إعــــلانات

قتلى وجرحى.. وفتنة دامية تعصف بهدوء بني مزاب في غرداية

قتلى وجرحى.. وفتنة دامية تعصف بهدوء بني مزاب في غرداية

اندلعت ليلة الأربعاء الماضي أحداث شغب عنيفة وسط مدينة بريان أدت إلى مقتل شخص وجرح 17 آخرين بينهم

بينهم شخصين في حالة خطيرة و حرق 5 منازل و قرابة 30 محل تجاري و حرق قاطرتين لمواطنيين مؤكدين على أن الوضعية ستتصاعد ان لم تتدخل السلطات لتهدئة موجة الغضب التي هي في تصاعد. وحسب نفس المصدر ان سبب أحداث الشغب التي اندلعت بصورة مفاجئة بعد محاولة مجموعة من الشباب من الشعانبة استعمال مفرقعات في وجه امرأة كانت تخرج من المستشفى، ما دفع هذه الأخيرة إلى الاستنجاد بأفراد عائلتها الذين خرجوا بالعصي و الأسلحة البيضاء و توجهوا نحوالشباب الذين هم بدورهم دافعوا عن أنفسهم وتسببت هذه الأحداث إلى انزلاق الأمور ومواجهات عنيفة بين بني ميزاب والشعانبة ،حتى ان قوات الأمن التي سارعت الى المدينة لاحتواء الأحداث لم تفلح و شرعت مجموعات شبانية في تحطيم واجهات المنازل والمرافق العمومية ونهب المحلات وحرقها، وتحولت شوارع المدينة الى ساحة للمواجهات بين مجموعات شبانية من جهة وبين هذه المجموعات وقوات الأمن و الدرك من جهة أخرى كما أضاف مصدرنا ان هذه الحادثة لم تكن السبب الوحيد في نشوب أحداث الشغب بل سبقها أن احد المسؤلين بالرياضة بالبلدية قام بنعت شباب المنطقة بانهم لا يزالون متخلفين ولن يتقدموا أبدا.
اما عن القتيل الذي تم تسجيله خلال هذه المواجهات يبلغ من العمر 29 سنة اب لولدين فحسب نفس المصدر انه أصيب بطلقة نار ناتجة عن ااستعمال احد الأشخاص الذي هم بالفرار السلاح الناري بطريقة عشوائية وحسب بعض المصادر ايضا ان السلاح كان بندقية صيد لكن مسؤول الدرك الوطني ببريان ، أكد انه لم يتم التعرف حتى الآن على سبب وفاة الضحية و الحادثة كانت امام المسجد بحي كاف حمودة . وأوضحت نفس المصادر أن امرأة أجهضت بعدما اقتحمت مجموعة شبانية منزلها في محاولة لنهبه و تم قطع الطريق الوطني رقم 01 لعدة ساعات وتعذر على المواطنين استعمال هذا الطريق الى غاية تدخل قوات الدرك الوطني وقوات مكافحة الشغب التي تم استدعاؤها من ورقلة وغرداية والتي طوقت المدينة وقامت بغلق مداخلها ومخارجها في محاولة لتطويق الأحداث.
وقد تم استحداث خلية أزمة على مستوى الولاية لمتابعة الأحداث فيما سارع والي الولاية الى عقد اجتماع طارئ مع مسؤولي الأمن ثم مع أعيان المدينة وشيوخ المذهب الاباضي والمالكي في المنطقة لدفعهم نحو تهدئة الأمور ، كما حث أئمة المساجد في المدينة على الدعوة الى التوحد ونبذ الفرقة والفتنة. تجدر الإشارة إلى أن المدينة سبق وأن عرفت أحداث عنف مماثلة في بداية الثمانيات وبداية التسعينات لأسباب مذهبية تتعلق بمقبرة كان الاباضيون يرفضون إقامة ثانوية بالقرب منها وخلفت الأحداث آنذاك عددا من الجرحى وتخريب عدد من الممتلكات والمرافق العمومية و وفاة رجل و ابنه.

من حرك الفتنة في بريان..؟
ح.د.نجار

السلطات انتظرت إلى أن يتعفن الوضع فتدخلت بعد خراب البيوت ومواطنون تجمعوا أمام فرقة الدرك يطالبون بالتدخل والحماية. هكذا يتحقق ما كان ينتظره البعض منذ فترة طويلة من الزمن (..) عندما يخطط هؤلاء لتحريك الشارع فلا شئ يمكن اعتباره صعب يكفي مجموعة من الشباب تمرر لهم الرسالة فتجسد خطة التفجير..وتندلع المواجهات.
كنا أمام مصالح فرقة الدرك الوطني في تمام الساعة العاشرة ليلا عندما كان المواطنون يلحون لأعون فرقة الدرك بالتدخل من أجل تفريق التجمعات بحكمة حتى لا يتعفن الوضع وآخرون يقولون أن هناك منزل يتعرض للحرق ورغم إلحاح المواطنون إلا أن لا أحد يريد التدخل مما جعل المواطنون الحاضرون يتساءلون لماذا هذا التخوف من التدخل وكان أغلب الحاضرين فهموا أن في الأمر خطة وأمر مدبر يراد به تعفين الوضع حينها يتم التدخل.
بعد حوالي نصف ساعة يلتحق رئيس الدائرة بعين المكان وكان مشدوها سألناه لماذا بقيت الأضواء في الشارع الرئيسي مظلمة قال نائب البلدية من الأفلان كان في مرافقته أنه قد تم تكسيرها أثناء مواجهات الليلة الماضية أي ليلة المولد النبوي ولكن هل أمر تصليحها صعب ؟ وخاصة أن ظلام الشارع يسهل التجمعات ورمي المارة عبر الطريق الوطني رقم واحد بالحجارة حيث بدأت فصول مسرحية المواجهات من هذه الزاوية من المدينة لتمتد إلى الشارع الذي يتوسط بريان.
وقد شاهدنا مواطنون أمام فرقة الدرك يلحون ويستنجدون في كل مرة للتدخل فإن الأمر يسير نحو التعفن وجاء آخرون يطالبون القوة العمومية ويشيرون أن هناك منزل يتعرض للحرق ولا يوجد هناك من يحمي الناس ويوقف النيران الملتهبة علما أن هذه الأحداث اندلعت ليلة المولد النبوي الشريف بحرق محلين تجاريين ومنزل وحسب مصادر أمنية فلم يتم توقيف أي مواطن وأن فرق التدخل فضلت الحكمة في التعامل مع الأحداث ولو أن المواطنون يعتبرون أن بقاء الدرك يتفرج ساهم في استفحال المواجهات وتأزيم الوضع وقد اعتبر هؤلاء أن مسرحية إشعال الفتنة مكشوفة ولا تحتاج لأي عبقري لكي يفك أسرارها .
رئيس البلدية قال أنه قدم تقريرا لوالي الولاية يؤكد فيه أن مسألة الأمن هي المشكلة وأنه نبه السلطات بكل هذا وأن هناك تراخي في توفير الأمن وكأن أمر ما يحاك في الخفاء..
أما لماذا يحرص البعض أن تشعل فتنة طائفية في بريان كان ينتظرونها بل و يخططون لها منذ أمد بعيد ؟ ومن المستفيد من هذه الفتنة في حال نشوبها ومن يخطط لها..؟ كل هذا تدركه السلطات من خلال ملفات الفساد المسكوت عنها في بريان والتي تم تغطية أصحابها.. هؤلاء الذين ليس من صالحهم أن تبقى الأوضاع مستقرة لأن الحساب والقانون سيطالهم وبالتالي فإن “الفتنة” هي أقرب طريق للتملص من المتابعات وخاصة وأن الجميع يعلم ما كان يقوم به رئيس البلدية السابق والعديد من الأشخاص الذين تم الزج بهم في السجن انتقاما ففصل القضاء بالبراءة أما لماذا زج بهؤلاء في السجن فهناك يكمن كل السر ولعل لنفوذ القائم بأعمال إحدى الشخصيات.
ففي الوقت الذي كان يلح فيه المواطنون بأن تتدخل فرق الدرك لحماية المواطنين من الاعتداءات وخاصة أن هناك دار تتعرض للحرق في حين أننا لم نشاهد ولا سيارة واحدة للحماية المدنية إلى غاية حوالي الساعة الحادي عشرة من هذه الليلة دخلت إلى بريان فرق جديدة لمكافحة الشغب وكان من بينها سيارات الحماية المدنية قادمة من غرداية وقد انتشرت هذه الفرق بمجرد وصولها وبناء على تعليمات قائد مجموعة الدرك عبر أحياء المدينة ولكن بعد أن اشتدت المواجهات التي كان البعض يريد لها أن تشتد.
وخاصة وأن هذه الجهات تعلم جيدا أن هناك تيارات سياسية ستؤطر للأزمة وتأخذ لها للمنحى المراد تحقيقه بل وقد تتاجر بها بالشكل الذي يخدم لوبي الفساد والتعفن.

رابط دائم : https://nhar.tv/pG0sb
إعــــلانات
إعــــلانات