إعــــلانات

قصة التراحم والتضامن بين المهاجرين والأنصار تتجسد في غزة

قصة التراحم والتضامن بين المهاجرين والأنصار تتجسد في غزة

أصبحت حياة أهل غزة وضواحيها لا تختلف عن الحياة البدائية، إذ لا كهرباء ولا غاز ولا ماء ولا حتى مؤونة أو غذاء، بل إن سكان غزة أصبحوا يعتمدون في أكلهم على الحبوب المخزنة إن توفرت، أو يأكلون مباشرة

مما تجود بها بعض أراضيهم، كالطماطم أو البصل، أما البطاطا فيقومون بشوائها ويأكلونها مباشرة بلا خبز ولا أي شيء آخر.

هكذا هي الحياة في غزة، حسب ما تصفه لنا إحدى الطالبات الفلسطينيات التي تركت أهلها هناك بين مطرقة الحرب وسندان الجوع، فتقول “إن أهل غزة يعيشون الآن في العصر البدائي، فقد انقطع عنهم كل شيء، سواء الماء، أو الكهرباء، أو الغاز”، قبل أن تضيف فتقول “في غزة لا استحمام ولا نقل ولا حتى طعام ساخن”.

وتوضح المتحدثة بشاعة صورة الحياة في غزة هذه الأيام وقساوتها بالقول أن أهلها هناك يقطعون العديد من الكيلومترات سيرا على الأرجل، فيما أصبح الفلسطيني في غزة لا يخاطر بحياته للسؤال على أهله وذويه في القطاع، خوفا من تعرضه للقصف أو لرصاصة من قناص صهيوني، لأن كل ما يدب فوق الأرض هو عرضة للقصف والاستهداف الإسرائيلي. والأكثر من ذلك تقول محدثتنا أن شبكة الهواتف لم تعد موجودة، مما زاد الأمر تعقيدا، وحتى النقال لم يعد مجديا لأن الكثير من المناطق لا تحتوي على شبكة تغطية.

ورغم كل هذا تضيف هذه الطالبة التي تدرس بجامعة الجزائر، أن أهلها يطمئنونها خلال اتصالاتها بهم ـ على قلتهاـ بأنهم بخير، لتواصل محدثتنا في تصوير الحياة اليومية لأهل غزة قائلة “إن أمل أهل غزة الآن الوحيد هو الحياة فقط، وإيجاد لقمة عيش، فالابن لا يضمن عودة أبيه إذا خرج من البيت، وكذلك الأم لا تضمن أن يعود ابنها إذا غادر مكانه.

طالب فلسطيني آخر تحدث لـ”النهار” عما يعانيه أهله في قطاع غزة،  قال أنه وبعدما انعدم الأكل هناك بسبب نفاذ المؤونة، أضحى الفلسطينيون يلجأون إلى أكل ما يوجد بالأراضي الزراعية هناك، حيث يقطفون الطماطم أو البصل ويأكلونها مباشرة، ونفس الشيء بالنسبة للبطاطا التي يقومون بشوائها. كما قال لنا أنه حتى المساعدات الإنسانية لا تكاد تصلهم، وحتى بعضها التي تعمل هيئة الأمم المتحدة على توفيرها توقفت بسبب القصف الإسرائيلي.

والأكثر إثارة من كل ذلك، حسب محدثنا هو أن الكثير من الفلسطينيين أصبحوا مشردين بعد قصف منازلهم، هذا إضافة إلى المنشورات التهديدية التي تأمرهم بإخلاء المكان. فمن كان له منزل آخر يفر إليه أما من لا يملك منزلا فيظل بمنزله ينتظر قدوم آلة الموت الإسرائيلي ويترجى اللطف من الله. قبل أن يقول محدثنا أن قصة التراحم بين المهاجرين والأنصار التي اقترحها الرسول صلى الله عليه وسلم قد تجسدت في غزة، حيث تأوي بعض العائلات أكثر من خمس عائلات أخرى بطريقة تضامنية توحي بأنه كلما ضاق الأمر اتسع.

ويضيف هذا الفلسطيني أنه حتى المساعدات القليلة التي تعبر عن طريق رفح بعيدة كل البعد لأن تكون كافية، ولحسن الحظ أن الغزاويين لجأوا إلى تخزين بعض الأكل، وغرس أراضيهم قبل هذا العدوان، وإلا لكان عذابهم أكثر. وحتى توزيع الأغذية في الحارات أصبحت جد مقننة، إذ يقوم شخص واحد نيابة عن أهل الحارة بإحضار أكل جميع الأهل هناك.

من جهة أخرى، ينبئنا هذا الطالب إلى حال الطلبة الفلسطينيين سواء في الجزائر أو بلد آخر، حيث قال أن تركيبتهم المالية انعدمت بعد توقف عائلاتهم عن إرسال المال لهم، مؤكدا أن الكثير من الطلاب الفلسطينيين يتذورون جوعا، لولا إحسان بعض الجزائريين إليهم.

كما يقول أن حكومة رام الله الفلسطينية تمنع الرواتب عن كل شخص يشتم فيه رائحة حماس، وهذا ما يعود سلبا هنا على الطلاب.

رابط دائم : https://nhar.tv/3pPgR
إعــــلانات
إعــــلانات