كيف أخلص ابنتي من حب رجل غامض

السلام عليكم ورحمة الله، قمت بهذه الخطوة اليوم وأتمنى من الله أن أجدك عندكم ما يشرح صدري ويسدد قولي لأقنع ابنتي بأن تغيير قرارها بشأن الزواجفقد تقدم إليها أستاذها بالجامعة، لكنني أراه رجلا غامضا، وغير مناسبا لابنتي، لست أبلغ في الأمر، لكن بالرغم من أنه أستاذ في الجامعة، وصاحب أخلاق عالية، إلا أنه غير مستقر في حياته، لا يملك سكن في مكان عمله، أي حيث نقيم، لا وفوق هذا يريدها أن تعيش مع أهله بعد الزواج في ولاية بعيدة جدا عنا،

كيف أخلص ابنتي من حب رجل غامض

ولكن هذه المشكلة يمكنني التغاضي عنها، لكن وحسب ما قالت ابنتي أن الشاب لا يزال متعلق بماضيه الذي عاش فيه قصة حب مع فتاة تركته وتزوجت غيره، ومن ذلك الوقت أي منذ أكثر من عشر سنوات عزف عن الزواج حتى التقى بابنتي، وأنا خائفة أن يعامل ابنتي ككبش فداء، يبعدها عن أهلها ويجد الفرصة لينتقم منها بسبب الغدر الذي تعرض إليه من فتاة أخرى، فما ذنب ابنتي أن يوقعها في حبه وهو متعلق بماضيه، أحاول إقناعها كثيرا لكن عبثا أفعل، بل تصر على الارتباط به، وترى سعادتها بجانبه، كما أخبرتني أنه من الحين إلى الآخر يتصل بها، ولا أدري لما ابنتي متعلقة به، بل هددتنا إن رفضناه لن تقبل بأي زوج بعده، وفوق هذا لا يريد أن يحضر أهله حسب الأصول، فهل يعقل كل هذا..؟ انصحوني من فضلكم..؟

أم زكي من البليدة

الــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد:

وعليكم السلام ورحمة الله سيدتي، أنت حقا في موقف غامض بسبب غموض بعض التفاصيل في هذه الخطبة، وخوفك منطقي جدا فأنت أم، وكل أم تحب الخير أكيد لأولادها.

لا يختلف اثنان أن الرجل بالرغم من ترسبات الماضي وبالرغم من جرحه القديم، إلا أنه قصد الحلال وأتى البيوت من أبوابها، لكن لماذا لم يحضر أهله..؟ هذه النقطة الأولى، ثم لماذا لا يزال يتصل من الحين للآخر بالفتاة التي تركته وتزوجت غيره..؟ هنا أيضا نضع نقطة استفهام..؟ ونقطة الاستفهام الأكبر لماذا ابنتك تعرف بهذا ولا تحرك ساكنا..؟

حقا في القضية ما يريب، لهذا أنصحك سيدتي أن تتقربي من ابنتك أكثر وأن تعطها الأمان لتصغي لأقوالك بعقلها السليم، لا بقلبها العاشق، فحسبما ما تقدمتِ به الرجل عرف كيف يسيطر عل قلبها وروض تفكيرها حتى ترى أفعاله عادية، فهو أكيد يخفي أمرا ما، وعلى الأغلب ابنتك على علم بما يخفيه، وهي تتعاطف معه وتساعده وتتستر عليه، لذا كوني حازمة ومتفهمة في نفس الوقت، تقربي منها وأعطها الأمان، ابني بينكما جسرا من الثقة لتفتح لك قلبها، وتسلك طريق الصراحة، وإياك أن تفشي سرها، ومن ثمة أضيئي لها ما يحصل من أمور لا تستطيع رؤيتها بسبب عاطفة قلبها.

ثم لا تتوقفي عن الدعاء، واستخري الله في هذه الزيجة، فهو أعلم بخير خلقه.