لا أريد اللجوء إلى أبغض الحلال وزوجتي تدفعني إلى الحرام

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد.. سيدتي الفاضلة نور، أشكرك من كل قلبي على هذه الصفحة التي تبعث الأمل في نفس كل حيران ضاقت به الحياة وسلبت سعادته، فأنا سيدتي في غاية الحيرة والقلق بسبب زوجتي التي لم تتفهمني والتي تدفعني إلى ارتكاب الحرام وأنا الذي عشت طوال حياتي ملتزما بتعاليم الله.نعم سيدتي بدون مغالاة ولا فخر وبشهادة الكل، عشت حياتي أخاف الله وأخشى غضبه، لكن بعد هذا العمر وبعد أن أصبح أولادي في سن الزواج لا أريد أن أقصر في حق نفسي وأن أودي بها إلى طريق العصيان والذي أعلم أن لانهاية له سوى الندم، وسبب ذلك سيدتي نور زوجتي التي ترفض مرافقتي إلى منطقة أخرى بحكم عملي، ألححت عليها مراراً وتكراراً لكنها تتحجج بالأطفال ودراستهم، وأنهم لن يستطيعوا استيعاب الأمر بعد أن نشؤوا وترعرعوا في بيئة معينة، أنا على هذا الحال منذ حوالي أربعة أشهر، ولما طلبت منها السماح لي بالزواج ثانية أبت وطلبت الطلاق في المقابل.سيدتي أنا أحبها ولا أستطيع تطليقها، أما هي فلم تقم لعلاقتي مع الله أي اعتبار، ولا لشعوري كذلك أنا محتار ولا أدري ما السبيل للتعامل معها ولا كيفية إقناعها إما بمرافقتي أو السماح لي بالزواج ثانية؟ فزوجتي سيدتي تجرّني نحو الحرام.
”ع” من الشرق
الرد:
أخي الكريم، لقد احترمت كثيراً نضجك وحكمتك وحبك لزوجتك، لكن اعلم أن الطريق التي فكرت فيها لن تجدي نفعاً بل على العكس ستدخلك عالم الشجن وتأنيب الضمير في الأخير.
سيدي من الواضح جدا أنانية زوجتك في تصرفها، أتفهم حقيقة قلب الأم فيها وتخوفها على أطفالها وعلى نفسيتهم من التنقل إلى منطقة أخرى وعادات وتقاليد أخرى، لكنها في نفس الوقت تنكرت لمسؤوليتها اتجاهك، فحبها لأطفالها طغى على واجبها نحوك، والطاعة المفروضة عليها والتي أوصى بها الدين بل فرضها فرضاً على الزوجة.أخي الفاضل، أنصحك بأن تتمسك بمطلبك الشرعي بدل التفكير فيما هو محرم، لا تضعف ولا تترك منافذ للشيطان ليتسلل منها إلى قلبك، خاصة ونحن في وقت الإغراءات، والفتن تتربص بالإنسان من كل مكان، إنه حقا ضرب من الجنون حين لم تطعك ولم ترافقك إلى مكان عملك، وحين ساومتك بالطلاق إن أنت فكرت في الزواج ثانية، إنها حقا امرأة مستهترة ولا تعي حجم الخطإ الذي هي بصدد اقترافه، فهي لن تتحمل فقط مسؤولية ذنبها بل حتى مسؤولية بيتها إن تشتت في حال وقع حقاً الانفصال. لا تضعف يا أخي ولا تنسق وراء لامسؤوليتها، الجأ إلى لغة الحوار وحاول أن تقنعها بالتي هي أحسن في مسألة مرافقتك، وإن أبت أرى أن لا تمنحها حريتها، واتخذ قرارك بكل حسم وثقة في النفس، وتأكد أنك على صواب إن أنت تزوجت وحصنت نفسك مما حرّم الله، تشجع ولا تستسلم لأهوائها الأنانية، حتى لا تقع في الممنوع.
ردت نور.