مالي – الجزائر اليوم بملعب 4 أوت في وڤادوڤو على 20. 00 مساءً
ستكون أنظار الشارع الرياضي الجزائري أمسية اليوم، مشدودة إلى العاصمة البوركيانبية وڤادوڤو وبالضبط إلى ملعب 4 أوت، الذي سيكون على موعد مع احتضان مواجهة هامة عندما يلاقي “الخضر” نظيره منتخب مالي لحساب الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم 2014 للمجموعة الثامنة في رهان يسعى من خلاله المنتخب الجزائري إلى العودة بنتيجة إيجابية، وتأكيد انطلاقته القوية في هذه التصفيات بعد الفوز الكبير المحقق في الجولة الأولى أمام رواندا بملعب مصطفى تشاكر في البليدة، وهو نفس السيناريو الذي تطمح العناصر الوطنية إلى تجسيده خلال هذه الخرجة الهامة، رغم إقرارها بصعوبة المأمورية أمام منافس سيسعى خلال هذه المواجهة إلى الظفر بالنقاط الثلاث لرد الإعتبار لنفسه بعد هزيمته في أولى خرجة له على حساب المنتخب البنيني وهي المعطيات التي تجعل اللقاء يشكل صعوبة كبيرة للطرفين لحسم نقاط هذه الموقعة التي ستحدد نتيجتها بدون شك حظوظ المنتخبين فيما تبقى من مشوار هذه التصفيات، لذا فكل طرف يسعى إلى التفاوض جيدا في هذا اللقاء، وتفادي أية نتيجة سلبية من شأنها أن ترهن حظوظه، لاسيما من جانب منافس “الخضر” الذي سيرفض بدون شك حتى اقتسام الزاد مع “المحاربين” قياسا للبداية المحتشمة التي سجّلها على خلاف أشبال الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش الذين أكدوا نواياهم في الذهاب بعيدا في أولى المباريات.
حليلوزيتش يطالب بالفوز لكن التعادل أمام مالي سيرضيه
وعلى غرار اللقاءات التي خاضها في وقت سابق مع “الخضر”، سواء في الإختبارات الودية أو الرسمية، وكذا لقيمة مواجهة اليوم أمام مالي، فإن الناخب الوطني شدد مجددا على لاعبيه بضرورة توظيف كامل أوراقهم في خرجة وڤادوڤو للعودة بنتيجة إيجابية والحفاظ على هذه الديناميكية، مثلما كشف عنه المدرب البوسني في آخر إطلالة إعلامية له بالجزائر، عندما أكد أن أشباله سوف ينتقلون إلى بوركينافسو من أجل الفوز الذي يراه الخيار الأول لهم، إذا ما أرادوا مواصلة السباق بامتياز، رغم أن حليلوزيتش اعتبر أيضا تحقيق التعادل أمام منافسهم سيكون مكسبا إيجابيا لـ”الخضر”، لاسيما إذا ما نظروا إلى بعض المعطيات والإعتبارات التي تسود هذه المواجهة، والتي أبرزها خصوصا في الظروف المناخية وكذا لقوة المنافس الذي يريد الثأر من هزيمة البنين، ولو أن الظفر بالنقاط الثلاث للتشكيلة الوطنية سيكون أحسن سيناريو لتعبيد الطريق نحو بلوغ المرحلة المقبلة من هذه التصفيات
اللعب في ميدان محايّد سلاحٌ ذو حدّين والضغط سيكون أكثر على الماليين
تشير كل المعطيات، إلى أن التشكيلة الوطنية لها أفضلية نسبية للعودة بنتيجة إيجابية من ملعب وڤادوڤو، طالما أن رفقاء فيغولي سيلعبون في ميدان محايد وخارج ديار منافسهم، وهو ما سيشعرهم بثقة كبيرة في أنفسهم وتفادي الضغط الذي سيفرضه عليهم جمهور منافسهم لو لعبوا في بماكو، أين سيفقدون كامل تركيزهم ربما، لكن هذه القاعدة لا يمكن أن نجسدها في موقعة مالي لأن قضية الملعب يمكن أن تكون سلاحا ذو حدين بالنسبة إلى التشكيلة الوطنية التي تدرك جيدا أن غياب جمهور المنافس من شأنه أن يكون في صالح نسور مالي التي تسعى إلى تحقيق الفوز في غياب أنصارها، فضلا عن أن الضغط سيقل في هذه الحالة عليهم، وهما ما سيجعلهم يخوضون اللقاء بارتياح كبير، رغم ضغط وجوب الحصول على نتيجة إيجابية لمحو إخفاقهم الأول.
”الخضر” تدّربوا أمسية أمس في الملعب الرئيسي وحليلوزيتش جهز 11 محاربا
هذا وقد خاضت التشكيلة الوطنية أمسية أمس، آخر حصة تدريبية لها في الملعب الرئيسي 4 أوت بعد الحصة الأولى التي أجروها الجمعة الفارط مباشرة بعد صولهم إلى مقر إقامتهم، ويكون الناخب الوطني قد وضع خلال الحصة الأخيرة الروتوشات النهائية على معالم التشكيلة الأساسية التي سيراهن عليها خلال لقاء اليوم، وهنا نبرز خصوصا الفصل في أمر مشاركة بعض العناصر التي عادت مؤخرا من الإصابة على غرار بوڤرة وڤديورة وجبور.
الرطوبة هاجس “الخضر” وغيابات بالجملة في صفوف مالي ستخدم الطرف الجزائري
وبالرغم من أن تعداد “الخضر” وضع في كل حساباته الهواجس التي من الممكن أن تعترضهم أثناء مواجهتم للمنافس، إلا أن هذا لم يمنع بعض اللاعبين من التعبير عن تخوفهم من عامل الرطوبة العالية التي تميّز بوركينافسو، لا سيما في هذه الفترة التي تصل إلى حدود 60 درجة، وهذا على خلاف الحرارة التي لا تشكل عائقا لهم طالما أن معدلها يصل إلى حدود 32 درجة فقط. في المقابل، تخوف العناصر الوطنية من الظروف المناخية السائدة، قابلها ارتياح من الطاقم الفني لـ”الخضر” الذي سيسعى إلى استغلال بعض المعطيات للإطاحة بمالي الذي سيفتقد لأكثر من أربع عناصر أساسية في مواجهة اليوم، ويتعلق الأمر بكل من سامبا دياكيتي عبد اللاي مايغا، عصمان كوليبالي، وتراوري وهو ما قد يستغله رفقاء مبولحي لصالحهم ولو أن مالي يملك بدائل عديدة لتعويض هذه النقائص.