قوات الأمن المشتركة تحاصر جبال الأبيض وبورمان في تبسة

تمكنت قوات الأمن المشتركة بتبسة، من فصل السلسلتين الجبليتين العملاقتين عن بعضهما، “الجبل الأبيض وبورمان“، أقصى الجنوب بالقرب من مدينة بئر العاتر، 90 كلم عن عاصمة الولاية تبسة، من خلال استحداث مسلك يمتد على مسافة كيلومترات، يصعب تحديدها، نظرا لصعوبة التضاريس وتداخل صخورها الضخمة، على اعتبار أنها مناطق جبلية حجرية، استعملها المجاهدون خلال ثورة التحرير ضد المستعمر، وكذلك الجماعات الإرهابية منذ انطلاق العمل الإرهابي بداية تسعينيات القرن الماضي، حيث أصبح من الممكن استعماله إلى غاية المنطقة الخطيرة المسماة الزحيف، وهي المنطقة التي شهدت على مدار الفترات السابقة العديد من العمليات الإجرامية المتمثلة في انفجار الألغام التقليدية التي زرعها الدمويون الذين مازالوا مصرين على مواصلة العمل المسلح، رغم قوانين الوئام المدني والمصالحة، والتي راح ضحيتها العشرات من المواطنين العزل والصيادين وحتى المسؤولين، كما حدث قبل شهر، عندما انفجر لغم تقليدي أودى بحياة المدير الولائي للأشغال العمومية، رفقة بعض الإطارات الأخرى، إضافة إلى عديد الضحايا الذين توفوا وبترت أطرافهم أثناء ممارسة عملهم المتمثل في حراسة أنبوب الغاز الطبيعي العابر إلى أوربا، ويقع مقر الشركة المشرفة عليه في المنطقة المسماة عقلة أحمد البعيدة بأمتار قليلة، عن خط التماس الفاصل بيننا وبين التونسيين، حيث انتشرت قوات الأمن المشتركة وأحكمت سيطرتها بالكامل من حيث التواجد والحضور، وذكرت مصادر “النهار“؛ أن فتح المسلك لم يكن بالأمر السهل، حيث جندت لتحقيقه الكثير من الوسائل المادية البشرية، واستعانت قوات الجيش الوطني الشعبي بالجرافات والعتاد الخاص بعمليات فتح الطرقات وتهيئتها، وكذلك كشف الألغام وتفكيكها.