كلية الاقتصاد بالخروبة تعرض مذكرات تمجد الفيس والإمام الخميني

عثرت ”النهار” على مجموعة من مذكرات التخرج، داخل مكتبة كلية الاقتصاد بالخروبة بالعاصمة، تحتوي على إهداءات تتضمن تمجيد المرجع الشيعي الإيراني آية الله الخميني، وأخرى لقادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، وللإرهاب.
وكان من جملة ما اكتشفته ”النهار” بعد تحقيق وبحث دام أيام، إثر تلقي معلومة من طرف طالب حول وجود مذكرات تتضمن عبارات تمجد الشيعة والإرهاب، 4 مذكرات تخرج لنيل شهادة الليسانس، قام فيها الطلبة الذين أعدوها بتقديم إهداءاتهم للحزب المحظور والمرجع الشيعي الإيراني آية الله الخميني، إلى جانب عبارات أخرى تمجد الإرهاب بطريقة مبطنة، لكن واضحة. وتتضمن إحدى تلك المذكرات التي تحوز ”النهار” على نسخ منها، وما تزال متاحة للتداول بين أوساط الطلبة، منذ سنوات منتصف التسعينات، إهداء لـ”الفيس” المحظور، وكان الغريب أن تلك المذكرات جرى قبولها واعتمادها كمراجع بمكتبة الكلية، رغم أنها أودعت بعد أشهر أو سنوات، من حظر ”الفيس” ومنعه من النشاط بقرار قضائي. إحدى المراجع الموجودة على مستوى مكتبة كلية الاقتصاد بالخروبة، كانت عبارة عن مذكرة طالبتين لنيل شهادة الليسانس في العلوم الاقتصادية، فرع النظرية الاقتصادية في جوان 1990 الحاملة للرقم 186/162 بعنوان ”الاحتكار والتبعية في ظل الرأسمالية”، وحملت في صفحاتها الأولى إهداء وتمجيدا للفيس المحل، لكن المثير في الأمر أنه جرى تدوين تاريخ دخول المذكرة رفوف المكتبة، حيث كان الأمر بتاريخ الثاني من شهر مارس 1992، أي بعد حظر الحزب ومنعه من النشاط بعد تبنيه العمليات الإرهابيية في تلك الفترة. وفي مذكرة أخرى بعنوان ”الجهاز المصرفي الإسلامي” لنيل الليسانس في الاقتصاد، فرع النظريات الاقتصادية، وحملت الرقم التسلسلي142/164، أعدها الطالب ”ج. ع”، وأشرف عليها الأستاذ ”جيلالي. ج”، تضمن العمل العلمي في صفحاته الخاصة بتقديم الإهداءات عبارات تمجيد واضحة ومطولة لشخص المرشد الإيراني السابق، والمرجع الشيعي، آية الله الخميني، حيث وردت العبارات التالية فيها:”أهدي تحياتي إلى روح مفجر الثورة الإسلامية ومحطم أصنام القرن العشرين.. معلم الأجيال سبيل النضال لإقامة حكومة العدل الإلهي .. سماحة الإمام أية الله العظمى السيد روح الله الموسى الخميني طيب الله ثراه”. وبدا من ختم إدارة الكلية، أن المذكرة أودعت برفوف المكتبة في سنة 1996، خلال فترة كانت العلاقات بين الجزائر وإيران مقطوعة بسبب الدعم الإيراني المفضوح للإرهاب في الجزائر. وكان المثير في هذه المذكرة، عندما اكتشفت ”النهار” بالصدفة أن الأستاذ الذي أشرف على تلك المذكرة، ويفترض أن طالعها وراجع محتوياتها ورقة ورقة، هو نائب برلماني حالي عن حركة مجتمع السلم، ممثلا لولاية البليدة، كما أنه كان في بداية التسعينات مرشحا للفيس المحظور في الانتخابات التشريعية.
كما تحصلت ”النهار” على مرجع آخر، تضمنت هذه المرة عبارات تمجد الإرهاب، وتدعو للإرهابيين بالخير، حيث جاء في مذكرة لنيل شهادة الليسانس في نفس التخصص، حاملة للرقم 148/162 بعنوان ”الدول الصناعية الحديثة”، من إعداد الطالب ”و ر”، ”ت ح” و”ب ص”، تحت إشراف الأستاذة ”ب س” ومسجلة بالمكتبة بتاريخ 25 فيفري 1992، إهداء تحت العبارة التالية: ”إلى إخواني في الله المسلمين المؤمنين الصابرين المرابطين..”.
عميد كلية الاقتصاد لا يرد ومدير ديوان رئيس الجامعة يتهرب من التعليق
وللحصول على تعليقات أو إفادات من مسؤولين بالقطاع، اتصلت ”النهار” أمس بمدير ديوان رئيس جامعة الجزائر3، للاستفسار عن الموضوع ومعرفة رأيه حول وجود رقابة على محتويات المراجع المتاحة للطلبة، والإجراءات التي تقوم بها المكتبات من أجل منع تداول الكتب الممجدة للإرهاب والتطرف، إلا أنه اعتذر عن الخوض في الموضوع بحجة عدم تخصصه في الموضوع، ليحيلنا على عميد كلية العلوم الاقتصادية والتسيير بجامعة الجزائر، الذي تعذّر الاتصال به على هاتفه رغم تكرار محاولاتنا.