كذب من قال إن المال لا يحقق السعادة

مقهورة وحزينة، أشعر بالحسرة وقلة الحيلة بعدما ضاع حلمي وتبخرت كل الأماني، لأن الذي اشتريته باعني واستبدلني وحكم علي بالموت البطيء.
كنت مخطوبة لشاب فقير، وبالرغم من عسر الحال وكل المشاكل والعراقيل التي مر بها، بقيت وفية له، لم أخن العهد وعقدت العزم أن أظل على التزامي معه حتى آخر يوم في حياتي، لأنه عاهدني على نفس الشيء، أذكر جيدا تلك الأيام العصيبة التي كان يقضيها مهموما بسبب البطالة، لأنه ليس لديه عمل مستقر، لقد مارس كل المهن الحرة ولم يوفّق، كنت ملاذه يأتيني كي أخفف عنه الهموم، ولم أجرؤ يوما أن أخبرته بأن أهلي سئموا من هذا الوضع، وأنهم يضغطون علي من أجل التخلي عنه، لأن فرصا أفضل بكثير تنتظرني، وأنه يجب علي الالتفاتة لنفسي فالعمر يمضي وتكاد سنوات شبابي تنقضي ولم أخطو خطوة إلى الامام فيما يتعلق بمشروع زواجي.
هل يخطر على بالكم إخواني القراء أن خطيبي تزوج امرأة غيري، أنهى مراسيم عرسه وكل ما يتعلق بحياته الجديدة في زمن قياسي، ما جعلني لا أصدق، لكنني استوعبت الأمر عندما عرفت بأنها أرملة تملك مسكنا ولديها سيارة، كما أنها تدير مكتب محاسبة ورثته عن زوجها، حاولت الاتصال به كي يفسر لي، فسخر مني وقال «الأمر واضح فلو كنت في مكاني هل ترفضين هذا العرض السخي..»، لم أجبه ولكنني لو كنت مكانه بالفعل كنت سأرفض وما أغباني، لأني لم أكن أصدق أن المال يصنع السعادة.
@ صوريا/ الشرق