إعــــلانات

كارثة تحل برؤوس الأغنام بولاية الأغواط والموّالون يبيعون ماشيتهم وينزحون نحو المدن

بقلم ع.حمدي
كارثة تحل برؤوس الأغنام بولاية الأغواط والموّالون يبيعون ماشيتهم وينزحون نحو المدن

ثلاثية الموت: الجفاف… الأمراض وغلاء الأعلاف

تعيش الثروة الحيوانية بولاية الأغواط أياما ضنكة وظروف صعبة للغاية جراء الجفاف الذي يضرب المنطقة السهبية منذ سنوات مخلفا خسائر وسط الثروة الحيوانية لاسيما رؤوس الأغنام، حيث أصبح جل الموّالين قاب قوسين من الكارثة برغم من كل صرخات الإغاثة لمد يد المساعدة لهؤلاء المربين الذين ظلوا يعانون في صمت يبيعون ماشيتهم بأسعار أبعد بكثير من سعرها الحقيقي مضطرين لشراء الأعلاف خصوصا مادة الشعير من أجل الإبقاء على هذه الثروة الحيوانية التي أصبحت تكاليفها باهظة في ظل هذا الجفاف، حيث يلجأ الموّالون والمربون إلى تأجير صهاريج الماء ونقله إلى مسافات كبيرة بأثمان باهظة مضطرين لفعل ذلك في هذا الفصل الحار والجاف.
تضارب أسعار الأعلاف في السوق الموازية وغلائها كانت سببا مباشرا في هبوط أسعار الأغنام حيث وصل سعر النعجة بين 4000 دج إلى8000 دج بينما كان سعرها يفوق 10 آلاف دج قبل الجفاف. أما سعر الخروف فيتراوح ما بين 5000 دج إلى10 آلاف دج ويعمل أغلب الموالين على ادخاره إلى عيد الأضحى. ويبقى جل الجزارين المحليين يشترون النعجة بأسعار منخفضة جدا مستغلين هذه الظروف الصعبة التي يتخبط فيها الموالون في شهر رمضان بسعر يتراوح بين 350 دج الى450. كما يشتكي الموّالون من نزيف تهريب الماشية من الحدود الغربية والشرقية لتجار الجملة من الولايات الحدودية خصوصا شراء الخروف لاسيما السلالة الجيدة لتباع في المغرب وتونس بأسعار باهظة بالعملة الصعبة ناهيك عن الأمراض الذي تكلف مصاريف كبيرة ترهق كاهل الموال إن لم يخسر أغلبها بسبب الأمراض المميتة. كل هذه الظروف ساهمت في القضاء على هذه الثروة الحيوانية حسب إحصائيات الغرفة الفلاحية أكثر من مليون وخمسة مئة رأس موزعة على أكثر من تسعة آلاف موال يطالبون الجهات الرسمية بحمايتهم وحماية ماشيتهم وتفعيل صناديق الكوارث الطبيعية ومشروع دعم الموّالين الذي لا زال يراوح مكانه في درج الوزارة الوصية متسائلين في ذات السياق عن الدعم المقدم لمربي النحل والدجاج والأبقار وحتى البذور أمام هذه الوضعية المزرية التي اضطرت أكثر من 60٪ لبيع ماشيتهم والنزوح إلى المدينة متقدمين بملفات شغل لمصالح البلدية لدمجهم في الشبكة الاجتماعية في أعمال المنفعة العامة لعلهم يحفظون ماء وجههم من ذل السؤال ويستفيدون من الضمان الاجتماعي للأدوية لهم ولعائلاتهم. وهذا سبب آخر يدفع الموّالين للبحث عن مصدر رزق قار يمكنهم من شراء الأدوية وإجراء التحاليل والعمليات الجراحية التي يبقون عاجزين على إجرائها أو ضمان الأدوية لأسرهم لتكاليفها الباهظة.

رابط دائم : https://nhar.tv/ZXBkm
إعــــلانات
إعــــلانات