفتها وحجم راتبها الشهري.هنا يبدأ الشاب في التفكير إما التراجع عن فكرة الزواج، أو الدخول في متاهة الديون التي ستهدد مستقبله.
الإسلام كرم المرأة بالمهر:
المهر هو حق مالي للمرأة على الرجل الذي يتزوجها بعقد زواج صحيح، ولايحق للوالد أو أقرب الناس منها أخذ المهر من الفتاة إلا بإذها ورضاها قال الله تعالى”آتوا النساء صدقاتهن نحلة”.
تنوع المهر من منطقة إلى أخرى:
تحديد قيمة معينة و محددة أمر يصعب تحقيقه،كونه يختلف من منطقة لأخرى، فأغلى المهور في الجزائر يتم دفعه في الجنوب الجزائري،إذ يصل مهر العروس الصحراوية إلى 100 مليون ولا يقل عن 20مليونا،وفي مقابل ذلك يوكل للعروس مهمة تاثيث بيت الزوجية،أما في الغرب الجزائري فالعرائس أيضا لا يستطعن الصمود أمام بريق بأشكال مختلفة من الذهب ،وفيما يتعلق بالمهر فهو لا يقل عن 10ملايين سنتيم بالإضافة إلى عدد من الهدايا التي يجبر العريس على تقديمها في كل مناسبة، و من أكثر المناطق مغالاة في المهور أيضا هي منطقة الشرق الجزائري، في الوقت الذي يكتفي فيه باقي الجزائريين بتقديم طاقم الذهب، هذا بالإضافة إلى الألبسة التي لا يقل ثمنها عن 40 ألف دج دون الحديث عن قيمة المهر الذي يختلف حسب العائلات ليصل أحيانا إلى20 مليون سنتيم،وتبقى مناطق الوسط هي الأقل تكلفة بعض الشيء، فطاقم الذهب يكون ما بين 7 إلى 12 مليون سنتيم هو مهر عرائس الوسط.
ومن الأسباب التي أدت إلى إرتفاع المهور :
1- النهضة الحضارية وكثرة متطلبات الحياة
2- إنتشار النظرة المادية العامة
3- حب الظهور
4- عدم محاربة الظواهر السلبية على أرض الواقع
5- ضعف الوازع الديني وتغلب حب الدنيا والأموال
ومنها الأسباب الكثيرة، التي جعلت مهر الفتاة في إرتفاع مستمر، فقط من أجل التباهي أمام قريناتها بأنها أغلهن مهرا، وبهذا يبقى الشاب الجزائري بين مطرقة وسنداد غلاء المهور.