إعــــلانات

قلوب ميتة في أجساد حية ترزق

قلوب ميتة في أجساد حية ترزق

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: إخواني القرّاء دلوني وأنيروا طريقي، فهل ما أقدمت عليه خطأ أم صواب، واجب أم تدخل في شؤون الغير، فالموقف الذي تعرضت إليه قبل أيام، أزاح النوم من عيني وحيرني كثيرا ولكم الفصل في القضية بعد الاطلاع على التفاصيل.

كنت على متن الحافلة متجها إلى بيتي بعدما أنهيت ساعات الدوام، وكالعادة أغمضت عيني، حتى أحمي نفسي من الفتن، خاصة وأننا في رمضان، وحتى في سائر الأيام المسلم مُلزم بذلك، ولكن هذه المرة لم أستطع أن أفعل لأن الحافلة كانت مكتظة عن الآخر، زد على ذلك الضجيج الذي أحدثه أحد الركاب، هذا الأخير الذي كان يتلفظ بعبارات قبيحة ويسب الجميع من دون استثناء، خاصة النساء اللواتي أحدثن زحاما كبيرا -حسب رأيه- وكان يصفهن بعبارات نابية، والمثير في الأمر أن لا أحد من هؤلاء تدخل، مما جعلني أفقد أعصابي وأتكلم معه، لقد أمرته بالصمت وإلا مغادرة المكان، فرد علي بكل وقاحة أن الأمر لا يعنيني وأنني لست أحسن من الجميع، فكيف لي مخاطبته بتلك الطريقة، لقد طلبت من سائق الحافلة أن يتوقف كي أنظر في أمره وأجبره على النزول، لكن الركاب رفضوا والجميع طالب السائق بالاستمرار في القيادة، والأكثر من هذا أوقعوا اللوم علي، بحجة أن الشاب في غير وعيه ويجب عدم مسايرته.

موقفهم هذا جعلني في حيرة من أمري، فما كان مني سوى الصمت، لكنني سرعان ما انفجرت غضبا حين أطلق حماقاته من جديد، وكان يتحرش بفتاة وحاول شدها من يدها أكثر من مرة، لم أتمالك نفسي لقد وجهت له ضربة قوية وتعالى الصراخ ولا أحد تحرك من مكانه، فلما حاول الشاب استجماع قوته لكمته مرة أخرى، وكان مساعد السائق ينادي بالتوقف في محطة معينة، فنزل من نزل وصعد من صعد ولا أحد من كل هؤلاء حرك ساكنا، العجيب أنهم ألقوا اللوم علي وكانوا يتهامسون، لأنني المخطئ في نظرهم بعدما تطاولت على شاب فاقد للوعي وهذا حرام علي.

هذه التفاصيل بلا زيادة ولا نقصان فهل أصبت وهم المخطؤون أم العكس؟

رشيد/ العاصمة

رابط دائم : https://nhar.tv/zkUAo
إعــــلانات
إعــــلانات