إعــــلانات

لماذا لم ينته العالم يوم 21 ديسمبر 2012؟

لماذا لم  ينته العالم يوم 21  ديسمبر 2012؟

العالم لم تكن نهايته يوم أمس الجمعة، الكثيرون عاشوا في حالة من القلق، الكثيرون أيضا حققوا أرباحا اقتصاديا هائلة من ذلك اليوم الذي قرر فيه البعض الاستجمام والاستمتاع باليوم “الأخير”.

في ظهيرة اليوم المفترض لنهاية العالم كانت شمس حارقة تغمر بأشعتها حشدا من المستجمين على شاطئ البحر في مدينة تولوم المكسيكية. والتفت احدهم الى زائر ناقلا اليه البديهة التي لا مراء فيها دون أي أثر لعذاب دينوني في لهجته. وقال السائح البريطاني جيمس ميتشل الذي كان يعتزم توديع العالم بعب الكحول في حانة مكسيكية “ها نحن ما زلنا هنا. ولكن ثمة غرابة في ان يكون المرء هنا على موعد مع ارقام”. 

وكان الموعد الذي يعنيه ميتشل هو 12.12.21 الذي ظهر وليد قراءة خاطئة عممتها الانترنت لتقويم أعده شعب المايا ذو الحضارة القديمة. ونتيجة لهذا الخطأ ظن كثيرون ان نهاية العالم أذنت.

وكانت وكالة الفضاء الاميركية والفاتيكان ومعهد الآثار المكسيكي ومعهد سمثسونيان وحكومات دول مثل الصين وروسيا وفرنسا حيث اتسمت الهستيريا بانتشار متميز ، كلها اعلنت ان هذا سوء فهم من شأنه ان يجعل اليوم الموعود أم كل الأكاذيب حتى الآن. 

فالموعد ، الى جانب تأشيره أبعد مسافة في السنة بين الكرة الأرضية والشمس، كان يعني ايضا نهاية دورة طولها 5125 سنة أو نهاية الباكتون الثالث عشر وبداية باكتون جديد ، بحسب تفسير العلماء لتقويم حضارة المايا. وفي الواقع ان علماء الآثار المكسيكيين ليسوا متأكدين مما إذا كانت الدورة انتهت فعلا يوم الجمعة أو ستنتهي في غضون أيام أُخر. 

ولكن النبوءة اكتسبت حياة خاصة بها وأطلقت حملات سياحية واسعة في المكسيك وغواتيمالا ، بوصفهما البلدين اللذين يشكلان مهد حضارة المايا ، ويسعيان ، بالصدفة ، الى تحسين صورتهما التي لطختها اعمال العنف. 

وأُقيمت احتفالات بين خرائب حضارة المايا وفي مواقع أثرية أخرى لمناسبة بزوغ فجر حقبة جديدة وانتهاء حقبة بدلا من انهيارها. 

وقال كارلوس زينديجاس ، وهو طبيب ساحر وصاحب مطعم معروف بلقب تشارلي قاد احتفال عشرات من اتباع “العصر الجديد” في خرائب مويل المكسيكية يوم الجمعة “انه يوم خاص بسبب التاريخ وتقويم حضارة المايا”. ثم عطَّ المكان برائحة البخور وتصاعدت فيه اصوات الصناجات والطبول والغناء حين بدأ الاحتفال بقيادة الطبيب الساحر. 

وقال احد المحتفلين لصحيفة نيويورك تايمز “ان في هذا اليوم وهذا الوقت ، الحادي والعشرين ، يلتقي الماضي والمستقبل ومن هنا قوته الفائقة”. 

ولكن احفاد حضارة المايا من المواطنين الاعتياديين استقبلوا هذا اليوم بعدم اكتراث فيما أقامت الأعداد المتناقصة من الذين ما زالوا يقيمون طقوسا غابرة القدم ، احتفالات مغلقة اقتصرت عليهم. وقال موظفون يعملون في موقع مويل الأثري ان بعض الكهنة أقاموا طقوسا في الفجر وسط الأحراش المحيطة بالموقع قبل ان يستيقظ السياح بساعات. 

وقالت منظمة اوكسلالجوج آجبوب المعنية بحضارة المايا في غواتيمالا انها تشجب تحويل المناسبة الى تجارة ولكن احتفالا كبيرا أُقيم فجر الجمعة في موقع تيكال الأثري في غواتيمالا لتسليط الضوء على حضارة المايا. 

وكان بعض الأشخاص مثل لورديس ماسيال التي حضرت من الارجنتين توافدوا على تولوم المكسيكية لا ليكونوا شهودا على نهاية العالم بل لأنهم يعتقدون انه موقع روحاني وآخر مدينة شيدها وسكنها شعب المايا. وتستدرج آثار المدينة التي يقع بعضها على شاطئ مفتوح للمستجمين ، آلاف الزوار. 

وقالت ماسيال “ان الإيمان بنهاية العالم سخافة وما هو حقيقي الطاقة المنبعثة هنا وفي انحاء العالم”. واضافت ضاحكة “وهي ما زالت تنبعث”. 

لماذا لم ينته العالم يوم الجمعة 21 ديسمبر 2012؟ 

نشرت وكالة الفضاء الاميركية “ناسا” سلسلة من أشرطة الفيديو على يوتيوب ومدونات كثيرة على موقعها الالكتروني تفند التكهنات المرتبطة بتقويم شعب المايا ونهاية العالم في هذا اليوم. 

وكان من المقرر بث احد هذه الأشرطة في 22 ديسبمر ، بعد يوم على “يوم الدينونة” ولكن “ناسا” كانت واثقة من ان العالم لن ينتهي حتى انها نشرت الفيديو في 11 ديسمبر ، قبل أكثر من اسبوع على موعد قيام الساعة. 

ويبدأ الشريط بعبارة “22 ديسمبر 2012. إذا كنتم تشاهدون هذا الشريط فهو يعني شيئا واحدا. ان العالم لم ينته يوم أمس”. وتمضي الوكالة موضحة ان تقويم حضارة المايا لا يختلف عن التقويم الذي نستخدمه اليوم. وقالت “مثلما ان التقويم المعلق على حائط مطبخكم لا يتوقف بعد 31 ديسمبر فان تقويم المايا لا يتوقف في 21 ديسمبر 2012 بل ان هذا التاريخ يؤشر نهاية قرن المايا المديد ولكن مثلما يبدأ تقويمكم في 1 جانفي فان حقبة مديدة أخرى تبدأ في تقويم المايا”. 

وفي اشرطة فيديو أحدث عهدا يطمئن العالم المختص بالبيولوجيا الفلكية في وكالة الفضاء الاميركية ديفيد موريسون الناس بدحض الكثير من الشائعات عن نهاية العالم. وكتب موريسون يقول “ان هناك إشاعة على الانترنت بأن ناسا أكدت مجيء ثلاثة ايام من الظلام الدامس الذي سيلف الأرض ابتداء من 22 ديسمبر. حسنا ، ان ناسا لا تقول ذلك ولا أحد قال ذلك. انها فكرة مجنونة أخرى لا أكثر”.  

رابط دائم : https://nhar.tv/TNY8Z
إعــــلانات
إعــــلانات