فضاءات مجانية لمنتجي التفاح لإحباط مخططات المضاربين

في خطوة استباقية لحماية الفلاحين والقدرة الشرائية من ابتزاز المضاربين والوسطاء. أعلنت وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية، عن فتح فضاءات مجانية داخل أسواق الجملة الجهوية للخضر والفواكه، لفائدة الفلاحين المنتجين للتفاح.
وقال مدير تنظيم السوق بوزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية أحمد مقراني في اتصال هاتفي مع “النهار أونلاين”. إنّ هذا القرار يأتي بعد تعرض عدد من منتجي التفاح إلى ضغوطات من قبل وسطاء ومضاربين. حاولوا شراء محاصيلهم بأسعار زهيدة، بحجة أن الوزارة حدّدت سعر بيع التفاح بـ400 دينار للكيلوغرام في السوق.
وبحسب مقراني، فإن وزارة التجارة الداخلية، التي كانت قد أعلنت عن هذا السعر كسقف استرشادي لحماية المستهلك من الارتفاعات غير المبررة. اتخذت إجراءات قبل جني التفاح وقرّرت التحرك ميدانيا بفتح فضاءات مجانية على مستوى كافة أسواق الجملة التابعة لشركة “ماقرو”. لتمكين الفلاحين من تسويق منتجاتهم مباشرة إلى تجار التجزئة أو حتى إلى المستهلكين. دون المرور عبر قنوات الوساطة التقليدية التي كثيراً ما تكون حلبة للمضاربة والاستغلال.
وحسب أحمد مقراني، فإن الوزير زيتوني دعا كبار منتجي الفواكه إلى ربط علاقات مباشرة مع كبار تجار الجملة. بما يسمح بخلق سلسلة توزيع أكثر شفافية وعدلاً، كما أسدى تعليماته لأعوان الرقابة لتتبع تركيبة الأسعار في الأسواق من المنبع إلى المستهلك. وذلك من أجل رصد أي تجاوزات في هوامش الربح أو ممارسات غير قانونية تهدد توازن السوق.
ويعد هذا الإجراء امتداداً لسياسة الوزارة التي ترتكز على مبدأ تحرير السوق ضمن أُطر عادلة وشفافة. مع التركيز على محاربة الاختلالات الناتجة عن الممارسات غير النزيهة، التي تخلق فجوة غير مبررة بين السعر الحقيقي عند خروج المنتوج من الحقل والسعر النهائي في السوق. وهي فجوة يتحمّل تبعاتها في الغالب المستهلك من جهة، والفلاح من جهة أخرى.
كما ينتظر أن تسهم هذه الفضاءات المجانية في كسر حلقة المضاربة، وتمكين الفلاح من فرض قيمة عادلة لمنتوجه. كما تفتح المجال أمام المستهلك لاقتناء التفاح بأسعار متوازنة، تعكس فعليًا تكلفة الإنتاج الحقيقية بعيدًا عن التضخيم المصطنع في الأسعار.