إعــــلانات

لا أكاد أصدق أن زوجتي الريفية ذات أصول يهودية

لا أكاد أصدق أن زوجتي الريفية ذات أصول يهودية

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا رجل تجاوز العقد السابع من عمره، زوج عتيق وجد لـ12 حفيدا شغلت منصبا مرموقا في مصنع لمواد التنظيف بشرق البلاد، وتحصلت على التقاعد منذ سنوات أعيش حياة هادئة خالية من المشاكل والمنغصات، أهم ما يميزها الاهتمام بأحفادي والسفر إلى أبنائي، باعتبار البعض منهم يقيم خارج الحدود بعدما تألقوا في الدراسة وفضلوا الاستقرار هناك، فلم أكن أمانع رغباتهم، رغم أن الشوق يشدني إليهم، زوجتي امرأة قليلة الكلام كتومة هادئة الطباع ارتبطت بها يوم انتقلت إلى بلدة صغيرة من أجل العمل هناك، لقد دلني عليها زميل في العمل بعد أن علم برغبتي في الاستقرار، كنت آنذاك بصدد البحث عن امرأة مناسبة لكي أتخذها زوجة . لقد دب الشوق في قلبي لرؤيتها من شدة الثناء عليها، حتى أخبرني أنها لو كانت ترضى لاتخذها زوجة ثانية، فذهبت إلى بيت أهلها خاطبا دون أن أراها، لأن الضرورة في ذلك الزمن تقتضى هذا التصرف وعلى الرجل أن يقصد البيوت من أبوابها، امثتلت للعادات والتقاليد فتصرفت حسيب الأصول، ولحسن حظي أني لم أخيب لأن الفتاة كانت أكثر من ذلك الوصف وأبلغ من أي كلام، أعجبتني كثيرا فتمسكت بها ورضخت لشروط والدها، باعتبارها ابنته الوحيدة، وفي غضون أسابيع عقدت القران وأقمت حفل زواجي في مدينتي البعيدة وكان حضورها إلى بيتي أجمل ذكرى في حياتي. كانت زوجتي امرأة غامضة وكأنها تخفي سرا، أردت نبش ماضيها، لكنني تراجعت فما الذي يهمني وقد تزوجتها شريفة بكر، لقد أثبتت لأنها جديرة بالارتباط فتجاهلت أمر ذلك الغموض، وعشت في كنف الراحة والسكينة، أكثر ما كان يميز تلك الفترة رغبتها في الانفراد بنفسها، فأرجعت الأمر إلى كونها نشأت وحيدة، ما خلف بداخلها حب الاختلاء بنفسها. أنجبت البنات والذكور وكانت لهم الأم المثالية، وظلت حياتنا على النحو الذي ذكرته آنفا في بداية الرسالة، لكني منذ فترة وجيزة، اكتشفت أمر غريب لم أكد لأصدقه حتى شهد شاهد من أهلها وأخبرني بأدق التفاصيل، علما أني انتقلت من تلك البلدة بعد الارتباط بها، عندما تم تحويل عملي إلى مكان آخر، وهذا ما جعلني لا أتردد على ذلك المكان لأني ملزم بالمداومة في عملي الجديد، فمنحت الإذن لزوجتي كي تسافر إلى بيت أهلها كلما رغبت بزيارتهم وهذا الأمر لم يكن يمنع مرافقتي لها إلا نادرا، ما جعلني أجهل ما كان يحدث هناك، خاصة بعدما توفي والدها ولحقته والدتها سنة من بعد. لم تعد زوجتي ترغب بزيارة أهلها، فعلت ذلك لأنهم ليسوا أهلها، فمن تولا رعايتها ليسا والدها الحقيقي، وتلك المرأة لم تكن سوى مربية منحتها الحب والحنان نظير الأمومة، إنها ابنة رجل يهودي توفيت زوجته بعدما أنجبتها، واضطر إلى رعاية الطفلة حتى بلغت شهرها السابع أين وافته المنية لتبقى الطفلة وحيدة، فتم التكفل بها من طرف من حسبتهم أهلها، والأكثر من ذلك منحوها اللقب والانتماء فنشأت بين أحضان أسرة مسلمة، لكنها بعدما بلغت العاشرة من عمرها تم إطلاعها على الحقيقة، التي علمتُ بها متأخرا، فأسرعت لكي أسأل زوجتي عن هذا الأمر، فلم تنكر بل واجهتني بنبرة حادة لم أكن في حياتي لأراها أبدا بهذا الغضب، وراحت تعدد محاسن اليهود وتذكر بأنهم الشعب المختار والكثير من الاعتقادات اليهودية، لا أعلم من أين تشبعت بها، كان دفاعا مستميتا عن أصلها اليهودي الذي تفاخرت به كثيرا، ما جعلني أغلق الموضوع من فرط الدهشة.أنا في حيرة من أمري لا أكاد أصدق أن زوجتي الريفية ذات أصول يهودية؟ أتساءل بعدما كشف المستور ماذا سيحدث لو علم أبنائي بأمرها.

 

محمود/ الشرق

رابط دائم : https://nhar.tv/LpUoY
إعــــلانات
إعــــلانات