لا يمكن للنّجار أن يكون مؤرخا وعليه أن يبقى في الخشب والحطب

أكّد، زوال أمس الأحد، وزير المجاهدين «الطيب زيتوني» أنّ أفضل ردّ لكلّ الأعداء والمتربّصين بالجزائر أنّ يضع الشعب الجزائري اليد في اليد، باعتبار أنّ قضية كتابة تاريخ الجزائر -على حدّ تعبيره- هي قضية كلّ الجزائريين وأنّ القاسم المشترك للجزائر هو الثورة والتاريخ والمجاهدين الذين اعتبرهم ذات المتحدث أنهم «الصانعون الحقيقيون لها».
عندما نسمع في 2015 نغمات من هنا وهناك لتشويه صورة زعماء الثورة ندرك بأنّ هناك من لا يريد الخير للجزائر
مشيرًا إلى أنه لا يمكن للنّجار أن يصبح مؤرخًا وإنمّا قال يبقى في «الحطب والخشب»، أمّا كتابة التاريخ فقال: «بأنه يبقى للمؤرخين والباحثين والطلبة والأساتذة، بالرغم من تأكيده على أنّ كتابة التاريخ ليست مهمّة وزارة المجاهدين بل هي الوعاء الذي تصبُ فيه كلّ هذه الشهادات والأشرطة والوثائق التي تجمع من عند الناس والتي نضعها في متناول الطالب والباحث والمؤرخ»، كما قال الوزير أيضًا خلال زيارته لمتحف المجاهد بالجلفة إنه «عندما نسمع في 2015 نغمة من هنا وهناك حول تشوية صورة تاريخ الجزائر وزعماء قادة الثورة التحريرية، فإنما يدل ذلك بأنّ هناك من لا يريد الخير للجزائر»، داعيًا من جانب آخر كلّ من عايش الثورة من بعيد أو من قريب ممّن هم على قيد الحياة الإدلاء بشهادتهم في «أسرع وقت»، حتى يساهموا في كتابة صفحة من تاريخ الجزائر وترسيخها في ذاكرة الأجيال الصاعدة، موضحًا بأنه يخطئ من يقول إنّ وزارة المجاهدين تعمل لوحدها، وإنما قال بخيرة شبابها من المؤرخين والباحثين والأساتذة والطلبة، حيث دعا في السيّاق ذاته الشباب إلى المحافظة على وحدة الجزائر والدفاع عنها من أجل محاربة التفرقة وتشويه تاريخها الحافل بالبطولات والإنجازات، موضحا في سيّاق آخر بأنه ستكون هناك ندوات وملتقيات بالولاية التي قال إنها ستدخل في إطار تبليغ رسالة المجاهدين والشهداء ورسالة أول نوفمبر للجيل الصاعد ليتمكن من معرفته، مشيرًا إلى أنّ الثورة الجزائرية تعتبر قوّة الشعب الجزائري الذي يقال بأنه يفتخر بها على ما قدمته من تضحيات جسام للوطن، كمّا كشف الوزير في حديثه وجود طفرة جديدة واستفاقة لكتابة تاريخ الجزائر من قبل المؤرخين والباحثين الجزائريين وغيرهم، مشيرًا إلى أنّ هناك عملية مسح شامل لكلّ ولاية بخصوص تسجيل تاريخ الثورة الجزائرية، من خلال تسجيل المعارك الخاصة بمراكز التعذيب التي وقعت في أماكن مختلفة عبر مختلف ربوع الوطن، قائلا: «نحن في عملية لتسجيل الشهادات التي نقوم بجمعها ونحن في تقدّم، وستكون لنا أشرطة وثائقية وشهادات حيّة على مراكز التعذيب والتنكيل والتدمير التي وقعت للجزائريين والجزائريات من طرف المستدمر الإستعماري»، كما دعا زيتوني إلى خلق فضاءات ومراكز راحة للمجاهدين عبر كافة التراب الوطني للتكفل الكامل بهم، مضيفا أن الوزارة بصدد إكمال السجل الذهبي لكل الولايات، حيث يعرّف هذا السجل كل ولاية بأبطالها من شهداء ومجاهدين، كما يعرّفهم بالمعارك والبطولات التي خاضوها .