ما قدّمناه للثورة الجزائرية ساهم في وصولك إلى منصبك يا بيراف

إذا كان مسؤولو الجبهة يجمعون 200 شخص في خطاباتهم… فنحن كنا نجمع 50 ألف متفرج في مبارياتنا
استنكر عبد الحميد زوبا، لاعب فريق جبهة التحرير الوطني، تصريحات رئيس اللجنة الأولمبية مصطفى بيراف لـ«النهار»، والتي قال فيها إن لاعبي جبهة التحرير لم يقدموا شيئا للرياضة الجزائرية حتى يكرموا بمناسبة احتفالية خمسينية تأسيس اللجنة الأولمبية التي جرت الإثنين الماضي بفندق «هيلتون»، وقال زوبا في تصريح خص به «النهار» أمس: «من ناحية النتائج، بيراف عندو الحق ما ربحنا حتى واحد، ما جبناش ألقاب، لكننا مددنا المساعدة إلى الجزائر بالحضور وبالتجنيد، فنحن رمز للوطنية، فثلاثون لاعبا مالوا لفريق جبهة التحرير الوطني في 1958، وتركنا الفرق التي كنا فيها من أجل العلم الوطني»، مشيرا إلى أن تأسيس فريق جبهة التحرير يرجع لعدة أسباب، أبرزها أن الفرنسيين والعالم كله كان لابد أن يفهموا بأن هناك ثورة، وأن الشعب وراء هذه الثورة وهذا الفريق، وقال: «كنا لا بأس علينا من الناحية الاجتماعية، كنا نخلصو مليح مع فرقنا، خلينا كل شيء وتبعنا الجبهة، هذا المنتخب حاب يبيّن للعالم مستوى هاذ الفريق، حتى يفهم الجميع أن الجزائر كانت حرة كشعب وكدولة بفضل فريق الأفلان ».
«تألقنا سمح لساسة الجبهة بتمرير رسائل عديدة للعالم بعيدا عن الرياضية»
وواصل محدثنا الدفاع عن الدور الكبير الذي قامت به تشكيلة جبهة التحرير آنذاك، مؤكدا أن دورهم الفعال أكبر بكثير من النتائج والاستحقاقات والألقاب التي حققها جيل ما بعد الاستقلال، وقال في هذا الصدد: «تألقنا في عواصم العالم أثناء المباريات التي لعبناها، سمح للمسؤولين عن جبهة التحرير، بتمرير عدة رسائل وقضايا أخرى للعالم، ووصل صوت الثورة إلى جميع أنحاء العالم، وبعيدا عن الرياضية، كان ساسة الجبهة يبعثون تقارير إلى الحكومة المؤقتة التي كانت في تونس (GPRA)، واستغلت تألقنا في وقت صعب للحديث عن أمور أخرى من بينها الأدوية، الانتخابات، والجنود المصابين وهذا هو اللقب الحقيقي بالنسبة لنا»، مضيفا في السياق ذاته: «هنا أوجه رسالة إلى بيراف وأقول له إن تضحياتنا وتضحية المجاهدين والشهداء أوصلوك اليوم إلى رئاسة اللجنة الأولمبية، ولولانا لما حصد نور الدين مرسلي والبقية الألقاب».
«فرحات عباس قال لنا قدمتم الثورة بـ10 سنوات… وهذا ما قاله لنا رئيس الجمعية الوطنية ليوغوسلافيا خلال مأدبة عشاء»
وبالحديث عن الصدى الكبير الذي وجده فريق «الأفلان» إبان الثورة الجزائرية، قال زوبا إن الشهيد فرحات بوسعد قال لهم في أحد الأيام إنهم تمكنوا من تقديم الثورة الجزائرية بعشر سنوات بفضل أدائهم الكبير، وجولاتهم العديدة عبر ملاعب المعمورة، مضيفا: «الأوروبيون كانوا يطالبون برؤيتنا نلعب في كل مرة، وأتذكر أن رئيس الجمعية الوطنية ليوغوسلافيا قال لنا خلال مأدبة عشاء، إذا كنتم تلعبون بهذه الطريقة، فلابد أن يكون عندكم رجال يقودون البلاد بحكمة، لأن فرنسا كانت تصف الثوار آنذاك بالأميين… وما يقدروش يقودو لبلاد، لقد حاولت فرنسا أن تبقي المشكل الجزائري داخليا»، موضحا أن الجبهة جعلته عالميا بفضل فريق «الأفالان» وقال في هذا الصدد: «إذا كان الرجل السياسي يجمع 200 شخص في خطابه، فنحن كنا نجلب 50 ألف متفرج في لقاءاتنا، ناهيك عن الجرائد التي كانت تتكلم عنا مع جعل الثورة الجزائرية عالمية».