لماذا أتعرض للإساءة دوما..؟

السلام عليكم ورحمة الله، سيدتي أود باختصار أن أستشيرك في أمر صار مصدر إزعاج بالنسبة لي، فأنا كل صباح أتمنى لو أني لا أنهض من فراشي ولا أداوم في عملي والسبب أشخاص لا يتوقفون عن مضايقتي، لن أقول أني متميزة بالشكل الذي يلفت الانتباه، أو أنني إنسانة فوق العادة وأن كل الأنظار موجهة لي، لا،

لماذا أتعرض للإساءة دوما..؟

لكن لي بعض المبادئ التي لا تسمح لي بأن أكون تحت تصرف الجميع، وألبي طلبات كل من حولي، أنا أقوم بعملي على أكمل وجه والحمد لله، منضبطة ولا أتصرف باستهتار، لكن الإساءة تلحقني من حيث لا أدري، وهذا ما يجعلني يوميا أفكر في ترك عملي، لكي لي أسرة أنا مسؤولة عنها، ولا أريد أن أضيعهم بسبب هؤلاء الأشخاص، لكني حقا تعبت، فكل ما أريد أن أهنأ في حياتي وأنجح في عملي وأحقق ذاتي، فلماذا أتعرض لكل هذا؟ هل لأنني طيبة..؟ أم لقلة حيلتي..؟ أنيروني أريد النصيحة

أختكم هاجر من الغرب

 الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد:

وعليكم السلام ورحمة الله، مرحبا بك أخيتي، وأتمنى من الله التوفيق في الرد عليك، أتفهمت موقفك، فليس من السهل أن نفقد راحتنا في مكان نقضي فيه معظم وقت يومنا، لكن هوني عليك، فليس كل ما يحصل معنا يحتاج أن نتوقف عنده وأن نستنزف طاقة كبيرة من أجله.

عزيزتي، إن بيئة العمل هي أكثر بيئة يمارس فيها الإنسان وضوحه الفكري، سواءً تصالحه مع ذاته أو مضايقته للآخرين، فعليك مجاهدة النفس، والتغاضي عن إساءات من حولك في أي مكان، وتقديم الخلق الرفيع بدلا من ردود الأفعال غير المجدية، والتي تضطرك للنزول إلى مستوى المسيئ لك، لأن إذا انشغلت بالتدقيق في كل كلمة قيلت أو في كل موقف يحصل، والردّ على من عاداك فأحسن الله عزاءك في صحتك وراحتك ونومك ودينك، بل وستصيبك الأوهام بأن الجميع ضدك، ما يجعلك أنت وبطريقة لا إرادية تتصرفين بأسلوب ينفر منه الآخرون، لذا حاولي أن تمارسي سياسة التغافل أحيانا، لتنعمي أنت براحة البال، يكفي أنك فتاة مسؤولة بارة بوالديك وهذا ما احترمته كثيرا فيك، فكري جيدا، وأحسني التصرف، ولابد أن ينصفك الله، وكل التوفيق أتمناه لك.