كنت محبوبا بكل المعاصي والذنوب… وبعد توبتي أصبحت منبوذا

لم أخطو هذه الخطوة، ولم أقرر الكتابة إلا بعدما ضاق صدري واشتد أمري، فعلت لكي أخفف عني شدة الهم والغم وأسأل الله أن يجعل سعيي بذرة خير تثمر بحل.
إخواني القراء، أنا رجل عشت سنوات في طريق الضلال كنت سبّاقا للشر والمعاصي، أذنبت كثيرا وتحالفت مع الشيطان زمنا طويلا، ولكنني بعدما فقدت أعز الناس وروعني ربي بموت فلذة كبدي وانطفأ نور عيني، شعرت بالندم ورجعت إلى طريق الصواب.
أعترف أمام الله أني كنت محترفا لمختلف أنواع المعاصي، خمر ومخدرات، معاشرة النساء وانتهاك الأعراض، التطاول على الحرمات، شهادة الزور وكل الموبقات، وكان عزائي الوحيد أنني لم أبلغ درجة الشرك الأكبر، فحين أصاب ابني المرض الخبيث، جلست ولأول مرة مع نفسي لكي أحاسبها، فوجدت المصاب جلل والكارثة أعظم مما أتصور، لأن ذنوبي بلغت عنان السماء، حينها بكيت ورجوت ربي أن يغفر لي وأن يكتب الشفاء لابني، لكن الأجل كان سبّاقا فلم يتأخر لحظة واحدة وأصبح ولدي طيرا من طيور الجنة.
بكيت بحرقة، وحزنت كثيرا ولكن لا راد لقضاء الله، تمسكت بحبله المتين وسألته المغفرة وأن يردني إليه ردا جميلا، وبالفعل استجاب لدعائي وهو الحليم الكريم، الستار ورحمته وسعة كل شيء، عدت أدراجي إلى الحياة، بعدما انصرفت عن الذي فات، وقطعت الصلة برفاق السوء، غدوت صالحا مقيما للصلوات، اعتكفت المسجد لسنوات، ويشهد الله أن الدنيا بكل زخارفها لم تعد تساوي عندي جناح بعوضة، لأني عرفت الطريق إلى الله وصرت عابدا لمن خلقني وكأنني أراه.
ما أعانيه اليوم أن الذي خلقني وهداني، الذي أطعمني وسقاني، وإذا مرضت أشفاني، قد فتح لي مجال التوبة، ولكن العباد أغلقوا في وجهي كل المنافذ، فلا أحد منهم رحب بعودتي إلى رحاب الرحمن، كل الذين أعرفهم يرفضون التعامل معي، يتحاشون وجودي، يرتعبون إذا ذكر اسمي، وإذا حضرت مجالسهم تفرقوا لأبقى وحيدا شريدا.
إخواني القراء، هل يعقل أن تكون قلوب البشر قاسية إلى هذا الحد، حين كنت مخطئا وعاصيا كنت محبوبا، وبعدما غدوت طائعا أصبحت منبوذا ومكروها، فما حيلتي مع هؤلاء فهل استكثروا علي التوبة؟
@ ناصر/ الشرق