إعــــلانات

متعصبون يبتدعون صلاة التراويح في أيام الصابرين

متعصبون يبتدعون صلاة التراويح في  أيام  الصابرين

يذهب بعض المتطرفين

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}

والمتعصبين في الدين بالجزائر إلى أداء صلاة التراويح خلال صيام سنة الست من شوال، حيث تلقت ”النهار” اتصالات شرحت كيفية اتفاق تأدية صلاة التراويح وسط بعض الشباب، إذ أنهم يتفقون على صيام أيام معينة في شهر شوال بغرض قيام لياليها في جماعة بنية التراويح، الأمر الذي اعتبره الدعاة وأئمة المساجد بدعة وغلوا في الدين.

ويصوم معظم الجزائريين سنة الست من شوال بداية من اليوم الثاني من عيد الفطر، معجلين بذلك في تأدية السنة، كما يجبر بعض الأولياء أبناءهم على صيامها اعتقادا منهم بوجوبها فضلا عن أولائك الذين يصلون التراويح فيها، فيما تصوم عائلات بجميع أفرادها بداية من اليوم الثاني معيدين بذلك أجواء رمضان، ومقصرين في عمر العيد الذي يعد فرصة للتراحم وزيارة الأقارب.ويجهد بعضهم نفسه لأجل صيام أيام ”الصابرين” بنية وجوبها وأنها أفضل عند الله من السنن الأخرى التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث ذهب الإمام مالك بكراهتها لما كان من أمر بعض الجهال الذين ألحقوها برمضان وقالوا بأن رمضان 36 يوما، وأنه لا يصح رمضان إذا لم يلحق بست من شوال.وقال محدثو ”النهار” أن أولائك الذين يؤدون صلاة التراويح للأيام الست من شوال يجمعون سلفا على صيام أيام معينة، حتى يتسنى لهم القيام في جماعة بنية التراويح وذلك على مستوى بعض المصليات وكذا بالبيوت، مما يجعلهم يفكرون بوجوب صيام الست من شوال والوقوع فيما تخوف منه الإمام مالك حين قال بكراهتها، بخصوص هذه الشريحة حتى لا يدخلوا على الدين ما ليس فيه، إذ قال الإمام مالك بذلك تبعا لقاعدة سد الذرائع.

الشرع لا يمنع صيام اليوم الثاني من عيد الفطر وتركه يدخل في الآداب العامة

الشيخ شيبان: قيام الليل بنية التراويح أيام صيام ”الصابرين” بدعة وغلو في الدين

اعتبر الشيخ، عبد الرحمان شيبان، رئيس جمعية العلماء المسلمين صلاة التراويح خلال صيام الست من شوال بدعة وظلالة، وقال أنه لا يجوز قيام الليل جماعة بعد رمضان بنية التراويح، لأن صلاة التراويح ثابتة في رمضان فقط ومن صلاها في غير رمضان فقد ابتدع في الدين ما ليس فيه.وقال الشيخ، شيبان، في اتصال مع ”النهار” أمس، أن صيام الست من شوال سنة يستحب صيامها لما فيها من أجر، وأكد أن الشرع لم يحدد صيامها في أيام معينة وإنما صيامها جائز في كل أيام شهر شوال بداية من اليوم الثاني لشهر شوال، كما قال الشيخ شيبان بأن صيام اليوم الثاني من عيد الفطر ليس مخالفا للشرع، ولكن الأمر يتعلق بالآداب العامة وأفضلية استقبال الضيوف ومشاركتهم الطعام.وأضاف الشيخ، شيبان، أنه لا يجوز إكراه الأبناء على صيام سنة الست من شوال وينبغي دعوتهم إليها بالحسنى، وتحبيب السنة إلى قلوبهم بدل إجبارهم على فعلها فينفرون منها بعد ذلك، وأن صيامها سنة ولا يجوز الاعتقاد بوجوبها فيشق الإنسان على نفسه لإدراكها.

تعجل في نهاية العيد وقطع الزيارات بين الأقارب

الشيخ شمس الدين لـ”النهار”: يفضل إعطاء العيد وأيام ”الصابرين” لهم شهرا كاملا

يفضل أغلب الجزائريين بدء صيام سنة الست من شوال ”أيام الصابرين” في اليوم الثاني من عيد الفطر، ويصومها البعض بنية وجوبها مع إجبار الأبناء على صيامها، فيما يذهب البعض الآخر إلى إلحاقها برمضان وتأدية صلاة التراويح فيها بالبيوت والمصليات، الشيء الذي جعل الإمام مالك يقول بكراهتها حسب ما قاله الشيخ شمس الدين في حوار مع ”النهار” أمس.

”النهار”: هل يجوز صيام اليوم الثاني من عيد الفطر في إطار صيام الست من شوال مع العلم أن الزيارات وصلة الأرحام فيه لازالت متواصلة؟

شمس الدين: يفضل عدم الصيام بداية من اليوم الثاني بغرض استقبال الضيوف وزيارة الأهل حتى يتمكن أهل البيت من مشاركة ضيوفهم المأكولات والمشروبات، إذ لا يعقل صيام أهل البيت كلهم كما يحدث في بعض العائلات وترك الضيف وحيدا على المائدة.

ما حكم إجبار الأبناء على صيام أيام ”الصابرين” الست من شوال  مع الاعتقاد بوجوبها؟

لا يجوز إجبار الأبناء على صيامها حتى لو لم يكن يعتقد بوجوبها والاعتقاد بوجوب صيام الست من شوال حرام، وهو الأمر الذي استند إليه الإمام مالك في قوله بكراهة صيام الست من شوال، حيث تخوف من اعتقاد الجاهلين بأمور دينهم بوجوبها وهناك من ألحقها برمضان ويعتقد بأن رمضان لا يصح من دونها.

بعض الجزائريين يصومنها رغم أنه يجهد نفسه في ذلك كأن يكون مريضا أو مسافرا فما الحكم في ذلك؟

إن الله يحب أن يؤخذ برخصه كما يحب أن يؤخذ بعزائمه ولهذا فإجهاد النفس وتحميلها ما لا تطيقه مخالف للشرع، فقد رخص الله لهؤلاء عدم الصيام حتى في شهر رمضان الذي هو فرض فكيف بأيام الست من شوال التي هي سنة، والأخذ برخص الله قربة له أيضا وإذا صلى الإنسان هذه الأيام مع إجهاد النفس والاعتقاد بوجوبها فقد ارتكب إثما بدل الحصول على الأجر.

إن بعض الأشخاص يتفقون على الأيام التي يصومون فيها بغرض الاجتماع وقيام الليل بنية التراويح لأيام الست من شوال فما حكم الشرع في هذا؟

لا حرج في تحديد أيام الصيام بين جماعة معينة بغرض التعاون وكذا القيام في جماعة داخل البيوت، ما لم تكن بنية تأدية صلاة التراويح لأن التراويح تكون في رمضان فقط وبالمسجد، أما القيام ففي سائر الأيام ولكن بالبيوت ولا حرج في أن يكون القيام جماعة.

هل يفضل صيام الست من شوال دفعة واحدة أم التفريق بينها وهل الأفضل التعجيل بها أم تأخيرها من يوم عيد الفطر؟

يجوز صيامها دفعة واحدة كما يجوز صيامها متفرقة إضافة إلى جواز تقديمها وتأخيرها على حد سواء مع أفضلية الأخذ برخص الله عز وجل في عدم إجهاد النفس، كأن يعتقد الفرد أن عليه صيامها متتابعة فيشق على نفسه في ذلك.

 عبد الكريم رقيق الإمام السابق لمسجد الأمير عبد القادر لـ”النهار”:

وصل 6 أيام من شوال أو صيامهم متابعة مع شهر رمضان مكروه حسب المذهب المالكي

بعد اللغط والكلام الكثير الذي أثير حول قضية إتباع صيام شهر رمضان بـ6 أيام من شوال أو ما يعرف بأيام ”الصابرين” بين عدد من متتبعي نهج بعض التيارات والمذاهب الفكرية والإسلامية، سيما وأن المتشددين أفتوا بأن صيامها فرض على المسلم والمسلمة. اتصلنا بالشيخ ”عبد الكريم رقيق” الإمام السابق لمسجد الأمير عبد القادروالحالي بمسجد أبو حنيفة ببوجنانة بقسنطينة، فأفادنا بأن صيام 6 أيام من شوال هي سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم نزولا عند قوله ”من صام رمضان وأتبعه بستة من شوال كأنه صام الدهر كله”، حيث كانت لنا دردشة متواضعة مع الشيخ عبد الكريم رقيق طرحنا خلالها عدد من التساؤلات والنقاط التي لا تزال محل جدال فكانت توضيحاته كالآتي:

المذهب المالكي يرى بأنه من غير المستحب بداية الصيام من اليوم الثاني من عيد الفطر المبارك، هل من توضيحات؟

يكره الإمام مالك وصل 6 أيام من شوال أو صيامهم متابعة مع شهر رمضان خوفا من اعتقاد المسلمين أنهم فرض على غرار صيام شهر رمضان الكريم، وهي الفتوى التي عمل بها أجيال المسلمين المتعاقبين منذ القرن الثاني الهجري، وبما أن المذهب الذي نتبعه نحن الجزائريين هو المذهب المالكي وجب علينا اتباع قواعده والأخذ بحذافيرها.

هناك متشددون أصبحوا يدعون لصيام ”الصابرين” بداية من اليوم الثاني للعيد على أساس أنها فرض على المسلمين، ما رأيكم؟

يقال أن السنة التي ينظر لها على أساس أنها فرض تدخل في إطار البدعة، وجعل شأن صيام 6 أيام من شهر شوال بنفس شأن صيام شهر رمضان هو خطأ كبير، حيث أنه من المستحب صيام المسلمين للستة أيام في خاصية أنفسهم  سرا ونحن نعلم أن ثاني أيام العيد لا تزال فيه العائلات تقوم بزيارة الأهل و الأقارب فمن غير المعقول زيارة الأهل  وعدم قبول تذوق الحلوة.

بحديثنا عن صلة الرحم في العيد ما قولكم عن الإحراج الذي يسببه الصيام في ثاني أيام العيد خلال زيارة الأهل؟

هو أمر مخالف للسنة، حيث أن الرسول حث على تفريق الـ6 أيام من شوال خلال الأسابيع الموالية للشهر الفضيل، سيما وأن المسلم  يكون قد تعود على الصيام خلال شهر رمضان، وبالرجوع إلى  أعراف مجتمعاتنا الإسلامية من الأفضل إعطاء حق الزيارة لهذه الأيام، حيث في معنى حديث سيد الخلق يقول ”إذا دعاك أخوك  فافطر وإن لم تستطع فادع له”، حيث أن الرسول أسبق الإفطار وإجابة الدعوة على الصيام.

رئيس قسم الجانب الفقهي في جمعية العلماء المسلمين لـ ”النهار”:

سنة ”الصابرين” كباقي السنن ولا يجوز الاعتقاد بوجوبها وإنزالها منزلة الفريضة

‘النهار”: هل يجوز صيام اليوم الثاني من أيام عيد الفطر المبارك في إطار صيام سنة الست من شوال؟

بيرم عبد الحق: لا حرج في الشرع من صيام اليوم الثاني من عيد الفطر لكن من الأفضل تركه والتفرغ لاستقبال الضيوف الذين يحضرون لزيارة الأهل والأقارب، لأنه من السنة إكرام الضيف وكذلك الاستجابة إذا دعاك أخوك إلى طعام أو شراب  لا يمكن أن يكرم المرء ضيفه إذا لم يشاركه في طعامه، كما أنه ليس من اللائق زيارة الأهل في اليوم الثاني من عيد الفطر والامتناع عن الأكل بحجة الصيام.

ما حكم الشرع في الإجماع على الصيام من طرف عدد من الأشخاص بحجة الصلاة ليلا في جماعة بنية التراويح؟

يجوز الاتفاق على الصيام بين جماعة ما بغرض الاجتماع على مائدة الإفطار أو أن يدعو الواحد أصدقاءه، لكن لا يجوز قيام الليل في جماعة، خاصة إذا كان الأمر بنية التراويح أو تخصيص أيام من شوال دون غيرها فهذا مما لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو بدعة واستحداث ما لم يأمر به النبي.

هل سنة صيام ست من شوال أعظم عند الله من السنن الأخرى التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى يجمع عليها الجزائريون هذا الإجماع؟

سنة صيام الست من شوال كباقي السنن الأخرى ومنها ما هو أعظم منها في الأجر حسب الأحاديث المحددة لأجر السنن، وهذا لا يعني أنها ليست سنة عظيمة ينبغي الأخذ بها ثم إنه لكل سنة فضل ومكانة.

بما أننا نحن الجزائريون نسير وفق المذهب المالكي فلماذا لا نأخذ برأيه في كراهة صيام الست من شوال؟

الإمام مالك لم ينف سنة صيام الست من شوال إلا أنه ذكر العلة لإبعادها وكان ذلك من باب سد الذريعة التي يأخذ بها الكثيرين في إلحاقها برمضان، ولا حرج في صيامها مع الاعتقاد بأنها سنة كباقي السنن الأخرى التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

في تصريحات خارجة عن المألوف واعترافات بعيدة عن الميدان

وزراء يتباهون بصيام أيام الصابرين وآخرون يعتبرونها أمورا شخصية

وزراء اعتادوا على تصريحات تدخل في الإطار المألوف، كل حسب قطاعه، لكن عندما يتعلق الأمر بتصريحات ”بعيدة عن الميدان” وتتعلق بأمور الدنيا والدين، يعد ذلك بمثابة إحراج لهم وبمثابة رغبة في التوغل في أمورهم الشخصية بالنسبة لغالبيتهم وكأن صوم أيام الصابرين هو أحد أركان الإسلام وفريضة على كل مسلم ومسلمة من العيب الإفصاح في الامتناع عن أدائها، لتبقى فئة قليلة منهم لا تكاد تعد على أصابع اليد يتأكد من تصريحاتها على أنها تميز بين الفرض والسنة وتعرب عن سعادتها عند التطرق إلى الأمور الخارجة عن مبنى الوزارة ومتاعبها… هذا هو حال وزراء أويحيى…!

قال إنه لم يتمكن من أداء صلاة العيد لدواعي أمنية

شريف عباس: نصوم الصابرين ونحب ناكل شريبة وحاجة خفيفة

محمد شريف عباس وزير المجاهدين، سألناه عن ما إذا كان يؤدي سنة من سنن رسول الله، وهي صيام أيام الصابرين، فأعرب عن فرحته بذلك رغم أنه لم يكن يتوقع أن سبب الاتصال هو من أجل الخروج عن المألوف والرسميات… وراح يقول ”راني صايم وإن شاء الله ربي يقبل صيامي… علابالكم أنا بديت نصوم أيام الصابرين من النهار اللي وليت فيه راجل راشد ومازالني حتى الآن نصوم كل عام”. إعجاب الوزير بالموضوع محل الطرح، تركه يواصل سرد قصته مع صيام أيام الصابرين دون أي حرج أو عقدة، حيث تعود على أداء هذه السنة بأمر من والده أحد خريجي جامعة الزيتونة، فالمستوى العلمي والثقافي للوالد -رحمه الله- أهله لأن يكون إماما ومدرسا للقرآن، مرشدا دينيا ومفتيا، لذلك فجميع أفراد العائلة كبيرا وصغيرا متشبعون بالأمور الدينية، وبالتالي كلهم يصومون أيام الصابرين بدءا من الزوجة الفاضلة إلى غاية أصغر فرد في العائلة من حيث السن.وعن الأكلة التي يفضلها، محمد شريف عباس، حول ما إذا كانت مماثلة بالضرورة للأكلة التي تعود عليها خلال شهر رمضان، قال الوزير بأنها ليست بالضرورة أن تكون كذلك وإنما أفضل أكل ”شريبة كالعادة ومعاها وجبة خفيفة.. كما أنني أتجنب أكل الكثير من الحلويات.. وهذا ماكان”.بعيدا عن أيام الصابرين، سألنا الوزير عن تأديته للمكان الذي أدى فيه صلاة عيد الفطر المبارك، فكان رده ” ما صليتش هذا العيد على خاطر ماكنتش في العاصمة، والظروف الأمنية ماسمحتليش باه نصلي”.

نور الدين موسى ”كيفاش تهدرولي على الصابرين وأنا في الأيام نورمال مكانش الوقت باه نفطر”

نورالدين موسى، وزير السكن والعمران، لم يسعفنا الحظ في بادئ الأمر الاتصال به، لكنه فور عودته إلى المكتب عاود الاتصال بنا واضعا في الحسبان أن الأمر مستعجل، لكن فور معرفته بأن سبب الاتصال هو من أجل معرفة صيام الوزير لأيام الصابرين، انفجر ضاحكا، وقال ”شوفي أنا في الأيام نورمال ماعنديش الوقت باه نفطر، كيفاش تهدريلي على الصابرين… والله غير عجب”، أصرينا على الوزير لإفادتنا بالمزيد من التفاصيل، ولكنه رفض وقال ”ما نقولكش هذا أمر شخصي وصح عيدك للمرة الثانية”.

خليدة تومي ”هذا أمر شخصي وشوفو سيدي موسى يجاوبكم”

خليدة تومي، وزيرة الثقافة، لم نتمكن في بادئ الأمر من تحديد المغزى من الاتصال الذي أجرته معها ”النهار”، لأنها غمرتنا بوابل من تهاني العيد دون توقف ”صح عيدك، وعيد العايلة ديالك، في حياتك وحياة مواليك، وحياة الشعب الجزايري كامل”، لنقاطعها ونسألها عن صيامها لأيام الصابرين، لترد ”شوفي أنا ما نجاوبكش على هذا الشي، وشوفي سيدي موسى المستشار ديالي هو اللي يجاوبك”… رد الوزيرة يؤكد أنه حتى أمورها الشخصية أوكلت مهمة الإفصاح عنها من عدمها لمستشارها، وليست فقط المهنية.. غريب أمر وزيرتنا…!

عبد المالك سلال ”نصوم الصابرين كما تكونش عندي خدمة، وهذا العام ما صمتش”

عبد المالك سلال، وزير الموارد المائية، تعود على التصريحات الخارجة عن المألوف لـ”النهار”، حيث لم يبد استغرابه من السؤال الذي طرح عليه، وراح يقول عن قصته مع صوم أيام الصابرين ”شوفي مرانيش في الجزائر، وما نيش صايم أيام الصابرين”، وعن تعوده على أداء هذه السنة المستحبة، أضاف ”شوفي أنا نصوم الصابرين كي تسمحلي الظروف… يتسما كما تكونش عندي خدمة كبيرة نتكل على ربي… بصح كي تكون عندي خدمة الله غالب ما ننجمش نصوم”.

حميد بصالح ”من واجبي نصوم الصابرين”

حميد بصالح، وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، بمجرد ما سألناه عن صيامه لأيام الصابرين، انفجر ضاحكا، وقال لم أكن أتوقع هذا السؤال إطلاقا، ليرفض فيما بعد الرد عن السؤال لأنه أمر شخصي، وبعد إلحاح منا، قال ”علابالك  أيام الصابرين من واجبي نصومهم” ليتوقف فجأة عن مواصلة تصريحه. ويؤكد ” آنستي المحترمة، هذا أمر شخصي وماشي من حقي نقولك عليه يعطيك الصحة”.

يحيى دوري المكلف بدائرة التعليم القرآني على مستوى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف يؤكد لـ”النهار”: ”

صيام الست من شوال ليس فرضا ومن صام في اليوم الثاني للعيد صيامه صحيح وجائز”

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}

أكد الأستاذ، يحيى دوري، المكلف بدائرة التعليم القرآني على مستوى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أن صيام ست أيام من شوال ليس فرضا بل هو سنة عن الرسول عليه الصلاة والسلام حسب قوله ”من صام رمضان ثم اتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر”، مضيفا أنه من شرع في صيامها بدءا من اليوم الثاني لعيد الفطر ليس حراما بما أن الأصل يحرم الصيام في اليوم الأول من العيد فقط، وبالتالي فإن صيامه صحيح وجائز وله كل الثواب لكن يستحسن أن يؤجل الصيام إلى ما بعد اليوم الثاني من شوال لأنه عيد وهو فرصة لتبادل الزيارات وصلة الرحم. كما أردف الأستاذ دوري في سياق متصل، أن  صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله، منوها في ذات الوقت أنه لا يشترط صيام هذه الأيام بشكل متتابع أو بشكل مباشر بعد نهاية شهر رمضان الفضيل، حيث إن الأئمة المنضوين تحت لواء المذهب المالكي اعتبروا أمر الصيام الست أيام الأولى من شوال ليس فرضا ومن يرى غير ذلك فإنها مخالفة للشرع، بما أن الرسول لم يحدد زمن صيامها في شهر شوال بل ترك الحرية للمسلمين لنيل ثواب هذه السنة على مدار الشهر كاملا. وفي الأخير أشار المكلف بدائرة التعليم القرآني على مستوى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أن فضل صيام ست أيام من شوال عظيم جدا.

الجزائريون يعتبرونها تكملة للشهر الكريم

رمضان لم ينقض..إلى غاية صيام أيام الصابرين

”أنا أواظب على صيام الصابرين كل سنة.. صيام الصابرين بين أهل بيتي أمر محسوم خاصة بالنسبة لي.. تحافظمائدةالمنزل على نفس أطباقها الرمضانية.. بالكاد أستطيع صوم رمضان فكيف أصوم شوال.. الصيام لله ولا يجوز البوحبه”.. هي تصريحات لمواطنين باختلاف أعمارهم  ممن تمكنت ”النهار” من الوصول إليهم صبيحة ثالث أيام العيدواستطلعتآراءهم حول صيام أيام ”الصابرين” أي صيام الستة أيام من شهر شوال وما يحيط بذلك من أجواء مشابهةلأجواءرمضان. 

لا حرج في صيام ثاني أيام العيد…

توجهنا صباحا إلى حي باب الواد بالعاصمة وعلى عكس أيام رمضان فقد كانت الشوارع عامرة بالمارة بشكل يوحيبأنالشهر الفضيل قد انقضى وما هي إلا أيام حتى تعود الحياة اليومية إلى سابق عهدها، توقفنا إلى جانب أحد الأسواقولفتنظرنا مباشرة جماعة من الشيوخ يتبادلون أطراف الحديث، قصدناهم مباشرة وسألنا واحدا منهم وهو شيخ فيالسبعيناتمن عمره بخصوص أيام الصابرين

وإن كان صائما أم لا، فرد مباشرة بأنه صائم بالطبع، قائلا بأنه يواظب على صيام الصابرين كل سنة وأنه يبدأالصياممباشرة بعد يوم العيد ويتم ذلك بشكل متواصل دون انقطاع لأنه يعتاد على الصيام طوال رمضان، وبالتالي فإنالصياممباشرة بعد يوم العيد يساعده على ذلك.

وعندما قلنا له أن صيام اليوم الثاني من العيد قد يمنعه من استقبال مرح لضيوفه عبر الشيخ عن ذلك بكل جدية أنه لايعيراهتماما لأي أحد عندما يتعلق الأمر بصيام الصابرين، مضيفا بأن ضيوفه اعتادوا على صيامه مثلهم مثل أهل بيته.

وقال أحد الشيوخ الذي كان هادئا جدا في كلامه، أنه اعتاد صيام الصابرين منذ صغره، غير أنه يفضل توزيع أيامالصيامعلى طول شهر شوال لأن رمضان أتعبه قليلا وقد يؤدي به الصيام إلى المرض،  وهو ما لا يحبه لا الله ولا عباده،حسبتعبيره.

البعض يمنعه المرض.. والبعض تدفعه الحسنات

أما الشيخ لخضر الذي كان حاضرا بابتسامته العريضة، فقد قال بأنه كان دائم المحافظة على صيام الأيام الستة من شوالأوما يعرف بأيام الصابرين، إلا أن المرض منعه حتى من صيام رمضان وهو ما تحسر عليه كثيرا في حضورنا إلىغايةضرب يديه واحدة على الأخرى.

التقينا بعدها بالحاجة نورة التي كانت تحمل قفة مملوءة بالخضار، فسألناها إن كانت تلك الخضار موجهة إلى إعدادفطورمن صام الصابرين اليوم من أهل بيتها فقالت أن الأمر ليس كذلك ولكن صيام الصابرين بين أهل بيتها أمر محسومخاصة بالنسبة لها، إذ تقول الحاجة نورة بأن أيام الصيام تحافظ الموائد على نفس أطباقها الرمضانية من ”الشربة” إلىالبوراك” وإلى كل ما أمكن تحضيره باعتبار أن الأمر يتعلق بالصيام، وعن القيمة الدينية التي تدور حول صيامالصابرين قالتالحاجة نورة بأن الهدف يبقى دائما نيل المزيد من الحسنات وأن الله يغفر لمن صام تلك الأيام الدهر بأكمله،لذا فما المانعمن الصوم.

المعلومات الدينية عند الجزائريين حول الموضوع متضاربة…

وقد لاحظنا بأن الكثير من الأشخاص مهتمون بشكل مباشر بالقيمة الدينية لصيام الصابرين، غير أن هناك تضاربافيمعلوماتهم، فمثلما تعتبر الحاجة ”نورة” أن صيام الأيام الستة من شوال يعني مغفرة جميع الذنوب، تقول مريم، ٢٥سنة،بأن صيام الصابرين يعني أن يغفر الله لنا سنة سبقت والسنة المقبلة، وأضافت أن صيام الصابرين بالنسبة لهامقدسوتحرص عليه هي وجميع أهل بيتها بما فيهم الصغار الذين يتم تعويدهم على ذلك حتى تنشأ عندهم الفكرة منذصغرهم. 

أما صديقتها ”أسماء”، 24 سنة، فقد قالت بأن الأمر بالنسبة لها مؤكد غير أنها تأخذ وقتها طوال شهر شوال، وعنتساؤلناعن صوم اليوم الثاني من العيد قالت ”أسماء” بأن الأمر يتعلق بشكل أساسي باستقبال الضيوف وأن الأمر يعتبرمحرجابشكل كبير خاصة عندما يكون الضيوف خارج الأسرة من الجيران أو الأصدقاء المقربين للعائلة أو من أسرةالزوج أوالزوجة، ولذلك فإن الحساسيات تجد طريقها في جلسة من المفروض أن تكون فرصة للدردشة المطولة

وأكل الحلويات بمختلف أنواعها.

توقفنا بعدها عند أحد الرجال الملتحين والذي كان بصحبة شيخ ذي لحية بيضاء طويلة وسألناهما إن كانا صائمينفأجابالشيخ بعد ابتسامه والتفاته يمينا ويسارا، بأن الصيام لله ولا يجوز البوح به في مثل هذه الحالات، مضيفا بأنصيامالصابرين سنة مؤكدة يجب الاقتداء بها والسلام.

أجواء رمضانية خالصة.. ومحاولة لتعويد الأطفال

تنقلنا بعد الظهيرة إلى ساحة أول ماي أين كان الجو نشيطا بشكل كبير، توقفنا عند جمع من النساء اللواتي كن يسلمنعلىبعضن البعض ودخلنا معهن مباشرة في الحديث عن صيام أيام الصابرين، فأجابتنا إحداهن بأن صيام الصابرينليسفرضا على المسلم بل هو سنة يستحسن أداؤها، أما بالنسبة لها فقد قالت بأن ظروف عملها الشاقة-كما وصفتها- وانشغالهاالمستمر بأولادها ومنزلها يشوش ذهنها ويمنعها من التركيز، وبالتالي فهي تفضل الإفطار على عكس زوجهاالذي قالتبأنه صام ثاني أيام العيد وسيواصل ذلك إلى أن يتم الأيام الستة.

أما عائشة، 40 سنة، فقد قالت بأن صيام الصابرين أصبح أمرا مؤكدا منذ سنين، فهي -حسب تعبيرها- تخاف منعدمصيامها إلى درجة أنها أصبحت تقريبا تعتبرها جزءا من رمضان، فهي -حسب تعبيرها- لا تتذكر مرور سنة عليهادونتكملة صيام أيام الصابرين بعد انقضاء رمضان المعظم، إلى درجة أن أهل بيتها وخاصة زوجها أصبح يعتبرصيامالصابرين جزءا لا يتجزأ من رمضان، وهو نفس الأمر التي قالت عنه عائشة بأنها تسعى إلى زرعه في عقولأبنائهاالصغار.

”الشباب هم الفئة الأقل مواظبة على صيام الصابرين”، هكذا عبر أنيس، ٢٦ سنة، قائلا بأنه شخصيا لا يجد الأمربهذهالجدية، فقد قال بطريقة فكاهية أنه بالكاد استطاع أن يتم صوم رمضان وهو غير مصدق بأن الشهر الكريم قدانقضى،مضيفا بأنه لا يملك الجرأة ليخاطر بصوم يوم آخر خارج رمضان.

طرحنا الأمر مباشرة على أحد الشباب كان بالقرب منا، فقال بشكل مباشر أن الأمر يتعلق بدرجة الإيمان لكلواحد،يضاف لها -حسبه- ظروف كل واحد، وهو ما حاول أحد الشباب الذي كانت تظهر عليه علامات الاستيقاظ المتأخرقائلابأنه مثلا يعمل ليلا في موقف للسيارات ولا ينام إلى غاية طلوع النهار ثم يمضي الصباح كله وهو نائم إلى فترة مابعدالظهر، وهو حسبه نظام يومي لا يمكنه التشويش عليه مهما كان السبب لأن الأمر يتعلق بالعمل ليلا وهو أمر متعبللغاية،مضيفا في الأخير بأنه أمضى رمضان نائما فكيف له أن يصوم شوال.

حاولنا في ختام جولتنا أن نأخذ رأي الأطفال الصغار ونستطلع معلوماتهم حول الموضوع فوجدناهم بعيدين كل البعدعنصيام الصابرين وهو ما حدث مع عديد الأطفال الذين أبدى بعضهم استغرابه من عبارة ”صوم الصابرين” وهو ماعبرعنه ”حسام”،  14سنة، قائلا بأنه افطر بضعة أيام من رمضان أحس فيهم بالتعب الشديد وأنه ينوي في أقربوقتتعويضهم، وهذا بعد سؤال لنا إن كان ينوي صوم الصابرين، مما يعني أن ”حسام” لم يفرق بين تعويض ما أفطروصومالصابرين.

فتوى الإمام مالك

السؤال: هل كره الإمام مالك صيام الأيام الستة من شوال لأن ذلك يؤدي إلى زيادة رمضان عن الثلاثين وأنكراهتهلصومها من قبيل  سد الذرائع؟

المفتـــي:  مركز الفتوى  الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد كره الإمام مالكصيامالست من شوال بعد الفطر، لأنه لم يبلغه صيامـــها عن أحد من السلف، ولأن إلحاقها برمضان قد يترتب عليهاعتقاد عوامالناس كونها جزءا من رمضان، ففي الموطأ: قال يحيى: وسمعت مالكا يقول في صيام ستة أيام بعد الفطر منرمضان: إنيلم أر أحدا من أهل العلم والفقه يصومها ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلــف، وأن أهل العلم يكرهون ذلكويخافون بدعتهوأن يلحق برمضان ما ليس منــه أهل الجهالة والجفاء لو رأوا في ذلك خفته عند أهل العلم ورأوهم يعملونذلك. انتهى. وقالالباجي فى المنتقى وهو شرح الموطأ: وهذا كما قال، إن صوم هذه الستة الأيام بعد الفطر لم تكن منالأيام التي كان السلفيتعمدون صومها. وقد كره ذلك مالك وغيره من العلماء، وقد أباحه جماعة من الناس ولم يروا بهبأســا، وإنما كره ذلكمالك لما خاف من إلحاق عوام الناس ذلك برمضـــــان وأن لا  يميزوا بينها وبينه حتى يعتقدوا جميعذلك فرضا، والأصلفي صيـــام هذه الأيام  الستة ما رواه سعد بن سعيد عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب الأنصــــــاريأن رسول الله صلى اللهعليه وسلم قال: من صام رمضان، ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر.

وسعد بن سعيد هذا ممن لا يحتمل الانفراد بمثل هذا، فلمـــا ورد الحديث على مثل هذا ووجد مالك علماء المدينةمنكرينالعمل بهذا احتاط بتركه لئلا يكون سببا لما قاله. قال مطرف إنما كره مالك صيامها لئلا يلحـــــق أهل الجهلذلكبرمضان، وأما من رغب في ذلك لما جاء فيه فلـــــم ينـــهه. والله أعلم وأحكم. انتهى وكراهة صيام تلك الأيام عندفقهاءالمالكية مشروط بعدة شروط ذكرها الدرديــر في شرحه لمختصر خليل عند قوله: كستة من شوال: فتكره لمقتدىبه،متصلة برمضان، متتابعة، وأظهرها معتقدا سنة اتصالها. انتهى والله أعلم. هي حقيقة أن الإمام مالك كره صيام الستّأياممن شوال لشروط أذكرها لكم بإذن الله. - أن يكون الصائم ممّن يُقتدى به، أو يُخاف عليه اعتقاد وجوبها. – أنيصومهامتصلة بيوم الفطر المبارك. – أن يصومها متتابعة. – أن يُظهر صومها.

فإن انعدم شرط من هذه الشروط لا يكره صومها.عند السادة المالكية. *فقد كره الإمام مالك -رحمه الله- ذلك مخافة أن يُلحق برمضان ما ليس منه من قبل أهل الجهالة والجفاء. *أما الرجل في خاصة نفسه فلا يُكره له صيامها، بلبالعكسالإمام مالك -رحمه الله- استحبّ صيامه في غيره.

رابط دائم : https://nhar.tv/QT9ni
إعــــلانات
إعــــلانات