إعــــلانات

فرنسا حاولت التجسس على الجزائر بطائرة حلقت فوق تندوف!

فرنسا حاولت التجسس على الجزائر بطائرة حلقت فوق تندوف!

“النهار” تنشر حصريا محتوى كتاب «خالد نزار.. المذكرات الكاملة»

 القذافي توسلنا لمساعدته.. وهكذا وقفت الاستخبارات الأمريكية والموساد إلى جانب التشاد

 ضبّاط رفضوا قرار الشادلي تعييني.. والرئيس الراحل أصر على أن أكون على رأس الأركان

في إصدار جديد أطلق عليه عنوان «خالد نزار.. المذكرات الكاملة» عاد وزير الدفاع الأسبق اللواء المتقاعد خالد نزار إلى عدد من المحطات العسكرية وأسرار تُكشف لأول مرة عن رفض بعض المسؤولين العسكريين توليه قيادة الأركان، لمّا استدعاه الرئيس الراحل الشادلي بن جديد، وكيف توسّل القذافي لتدخل الجزائر لمساعدته في حرب التشاد، وكيف طلب العقيد الليبي من الجنرال المرحوم محمد العماري «العقيد في تلك الفترة» عدم جلب الذخيرة إلى ليبيا، بالإضافة إلى محاولة مغربية فرنسية للتجسس على المناطق العسكرية في تندوف.

في هذا الكتاب الذي تحصلت «النهار» حصريا على تفاصيله، عاد اللواء المتقاعد خالد نزار إلى علاقته مع الرئيس الراحل الشادلي بن جديد، أين قال «إننّي أذكر كثيرا الشادلي بن جديد، في الجزء الثاني من هذه المذكرات أبدو قاسيا في حكمي على الرجل السياسي بن جديد لأن حساباته الأنانية وتخطيطاته العشوائية كانت كثيرة جدا ومدمّرة للبلد، لكننّي لم أغفل عن ذكر أخلاقيات الجندي التي يتميّز بها، فعندما يستولي التردد على النفوس يمرر مصلحة الجيش قبل مخاوفه وتوجسّاته، كان واعيا بالبيئة الجيوسياسية الخاصة التي كانت سائدة في مرحلة من المراحل، ويعرف في مجال الدفاع الوطني كيف يتخذ القرارات الصائبة التي سمحت لنا فيما بعد بمواجهة موجة التخريب والإرهاب، إليه يعود الفضل في إنشاء هيئة الأركان العامة التي اندثرت من التنظيم الهيكلي لوزارة الدفاع الوطني، بعد فشلها في عهد الطاهر زبيري، وهو أيضا من قام بإعادة الهيكلة وفقا للمخطط الذي أعدّه محترفون لديهم نظرة شاملة عن أدوات التجديد والتحديث».

واستبق خالد نزار الرأي العام في ملاحظتهم لوجود تناقض بين تصريحاته السابقة والآنية، مما جعله يرد في مقدمة سرد الوقائع على الشادلي قائلا «قد يتفاجأ القارئ لمّا يسمعني أقول كلاما جميلا عن بن جديد، بعدما قلت عنه في نصوص أخرى كلاما قاسيا، لكن دعونا نضع كل شيء في نصابه، يعتبر الشادلي من أبناء الجيش، ولهذا كان يعرف عيوبه ونقائصه، ولم يكن لديه خلاف شخصي مع أيّ إطار من إطارات المؤسسة، لم يكن لبن جديد نفس الحواجز النفسية ونفس الهواجس التي كانت تسكن سابقه، فعمليات التنظيم والتكوين والتجهيز والتحديث بدأت ببطء في الستينات والسبعينات». ولم يتجاهل نزار في هذا الكتاب قصة بعض الضباط الذين رفضوا طلب الرئيس الشادلي بن جديد تعيينه على رأس قيادة الأركان، وإصرار الرئيس الراحل لما رآه من ضرورة في أن يكون نزار قائد المرحلة العسكرية التي عرفت بأكبر توتر في تاريخ الجزائر المستقلة، في حين لم يحمل الكتاب أسماء هؤلاء الضباط الثلاثة.

وفي قصة تطرق إليها خالد نزار، عاد اللواء المتقاعد إلى قضية الأزمة الليبية التشادية أنه «في أوائل عام 1987، كلّفني الرئيس الشادلي بمهمة لدى العقيد القذافي الذي كان خائفا من زحف التشاديين نحو الشمال، فطلب مساعدة عسكرية عاجلة، من دون أن يحدد في أي شكل يتصورها ويريدهاو رسمنا الملامح التي يمكن أن تتخذها، فعرضنا إرسال وحدات جزائرية لاتخاذ مواقعها في شمال ليبيا» يضيف «جهّزتُ ملفا كاملا يتضمن المعدات التي يمكن نقلها إلى جيراننا، وذهبت إلى طرابلس لإبلاغ العقيد القذافي بمقترحات رئيس الجمهورية، رافقني العقيد العماري محمد قائد العمليات، استقبلنا العقيد القذافي في خيمته في العزيزية، وفي مدخل حديثنا أعلن قبوله بمقترحات الرئيس الشادلي».

وأشار اللواء المتقاعد خالد نزار إلى أنه عاد إلى الجزائر قائلا «استقلت الطائرة عائدا إلى الجزائر العاصمة، تاركا العقيد العماري في عين المكان لبحث الترتيبات العملية الخاصة بتنصيب قواتنا في ليبيا، مع العلم أننا لن نتحرك تحت أي ظرف من الظروف ضد التشاديين خارج ليبيا، وأفهمنا المعنيين بذلك».

وأكمل «بعد حوالي عشرة أيام، أتم العقيد العماري إعداد الملف، بقيت هناك نقطة لا يمكن حلّها إلاّ بعد أخذ رأي القائد الأعلى فيها، وتتعلق بالذخيرة التي تزوّد بها الوحدات المراد نقلها، لم يتأخر الرد كثيرا، يجب أن تأتي الوحدات الجزائرية من دون ذخائر! ستزوّد في عين المكان بالذخائر التدريبية على أن تبرر بتسليم العيارات الفارغة»، واختتم اللواء نزار في هذا الشطر بالقول «لم نتمالك أنفسنا من شدة الدهشة.. تُرسل قوات إلى بلد في حالة حرب من دون ذخيرة! شككنا فعلا في التوازن العقلي للذي يجرؤ على تخيل مثل هذه الحماقة» ليضيف «رئيس الجمهورية نفسه، عندما أبلغ اندهش، وهكذا أُلقي الطلب الليبي في سلة المهملات».

وتحدث اللواء خالد نزال في هذا الشأن عن مساعدة التشاديين لجهاز التدخل التابع للمديرية العامة للاستخبارات الفرنسية والمعلومات التي تمدها كل من المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إي) والموساد باقتحام واحتلال القاعدة الليبية في وادي دوم الواقعة في قطاع أوزو، التي كانت مع ذلك محمية بحقول الألغام والدبابات والمركبات المدرعة وآلاف الجنود، وأدى سقوط القاعدة الليبية الرئيسية في المنطقة إلى وقف مخططات «القائد» الحربية.

وفي العلاقات الجزائرية مع دول الجوار، يقول اللواء خالد نزار في هذا الكتاب إنه كان شاهدا فعالا في العلاقات الجزائرية المغربية والجزائرية الليبية، ففي قضية الصحراء الغربية قال إن «بعد احتلال الصحراء الغربية والتصريحات المنسوبة لجهات مغربية ولم تكذّب، تدعو للطعن في اتفاقيات ترسيم الحدود المبرمة عام 1972، الرئيس الراحل هواري بومدين أدرك بأن الجزائر في مرحلة خطر ويجب تركيز الجهود على وسائلنا الدفاعية، مع قضية امڤالة، أدرك فجأة بأن الجيش ليس فقط مديرين مركزيين يؤدون دور رؤساء مكاتب ويعملون تحت إشراف أمين عام حريص على عدم إلقاء أي ظل على «المعلّم»، وقادة نواحي طيبين غارقين في روتينهم اليومي وحفنة من الضباط المحترفين لا سلطة لهم ولا إمكانيات، عندما استدعاني من المدرسة الحربية بباريس، في أوج الأزمة مع المغرب، طلب مني الذهاب إلى تندوف من أجل تقييم الوضع وصياغة المقترحات، ليضيف أنه قدم تقريرا مفصلا عن الوضع في تندوف، مستذكرا كيف حاولت طائرات جوسسة فرنسية التجسس على المناطق العسكرية بتندوف، وهو الأمر الذي جعل «خالد نزار» يلتحق بمركز العمليات، أين حلّق طيارين جزائريان لإيقاف الطائرة الفرنسية، لتقوم هذه الأخيرة بإطلاق دخان شوّش على رادارات مشاهدة ومعاينة الطائرة الفرنسية، ليكتشف بعدها أنها عادت أدراجها وحطت في منطقة «العيون»، وهو الأمر الذي فضح تواطؤ فرنسا مع المغرب ضد الصحراء الغربية وضد الجزائر.

رابط دائم : https://nhar.tv/TWHZr
إعــــلانات
إعــــلانات