غياب السهرات..سبب انطواء الشاب الجزائري

يعد غياب السهرات الليلية التي من شانها التخفيف من عناء يوم من العمل و الكد “مسار طبيعي” نظرا للتقلبات التي عرفتها البلاد في العشريات الاخيرة خاصة على الصعيد الامني  حسب عالم الاجتماع خالد كريم الذي حلل الاثر “السلبي” لهذه الوضعية على سلوكات الجزائريين. و اشار المتحدث الذي يعمل في مركز البحوث في الاقتصاد التطبيقي للتنمية بالجزائر العاصمة ان الجزائريين عاشوا “فترة فاصلة” في التسعينيات تركت لديهم “ذاكرة جريحة”. و ذكر الباحث ان الجزائريين كانوا دائما يعيشون حسب نظام خاص في “فضاءات غير مختلطة” حيث ثمة اماكن يتردد عليها الرجال فقط مثل المقاهي او النساء فقط مثل “الحمام” مما يوحي بان الجزائريين كانوا دوما غير متفتحين على الحياة العمومية و السهرات الليلية عكس المجتمعات الاخرى. و اضاف ان المجتمعات التقليدية تعيش على نفس النمط حيث ان الفضاءات العمومية يسيطر عليها الرجال  مشيرا ان شعور انعدام الامن لا زال يشكل هاجسا لدى العائلات.   كما لاحظ عالم الاجتماع هذا “التراجع” الملاحظ مقارنة بالسبعينيات  و الثمانيات فيما يخص “توزيع الوقت” بسبب الاصولية الدينية التي كانت السبب في حالة تدبدب الامن التي سادت فيما بعد. و ارجع المتحدث تقلص الفضاءات العمومية الليلية الى “مسار طبيعي” مفسرا ذلك ب”التوجه السياسي” السائد منذ الاستقلال من خلال المدرسة التي “حالت” دون  بروز فرد “مستقل”. و بخصوص “انعكاس” نمط العيش هذا على ذهنية و “طبع” الجزائريين قال خالد كريم  ان الاثر “عميق” في ذهنيتهم و نفسيتهم حيث يجعلهم اشخاص منطوين.