لا تجعلوا رمضان يمرّ عليكم مرور الكرام
السلام عليكم وتقبل الله صيامكم وقيامكم، أما بعد..
تتغلب على الإنسان في الكثير من الأحيان شهوات الدنيا، ومنها الإسراع في كسب الربح بكل الطرق، ويجعل أكبر همه الوصول إلى المبتغى، ولو تطلب منه الأمر اتخاذ طرق مخالفة لمبادئه.
في هذه الحياة الصعبة بمسالكها، اتخذ الإنسان الكثير من التصرفات السلبية منهجا حياتيا، يتدبر فنون المراوغة، حتى ولو كان ذلك في الأماكن التي من المفروض أن تحارب الآفات الاجتماعية والعقائدية.
المسلم في هذا الشهر الكريم، يحاول أن يتحرى الصدق في ممارساته اليومية، ومع أفراد المجتمع، لأنه السبيل الوحيد لتحقيق المراد ولو طال أمده، والسهر على مرافقة الصحبة الطيّبة لذلك، لأنها تعين على الاستمرارية في سلوك القيّم وطريق الرشاد.
شهر الصيام فضاء مناسب لترويض النفوس، للاحتكام لما هو صادق وصديق في المحافظة على الالتزامات الدينية والدنيوية، والجميع يعلم أن الصدق صفة حميدة تحلى بها السلف، فبالصدق نميّز بين الحق والباطل، الصالح والطالح وبين الأخيار والأنذال، لذا يجب علينا تحري الصدق في معاملاتنا اليومية والتجارية، خاصة وأن الكثير أصبح يميل إلى الكذب كممر لقضاء الحوائج من دون مراعاة العواقب الناجمة عن هذا الفعل الشنيع والخطير، ليس فقط على الفرد وإنما على الأمة ككل.
الصدق مدرسة ربّانية، تلاميذها بشر يعملون لتغيير النفوس الأمّارة بالسوء، ويروضونها على طاعة ومحبة الآخرين، فيعمّ السلم والأمان والثقة، إذن لندخل المدرسة من أبوابها الواسعة فهي في الانتظار.
