إعــــلانات

«لم أكفّر أحدا ..والكل يعلم من قاد الجزائر إلى العشرية السوداء»

بقلم موسى.ب
«لم أكفّر أحدا ..والكل يعلم من قاد الجزائر إلى العشرية السوداء»

قال إن جمعية العلماء المسلمين حادت عن منهج ابن باديس.. الشيخ فركوس:

 «الذين انتقدوني استعملوا أسلوب التخويف والإرجاف وتحريض السلطان»

 اجتماع الجزائريين إنما يكون على العقيدة الصحيحة لا على الباطل

تبرّأ، الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس، من تهمة تكفير الجزائريين واتباع الفرق التي اعتبرها خارجة عن دائرة أهل السنة والجماعة في مقاله السابق، وقال إنه لم يقل ذلك وأن العلماء لا يكفّرون حتى الفرق الـ72 التي قال النبي بأنها كلها في النار، وأن من كفرهم فقد خالف الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وأضاف الشيخ بأنه لن يحل أحدا طعن في شخصه ومنهجه وأنه سيكون خصمه يوم القيامة.

وقال الشيخ فركوس ردا على منتقدي مقاله السابق والقائلين بأنه يهدد اجتماع الجزائريين ووحدة صفهم، «إن مصلحة اجتماع الجزائريين إنما تقوم على العقيدة الصحيحة التي جمعت سلفنا الصالح بالإخلاص والمتابعة، لا على طريقة المخالفين المتبعة في الاجتماع والائتلاف ولم الشمل المبنية على دعوة مخالفة للتوحيد والمتابعة، والسائرة على عقائد المتصوفة والمتكلمين المجادلين».

وانتقد فركوس في مقاله كلا من رد عليه، قائلا: «وقد حاولت جادا من خلال النظر في الردود على مقالي السابق، أن أجد انتقادا بنّاء أو اعتراضا مفيدا يحمل بصيصا من نور أو إثارة من علم لعلها تنفعني، لكني لم أجد لهم صفة الصدق خلقا ولا العدل متصفا، ولا الحق منصفا، بل حليفهم الافتراء والادّعاء المجرد من الدليل المفرغ عن الحجة»، مشيرا إلى وصفهم إياه بصفات هم أولى بالاتصاف بها من التكفير والغلو والطغيان والضلال والسفه والغوغائية.

وقال صاحب المقال إن منتقديه قرنوا اسمه بأحداث التسعينات وسفك الدماء واستحلال الأعراض من غير بينة ولا برهان، وهم أعلم بأصحاب هذه الفتنة ومن سعى في خراب البلاد وإفساد العباد، مشيرا إلى أن «الشتيمة والوقيعة والتهجم عند النقاش حيلة العاجز وبضاعة المفلس، لأن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد»، حيث قال إنهم «استعملوا في ذلك أسلوب التخويف والإرجاف وتحريض السلطان تهويلا وتهييجا وتضخيما وتهريجا»، واعتبر ذلك أمرا طبيعيا بسبب المقال الذي آلمهم لأن الصراخ يكون على قدر الألم حسبه.

جمعية العلماء المسلمين شوهت مبادئ ومقومات ومقاصد الجمعية الباديسية

وأكد الشيخ فركوس بأن جمعية العلماء المسلمين التي كانت صاحبة التعبئة في التنديد بمقاله السابق، بأنها أضحت «بين أيدي جمع من الفلاسفة والمتصوفة وأضرابهم من المتحزبين، ومن ينتسب إلى مذهب السلف زورا، يشوهون مبادئها ويعبثون بمقوماتها ويعيثون فيها فسادا، فغيروا معالمها وخطتها وأضاعوا أسسها ومقاصدها، وأخلوا بقواعدها ومناهجها وأدخلوا فيها البدع والعوائد والحوادث ولبسوا على الناس صوت الحق وخنقوه بعويلهم وصيحاتهم..».

وقال «إن الجمعية اليوم أصبحت تخفي مذهب الأشعرية والصوفية لإحياء الأباطيل ونشر الخرافات، حيث سلبوا الجمعية الباديسية جوهرها ومضمونها المتمثل في تقرير التوحيد والاتباع وتقويم الأخلاق على منهج أهل السنة والجماعة القائم على محاربة الشرك والبدع والحوادث، فلم يتركوا للجمعية بمفهومها القديم سوى الاسم من دون محتوى، كما جعلوا المهدي ابن تومرت المتشيع قدوة لهم ودليلا (لبئس ما كانوا يصنعون)».

وعن قول البعض بأن الشيخ فركوس أخطأ واستبق المقام وأنه ما كان عليه أن يقول هذا الكلام في هذا الوقت، وأنه في الواقع كان على أهل السنة والجماعة الرد على أهلِ الخرافة والباطل منذ زمنٍ بعيد قبل استفحال مظاهر الشِّرك والطُّغيان والعودة بالمجتمع إلى باب البدَع والخرافة والسِّحر والشَّعوذة وغيرها، عملًا بسُنَّة التَّدافع؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَوۡلَا دَفُع ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعضَهُم بِبَعضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.

وقدم الشيخ في آخر مقاله أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، مستدلا في ذلك بأقوال العلماء وأصحاب المذاهب، كما بين بطلان عقيدة الأشاعرة وغيرهم من أهل الكلام كما أطلق عليهم، وأكد ذلك بأقوال للإمام مالك في رده على أصحاب الكلام، حيث اعتبر الشيخ بأن الأشعري تاب من الأشعرية التي أيقن بأنها باطلة وفاسدة ولا يجوز نسبتها إليه، بل الأحرى تسميتها بالكلابية.

رابط دائم : https://nhar.tv/S4obC