لا أريد أن يصفني أحد بالخائنة… لكن أنا الجديرة بطليق صديقتي
سيدتي، ممتنة أنا على هذا الفضاء الذي من خلاله أريد لقلبي أن يعثر على السكينة، فأنا إنسانة مجروحة جار علي الزمن وأريد لحياتي أن تستقر مهما كلفني الثمن.
صدقيني سيدتي، أنا إنسانة في قمة الحسرة والأسى، احيا بين نارين وأناشدك أن تكوني لي نعم المرفأ الذي أعانق فيه الأمان.
بالمختصر المفيد لي صديقة حميمة تطلقت مؤخرا بعد أن إستحالت الحياة بالنسبة إليها مع زوج وجدت أنه لا يناسب طبعها ونمط العيش الذي تريده.
لا أخفيك أنني كنت ألعب دور الوسيط بين صديقتي وطليقها كرمى لأولادهما الذين خفت أن يصابوا بصدمة جراء فراق والديهم. وخلال هذه الفترة تعرفت إلى شخص غاية في الوداعة والأمان. عكس ما كانت صديقتي تدعيه عن زوجها من أنانية وحبّ للذات.
قد تتعجبين أنني ومن خلال ما جمعني بطليق صديقتي جعلني أتهمها اليوم بأنانيتها وسوء تقديرها له كإنسان طيب. حنون لم يكن له كهدف سوى مستقبل أسرته.
كتمت مشاعري وظللت على ذات الحال ألعب دور الوسيط بين صديقتي وطليقها. لدرجة أن نوعا من التعلق نما بيني وبينه. وقد وجدته يوما يفاتحني في مسألة الزواج والعيش تحت سقف واحد بما أنه وجد في الصدر الحنون. كل هذا في ظل جهل صديقتي التي لا أريد التفكير في ردة فعلها إن هي علمت بالأمر.
كثير الأفكار تراودني ولست أدري الحلّ، فأنا لا أخفيك سيدتي أنني متخوفة من أن لا أظفر بفرصة مثل ذي الفرصة. فأنا عزباء على مشارف الخمسين من عمري، ولم يحدث لي أن تقدّم أحدهم لخطبتي. كما أنني لا أجد حلا أمام صديقتي الحميمة التي قد أخسرها إن أنا قبلت بطليقها زوجا. فما العمل؟
أختكم ف.ليليا من الوسط الجزائري.
الرد:
هي المواقف التي تجعلنا في حيرة من أمرنا، نتخبط بين مطرقة وسندان وبين خيارات قد نندم على قبولها. وأحيانا على التفريط فيها على إعتبار أنها فرصة لا تعوّض ولا تقدّر بثمن.
تحسّين بالذنب أختاه بالرغم من أنك لا زلت على البر لم تقبلي بطليق صديقتك ولم ترسّمي معه الأمور. ومن خلال كلماتك أرى أن القبول بينكما موجود بما من شأنه أن يصنع منكما زوجا مستقرا في المستقل.
لذا فما من عيب أن تقبلي عرضا في الحلال يؤمّن لك ولقلبك الأمان والراحة، فهذا الرجل بات ماض لدى صديقتك. وما دام قد إختارك لنبل أخلاقك وطيب معشرك في الحلالفلا يوجد ما يضرّ.
لكن قبل أن تقدمي على اي خطوة، حاولي فتح الموضوع مع صديقتك والتأكد من نيتها في عدم العودة إلى زوجها بعد الطلاق.
فإن وجدت منها رفضا قاطعا فلتخبريها بما يخالجك ولتبيني لها أن قبولك بهذا العرض لا علاقة له بما يجمعك بها.
فإخفاقها هي مع هذا الزوج لا يجب أن يكون عنوانا لحياتك أنت معه خاصة بوجود أولاد يحبونك و يحترمونك.
لست أجد من العيب في أن تغتنمي هذه الفرصة في ظلّ ما تحيينه من توجّس في أن تكملي حياتك لوحدك من دون مؤنس أو رفيق في الحلال.
ولتتأكدي أختاه أن الحلال لا يعاب في شيء مهما كان، ووفقك الله.
