إعــــلانات

كانوا يسألونني خفية عن حكم قتل النفس المؤمنة..ويخشون إعلان عدم اقتناعهم

كانوا يسألونني خفية عن حكم قتل النفس المؤمنة..ويخشون إعلان عدم اقتناعهم

يؤكد أحمد.ف

المكنى يوسف أبو إسلام، وهو أحد المفتين الذين كان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب يعتمد عليهم لنشر فتاوى التطرف في هذه الإعترافات لـ”النهار”، بأن العناصر الإرهابية تقع في تناقض كبير بسبب عدم اقتناعها بالفتاوى التي تجيز العمليات الإنتحارية وهدر دم الشعب الجزائري، موضحا أن الفتاوى التي تصدر توجه غالبا لقصر يكونون تحت تأثير الحبوب المهلوسة.

 كنت أحد العناصر التي كانت تقدم فتاوى وتحريضات للجماعات الإرهابية، هل يمكن أن تعرفنا بإسلام أبو يوسف؟

إسمي ”أحمد.ف” وكنيتي ”إسلام أبو يوسف” من مواليد 1978 بضواحي ولاية تيبازة، من عائلة بسيطة تتكون من ٥ أفراد، إلتحقت بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي سنة 2002 بعد تركي لمقاعد الدراسة.

بما أن قيادة مايسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي جعلتك في ”منصب مهم” فهذا لأن لك دراسات شرعية ومستوى لا بأس به في العلوم الإسلامية فهل يمكن أن تطلعنا على مستواك الدراسي؟

يرد أحمد باحتشام: مستواي السنة ثانية ثانوي تخصص علوم الطبيعة والحياة، رغم أنني لم أكن أفضل هذه الشعبة، مما جعلني أغادر مقاعد الدراسة، اشتغلت كبائع خضر بإحدى الأسواق العمومية، حيث كنت أقضي وقت فراغي في المطالعة خاصة الكتب الأدبية والدينية، هذا ما جعلني على اطلاع على أغلبية المواضيع التي تخص أصول الفقه، بالرغم من أنني لم أتلق أية دروس تخص الدين بغض النظر عن خطب الجمعة وبعض المناقشات مع الأصدقاء ومن هنا تلقيت ثقافتي الدينية.

 هل يمكن أن تطلعنا على الظروف التي أحاطت بالتحاقك بالجماعات الإرهابية والدوافع التي كانت وراء ذلك؟

كان ذلك في 2002 عن طريق صديق لي في السوق الذي أكد لي أنه على اطلاع على نشاط تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وأقنعني بأن هذه الجماعة هدفها السمو بالإسلام والمسلمين وتغيير نظرة الغرب لهذا الدين، في ذلك الوقت لم أتردد ولو للحظة واحدة لدرجة أنني لم أفكر حتى في توديع العائلة بمجرد أن حانت الفرصة للالتحاق بالتنظيم وكان ذلك سنة 2002، أين إلتحقت بجبال البليدة ومكثت فترة هناك ثم توجهت بعدها إلى البويرة، أين لاقيت ترحيبا من الجماعات المسلحة وعينت هناك مفتي لهم خاصة بعد ملاحظتهم لدرجة إقنتاعي وصوتي المميز الذي كنت أردد به القرآن على مسامعهم، خاصة أنه لم يكن هناك من يعطيهم دروسا في الدين.

يعتمد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي على مفتين ومرجعيات في تبرير أعماله الإجرامية وإضفاء الشرعية على إباحة دماء المسلمين في الجزائر، فعلى ماذا كنت تعتمد في إصدار الفتاوى والتحريض على الأعمال الإرهابية؟

في أول وهلة كان بعض الإرهابيين يسألونني في أمور الجهاد عن قتل النفس المؤمنة، استنادا إلى مبرراتهم التي تؤدي بهم إلى قتل الجنود والأبرياء، اعترف بأنني في البداية كنت أعجز عن إجابتهم على هذه الأسئلة، خاصة أنهم كانوا يسألونني خفية من أن يسمع أحدهم ويبلغ عنهم القادة.

لقد عانيت من ضعف في إيجاد الأدلة لإقناع نفسي أولا ثم إقناعهم حيث أن انفرد بي أحدهم وطلب مني الاستماع إلى بعض الأشرطة التي لم يكن أصحابها معروفين لدرجة أن لغة ولهجات بعضهم لم تكن معروفة أو مفهومة، فمنها اللهجات المصرية والبعض يتكلم بالفارسية التي لم أفهم معانيها، لكن كان هناك بعض الموريتانيين الذين كانوا يتقنون الكثير من اللغات واللهجات لأنهم كانوا كثيرو الترحال ومتعودين على مشقة السفر من دولة إلى أخرى بطريقة غير شرعية أو شرعية.

المهم أن جل هذه الأشرطة كانت تحث على الجهاد والتشجيع على العمليات الانتحارية، حيث أجبرت على إقناعهم وإقامة دروس من هذه الأشرطة، إضافة الى إرشادات كان يضيفها لي القادة، تخص الحث على الجهاد وأنه أولى من العائلة وحتى الوالدين، خاصة أن الإسلام يحثنا على التضحية بالنفس والنفيس من أجل إعلاء كلمة الله وأنه سوف يأتي يوم وينصر المسلمون ويزهق الباطل، لكن يجب الإيمان بالفكرة لكي نستطيع تحقيقها، خاصة وأن معظم الدول تثور ضد الإسلام والمسلمين ولكن التغيير يبدأ أولا من بلدنا ثم الإنتقال إلى الخارج.

في رأيك هل كان عناصر التنظيم الإرهابي مقتنعين بالأفكار التي كانت تنشر بينهم وكيف كانوا يستقبلون الفتاوى التي تبيح دماء الأبرياء؟

في البداية، نعم خاصة وأنه كانت هناك أمثلة تستطيع الإقناع بها كمفجر قصر الحكومة، معاذ بن جبل، وأبو دجانة مفجر مقر الأمن بباب الزوار، باعتبارهما أول من قام بعمليات انتحارية في الجزائر ولقيا صدى كبير لديهم، حيث عندما كنت أقوم بتقديم دروس وخطب لهم كنت ألقى صدى كبير لديهم، حتى أن البعض منهم من كان يتطوع للقيام بهذه العمليات، خاصة بعدما وعدوهم بتقديم أموال لعائلتهم بعد وفاتهم، لكن هذا لم يحدث مع غالبيتهم، ما جعلهم ينفرون من العمليات الانتحارية وخاصة بعد مساعي الحكومة للاستفادة من قانون المصالحة ليفر أغلبيتهم من الجبال بسبب سوء المعاملة التي كانوا يلقونها، وفي أواخر سنة 2008 كانت هناك معارضة ولكن ضمنية لم يكونوا يستطيعون أن يعارضوا علنا لأنهم سوف يتعرضون للتصفية الجسدية، لكن غالبية الفتاوى كانت موجهة للقصر الذين لم يكونوا يفقهون في الدين والدنيا، إضافة إلى سهولة إقناعهم، خاصة أن معظمهم كانوا يتعاطون الحبوب المهلوسة وقد ساعد عدم التحاقهم بمقاعد الدراسة على ذلك.

مكثت أكثر من سنتين بمعاقل القاعدة، لكن في النهاية قررت تسليم نفسك، هل لنا أن نعرف الدوافع الحقيقية التي كانت وراء ذلك؟

بعد تسليم عدد كبير من الإرهابين لأنفسهم، وجدت نفسي في صراع بين البقاء هناك دون مستقبل أو الالتحاق بمسعى المصالحة الوطنية وبعد مد وجزر، قررت الالتحاق بمسعى المصالحة، خاصة أن صديقي الذي حثني على الالتحاق بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، قد سلم نفسه والتحق بعائلته فوجدت نفسي وحدي وهنا فكرت جديا في الالتحاق بعائلتي، فاستغليت فرصة انشغالهم بالتخطيط لإحدى العمليات، مما ساعدني على الهرب، واستغل الفرصة لأوصى الشباب وخاصة القصر أن لا يقعوا في فخ الفتاوى التي لا أساس لها من الصحة، خاصة وأن ديننا دين واضح ودين يسر لا يحتاج إلى التعمق في الفتاوى.

رابط دائم : https://nhar.tv/97keE
إعــــلانات
إعــــلانات