محامون متوفون وآخرون يصوتون عدة مرات في انتخابات نقيب العاصمة

جرت، أمس، بمجلس قضاء الجزائر، انتخابات اختيار نقيب منظمة محامي العاصمة في جو ساده الفوضى وعدم التنظيم، رغم لجوء منظمة المحامين لأول مرة العاصمة لمؤسسة أعوان أمن خاصة، كما أن الانتخابات جرت من دون محضرين قضائيين، والأخطر من ذلك هو أن جدول المحاميين الذي تم تعليقه أمس بمجلس قضاء الجزائر ليس نفسه المصادق عليه من طرف أعضاء المنظمة في أخر اجتماع لهم، حيث أنه يحمل أسماء مكررة لمحاميين وآخرين متوفيين أو مشطوبين. شهدت، أمس، انتخابات تحديد نقيب محامي العاصمة فوضى وتجاوزات خصوصا بعد تسجيل اختلاف في جدول المحامين المسجلين، والذي يحمل أسماء لأشخاص متوفين وآخرين معاد أسماءهم. تعتبر منظمة محامي العاصمة أكبر منظمة للمحامين في الجزائر، حيث يسعى النقيب الحالي «عبد المجيد سيليني» الذي تولى النقابة ثلاث عهدات متتالية للبقاء على رأس النقابة خاصة وأن قانون تنظيم مهنة المحامي الذي تمت المصادقة عليه لا يسري بأثر رجعي، حيث يمكنه الترشح من جديد، في الوقت الذي يرى عدد من المحامين ضرورة منح المشعل لجيل الشباب. وقد جاءت هذه التجديدات في خضم ظروف جديدة استثنائية تتمثل خصوصا أنها أول انتخابات تجري بعد المصادقة على القانون الجديد للمحامين الذي عرف جدلا وانتقادا واسعا من طرف المحامين، حيث كان النقيب «عبد المجيد سليني» من أشد معارضيه الذي نظم وقفات احتجاجية رفقة أتبعاه لسحبه. وعلى صعيد آخر عرف القانون تأييد لا مشروط للنقيب الوطني للمحامين «مصطفى الأنور»، لينتهي الصراع بموافقة الأول على القانون الجديد، كما تجري هذه الانتخابات في دورة واحدة لأول مرة وفقا للقانون الجديد، وهذا ما أثار سخط أصحاب الجبة السوداء، رغم أن إجراء الانتخابات في دور واحد يغلق الباب أمام إمكانية التزوير.وفي سياق متصل ملأت أوراق وملصقات المترشحين للانتخابات أرضية مجلس قضاء العاصمة، التي ألقى بها المحامون الذين قصدوا مكاتب الانتخابات التي جرت على مستوى الطابق الأول، كما أن إقبال المحاميين كان محتشما في الصبيحة ليتصاعد بعد الظهيرة، أين قررت المنظمة تمديد مدة غلق مكاتب الاقتراع إلى غاية الساعة الخامسة مساء بدلا الرابعة، ليتم الفرز والإعلان عن النتائج في آخر المساء. وللإشارة فقد تنافس على منصب نقيب محامي العاصمة 145 مترشح، في حين جرت الانتخابات على مستوى 16 منظمة من أصل 18 منظمة جهوية عبر الوطن تمكن خلالها 11 نقيبا من البقاء على رأس نقاباتهم على غرار النقيب الوطني «مصطفى الأنور» بنقابة قسنطينة للعهدة 12 على التوالي، في انتظار ما ستسفر عنه انتخابات منظمة معسكر خلال الأيام القليلة القادمة.