مؤتمر دولي حول حماية التّراث الثقافي المهدّد بالخطر بأبو ظبي

تحتضن أبوظبي منذ امس الجمعة فعاليات مؤتمر دولي حول “الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر” الذي ترعاه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو).
ويعقد المؤتمر على مدار يومين في إطار مبادرة شراكة دولية دعا إليها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الاماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في شهر نوفمبر الماضي، بهدف حماية التراث الثقافي في مناطق النزاع المسلح. ويشارك الرئيس الفرنسي في المؤتمر الى جانب رئيس وزراء اليونان اليكسيس تسيبراس .
كما يشارك في المؤتمر ممثلون عن أكثر من 40 دولة تشمل جهات حكومية وخاصة تمثل الدول التي تعرضت كنوزها التراثية للتلف أو الفقدان جراء النزاع المسلح والجهات المهتمة بقضايا حماية التراث وأكدت إيرينا بوكوفا مدير عام اليونسكو على الضرورة الملحة لاتخاذ إجراءات فاعلة وعملية لحماية تراث وآثار العالم المهدد بالخطر.
ولفتت بوكوفا، إلى أنّ التّراث الثقافي الذي يتعرّض للدّمار في منطقة الشّرق الأوسط حاليا طالت تبعاته المجتمع الدّولي وقالت نحن في منظّمة اليونسكو بدأنا فعليا في التحرّك على نطاق عالمي من أجل حماية التّراث الإنساني في مناطق الصّراعات. وشدّدت على ضرورة ألا تنفصل عمليّة حماية التّراث عن حماية حياة البشروقالت لا يمكن أن ننتظر أكثر من ذلك ومن هنا سنعمل معا على وضع أسس ثقافية جديدة وتوجّه عالمي لحماية الثقافة والسّلم والأمن الدّوليين .
من جانبه، أكّد جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي في فرنسا على الحاجة للعمل جميعا من أجل تحريك المجتمع الدّولي على المستوى الرسمي والمجتمعي للدفع بجهود حماية التراث الثقافي وترميمه في المناطق التي تهددها الصراعات المسلحة والأنشطة الإرهابية. وأوضح أنّ الهدف من استضافة أبوظبي لهذا المؤتمر هو وضع تدابير عاجلة لإنقاذ التراث العالمي المهدد في المناطق الخطرة ومواجهة الظلامية والبربرية التي تنتجها الحروب في بعض دول المنطقة.
وشهد المؤتمر في يومه الأوّل جلسات نقاش بمشاركة خبراء في مجال حماية التّراث الثقافي قدموا خلالها شرحا توضيحيا للتحديات التي تواجه جهود الحفاظ على التراث الثقافي في مناطق النزاعات المسلحة وعوامل النجاح التي تضمن التغلب عليها. ويستكمل المؤتمر فعاليات اليوم السبت بالتركيز على الأهداف والمخرجات المقترحة من هذه المبادرة علاوة على تبني “ميثاق أبوظبي” الذي سيعتبر بمثابة إقرار بالتزام جميع الأطراف الحاضرة والموقعة على الميثاق بتقديم الدعم فيما يخص حماية التراث الثقافي المهدد بالخطر في المناطق الجغرافية التي تشهد صراعات مدمّرة. كما يتضمّن الميثاق الإلتزام بتقديم الدّعم الضروري لإنشاء صندوق مالي لهذا الغرض.